“وكالة القتال الجامحة” تحت قيادة سوبرمان.. تجديد للحرب العالمية الثانية

By العربية الآن



“وكالة القتال الجامحة” تحت قيادة سوبرمان.. تجديد للحرب العالمية الثانية

فيلم "وكالة القتال الجامحة"() The Ministry of Ungentlemanly Warfare
الملصق الدعائي لفيلم “وكالة القتال الجامحة” (The Ministry of Ungentlemanly Warfare) (الجزيرة)
تألق المسار الإبداعي للمخرج البريطاني جاي ريتشي بفضل المغامرات الجماعية، ابتداءً من أفلامه الأولى “سناتش” (Snatch) في عام 2000 وصولاً إلى أحدث أعماله “وكالة القتال الجامحة” (The Ministry of Ungentlemanly Warfare) التي تعرض حاليًا على نطاق واسع.

يشارك “ريتشي” في “وكالة القتال الجامحة” كمخرج وكاتب ومنتج، ليؤكد على طابع العمل الشخصي الذي أضافه، وقام بترك بصمته على كامل سير الإنتاج وجعل هنري كافيل يلعب دور البطولة، والذي سبق لهما العمل سويًا في فيلم “الرجل من يو.إن.سي.إل.إي”(رجل من U.N.C.L.E)، بالإضافة إلى آلان ريتشسون وهيرو فاينس تيفن وإيزا جونزاليز وكاري إلويز وفريدي فوكس.

المهمة الخفية الألف في الصراع العالمي

تقدم جاي ريتشي في “قسم الهجوم الراقي” قصة بسيطة للغاية، شاهدها بالتأكيد الكثيرون سابقا في أفلام عدة، فزمن الفيلم يعود إلى الصراع العالمي الثاني، والأبطال مجموعة من رجال الحروب الأذكياء والبارعين الشجعان بالتأكيد، يقومون بمهمة سرية ذات مخاطر عالية لهزيمة النازية.

جاي ريتشي قدم في “قسم الهجوم الراقي” قصة بسيطة شاهدها الكثيرون سابقا (المصدر: آي إم دي بي)

بعد العودة إلى “قسم الهجوم الراقي” نجد أن الفيلم يمزج بين الضحك والحركة -مثل أغلب أفلام جاي ريتشي- وبدأ بمشهد يبين أهمية المهمة المرتقبة لمسار الصراع، والتي تتطلب غرق سفن ألمانية ضخمة ولكن بشكل غير رسمي حتى لا يؤدي لتداعيات دبلوماسية تعقد الأمور أكثر.

لذلك يأمر رئيس الوزراء وينستون تشرشل بالأمر لرئيس المخابرات حتى يشكّل فريقًا غير رسميًا من المحاربين يقومون بالمهمة على عاتقهم الخاص، يتزعمهم جاس مارش فيليبس/ هنري كافيل، الذي يختار بقية الفريق من مقاتلين يقفون على الحد بين العبقرية والجنون، ويجمع بينهم كراهيتهم للنازية والنازيين.

يبدأ من هذه اللحظة تدفق الدماء، وتتحول الأحداث من مشهد دموي عنيف إلى آخر، يستخدم فيه الأبطال كل وسائل القتال ممكنة حتى القوس والسهم، ويطلقون النكات خلال ذلك، بنشاط يوازي قتلهم للنازيين، وحتى عندما تعترض مهمتهم العديد من المصاعب غير المتوقعة يجدون حلولا غير تقليدية لتجاوزها.

مستند فيلم “قسم الهجوم الراقي” إلى قصة واقعية، ولكن مع بعض التغييرات الدرامية، فقد أنشأ تشرشل بالفعل فريقًا غير رسمي أحرز نجاحًا في العديد من المهام، وتجاوز عددهم الـ50.

ومع ذلك، لم يبرز الفيلم إلا عددًا محدودًا منهم، وعلى الجانب الآخر ليست كل المعارك التي تظهر في الفيلم قد وقعت، وشخصية مارغوري/إيزا جونزاليز حقيقية بالفعل ولكنها لم تكن جزءًا من المهمة التي يدور الفيلم حولها.

