وول ستريت جورنال: كيفية اغتيال إسرائيل لفؤاد شكر
وأوضحت الصحيفة -في تقرير أعده سوني إنجل راسموسن وآدم شمس الدين وكاري كيلر لين- أن فؤاد شكر كان بعيداً عن الأنظار حتى تم اغتياله في غارة جوية إسرائيلية استهدفت الطابق السابع من مبنى سكني في الضاحية الجنوبية لبيروت نهاية يوليو/تموز الماضي.
اقرأ أيضا
الغارديان: قصة فلسطيني أسترالي يحاول إخراج والدته من غزة
غارديان: إسرائيل تخشى قانونا أميركيا بشأن حملات الضغط الداعمة لها
وصف التقرير فؤاد شكر بأنه أحد مؤسسي حزب الله، الذي صنفته الولايات المتحدة كجماعة “إرهابية”، مشيرًا إلى أنه كان متشددًا وأحد أبرز عناصر الحزب، كما كان صديقًا موثوقًا للزعيم حسن نصر الله، وقد جعل من حزب الله واحدة من أقوى الميليشيات المسلحة غير الحكومية في العالم.
ظهور هذا العام لبضع دقائق
وأشار التقرير إلى أن فؤاد شكر، الذي كان يقود المناوشات على الحدود مع إسرائيل، عاش حياة بعيدة عن الأضواء، حيث ظهر فقط في مناسبات صغيرة وقد حضر علنياً هذا العام لبضع دقائق في جنازة ابن أخيه. وأفاد أحد معارفه بأنه كان سريًا للغاية لدرجة أن وسائل الإعلام اللبنانية نشرت صور رجل آخر بدلاً منه.
وقال مسؤول من حزب الله إن القائد الذي لا يعرفه سوى عدد قليل من الأشخاص قضي يومه الأخير في مكتبه بالطابق الثاني من نفس المبنى الذي عاش فيه في الطابق السابع، مشيراً إلى أنه تلقى مكالمة من شخص طلب منه الصعود إلى شقته قبل أن تتعرض للقصف الإسرائيلي، مما أدى إلى مقتل شكر وزوجته وامرأتين وطفلين آخرين، وإصابة أكثر من 70 شخصًا وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية.
اختراق
وأوضح المسؤول أن المكالمة التي أفادت بأن شكر يحتاج للصعود إلى الطابق السابع لتسهيل استهدافه جاءت من شخص اخترق شبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله، الذي لا يزال يتحقق مع إيران في التحقيق بشأن فشل الاستخبارات، مع اعتقاد أن إسرائيل استخدمت تقنية متطورة للاختراق.
وقد شكل اغتيال شكر ضربة قوية لحزب الله، وفي سياق متصل، ساهم مقتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران في إدخال الشرق الأوسط في حالة توتر شديد، حيث تسعى الولايات المتحدة لتجنب حدوث حرب إقليمية.
تقول كارميت فالنسي، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن “تلك العمليات الاستهدافية لها تأثير تراكمي على القدرة العملياتية لحزب الله”، موضحة أن شكر كان شخصًا ذو خبرة وعلاقة وثيقة بنصر الله، وقد تحدثا لغة واحدة.
أدوار غاية في الأهمية
وعاش شكر طوال حياته تقريباً في صميم عمليات حزب الله وصنع القرار، حيث كان حلقة وصل رئيسية بين الحزب وإيران، وعمل في المديرية العامة للأمن العام، وهي وكالة استخبارات حكومية لبنانية. كما ساعد في تنظيم مقاتلي حرب العصابات في بيروت لمواجهة الغزو الإسرائيلي للبنان خلال الحرب الأهلية، ثم أصبح الشخص الرئيسي في تدريب مقاتلي حزب الله مع الإيرانيين في منطقة البقاع.
كما تتهم الولايات المتحدة شكر بدور رئيسي في التخطيط للهجوم على ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983، قبل أن يتم الإعلان رسميًا عن وجود حزب الله. وقد أُعلن عن تشكيل حزب الله عام 1985، وأصبح شكر القائد العسكري الأول له وظل ينفذ عمليات حرب العصابات حتى انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان عام 2000، مكتسبًا سمعة كاستراتيجي يمتلك معرفة عميقة بالمنطقة.
عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، كان شكر نشطًا أيضاً، حيث ساعد في قيادة مقاتلي حزب الله في تنفيذ عمليات تجاوزت الحدود إلى شمال إسرائيل، مما أدى إلى مقتل 8 جنود وخطف اثنين، مما كان له نتائج عميقة أدت إلى الغزو الإسرائيلي الذي دمر أجزاء كبيرة من لبنان.
وسع ترسانة الحزب
في أعقاب الحرب، لعب شكر دورًا محورياً في تطوير القدرات العسكرية لحزب الله، حيث زادت ترسانته من حوالي 15,000 صاروخ وقذيفة إلى نحو 150,000. أصبح شكر الرجل الرئيسي في توصيل مكونات تحويل الصواريخ غير الموجهة إلى صواريخ موجهة بدقة، من إيران عبر سوريا، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
في عام 2008، قُتل عماد مغنية، قائد حزب الله وصديق شكر، في انفجار سيارة مفخخة نُفذت في عملية مشتركة بين وكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) والموساد في دمشق. وفي عام 2016، قُتل أيضًا مصطفى بدر الدين، وهو صديق آخر لشكر، في انفجار في العاصمة السورية. ومع ذلك، بدا شكر أكثر استرخاءً في السنوات الأخيرة.
بعد الأحداث بعد السابع من أكتوبر، عندما بدأت حماس عملية “طوفان الأقصى”، كان شكر في مرمى نيران إسرائيل بسبب قصف صاروخي على ملعب كرة قدم في مجدل شمس. ورغم أن حزب الله نفى تورطه، إلا أن إسرائيل اتهمته بالتورط، مشيرة إلى أن الصاروخ كان من أحد صواريخ حزب الله القادمة من لبنان.
وأخيراً، كما اختتمت الصحيفة، أدى موت شكر إلى إخراجه من الظل، حيث تم عرض صورته على لوحات إعلانات، وعرضت لقطات من حياته في ساحة المعركة، وتمت الإشادة بإنجازاته في مراسم جنائزية، ودفن في مقبرة عامة في بيروت بجوار أحد الشباب الذين لقوا حتفهم خلال قتاله في سوريا.
رابط المصدر