“قسم الهجوم الراقي” فيلم يمزج بين الضحك والحركة ويتميز بالحيوية والديناميكية الشديدة (المصدر: آي إم دي بي)

هذه الحبكة أصبحت بسبب تكرارها أقرب إلى أفلام “التعقيد” (Parody) أي التقليد الساخر، وما يميز كل فيلم منها عن الآخر التفاصيل التي يضيفها مخرج الفيلم على القصة بالإضافة إلى النوع الفرعي الذي يتطرق له السيناريو سواء كون كوميديًا أو دراميًا أو واقعيًا.

ولا يمكن إنكار النقاط المشتركة التي تربط بين الفيلم وآخر ينتمي للتعقيد هو “أوغاد مجهولون” (Inglourious Basterds) إخراج كوينتين تارانتينو وبطولة عدد كبير من النجوم على رأسهم براد بيت وكريستوفر فالتز، سواء من حيث المهمة المعقدة أو الدموية الشديدة أو الجانب الكوميدي القوي، ولكنها مقارنة غير محسومة “قسم الهجوم الراقي” على كل الأصعدة.

حركة أنقذت الفيلم

تتميز أفلام جاي ريتشي بالحيوية والديناميكية الشديدة والتي ترجع لاهتمام المخرج بحركة الممثلين داخل الإطار وزوايا التصوير، وهو أسلوبه الشائع في أفلامه المختلفة حتى تلك التي جمعت بين الرسم والتمثيل الحي مثل “علاء الدين” (Aladdin).

وعلى سبيل المثال غالبًا ما يتم تصوير نفس المشهد من أكثر من زاوية ويُعرض كل هذه الزوايا بشكل متتالٍ، لتظهر مشاهد الحركة وكأنها جزء من إحدى الروايات المصورة وليستبالتتابع الاعتيادي في الأفلام السينمائية.

يتذكر الجمهور هذه الطريقة بشكل خاص في فيلم “شيرلوك هولمز” (Sherlock Holmes) حيث كانت مشاهد الإثارة تُعرض مرتين، مرة بالسرعة الاعتيادية، وأخرى بالسرعة البطيئة من زوايا مختلفة لتوضيح الأسلوب الذي يتم به تلقي وإسداء الضربات.

تتكرر هذه الاستراتيجية بشكل مختلف قليلا في “وزارة الحرب الغاشمة” الأمر الذي منح الفيلم إيقاعا سريعا وأنقذ العمل بحق من الملل نتيجة للحبكة المتوقعة والمعروفة مسبقا، هذا إلى جانب التنوع الذي أتى به الفيلم على شخصياته من حيث الصفات الفريدة لكل منهم أو الأدوات القتالية.

بينما على الوجه الآخر أثبت هنري كافيل أنه كلما ابتعد عن أدوار البطولة الخارقة مثل “سوبرمان” أو الساحر في “ذا ويتشر” (The Witcher) واختار شخصيات رجال عاديين -حتى وإن كانوا متميزين- كان أداؤه أفضل، كما ظهر من قبل في أفلام “إينولا هولمز”.

والآن مع “وزارة الحرب الغاشمة”، حيث قدم دور جاس ذي القدرات القيادية والذكاء البارع والشجاعة بالإضافة إلى النشاط، ولم يؤدي شهرته إلى اندثار بقية أبطال الفيلم تحت ظله، بل حظي الفيلم بالتوازن بين دوره وأدوارهم، وحتى الشخصيات الثانوية حصلت على مشاهد طويلة.

فن نجاح تصوير الإثارة والأداء التمثيلي ساهم في جعل الفيلم مقبولا ومسلًيا على الرغم من تكرارية حبكته ووضوح نتائجها من البداية، وفي النهاية يظل عملًا للاستهلاك السريع، وعملا سيحقق إيرادات تكاد تغطي تكاليفه بالكاد، ثم سيُعرض على المنصات الرقمية قبل أن ينساه الجميع حتى صناعه.

المصدر: الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version