يوم دراماتيكي يستقبل وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحماس بعد 15 شهراً من الحرب

By العربية الآن

يوم درامي يدخل اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بعد 15 شهرًا من الحرب



Getty Images
دورون شتاينبريشر، أحد الأسرى الإسرائيليين الذين تم الإفراج عنهم يوم الأحد، تم تسليمه من قبل مقاتلي حماس إلى مسؤول في الصليب الأحمر في مدينة غزة.

بعد 15 شهرًا من الحرب التي بدأت بهجوم شرس من حماس على إسرائيل وانتهت بدمار كثير من قطاع غزة على يد إسرائيل، دخل وقف إطلاق نار حيز التنفيذ يوم الأحد، حيث تم الإفراج عن ثلاث نساء محتجزات من غزة، ومن المتوقع إطلاق سراح 90 فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية في المقابل.

استمرت ساعتان من التوتر صباح الأحد حيث بدا أن وقف إطلاق النار قد يواجه صعوبات منذ البداية. إذ فشلت حماس في تقديم أسماء الثلاثة رهائن الذين كانت تخطط للإفراج عنهم، مما دفع إسرائيل إلى تأجيل وقف إطلاق النار واستمرار غاراتها الجوية على غزة.

في الساعات الأولى من المفترض أن تكون للسلام، من الساعة 08:30 بالتوقيت المحلي (06:30 بتوقيت غرينتش)، قُتل ما لا يقل عن 19 فلسطينيًا جراء الغارات، وأصيب 36 آخرون، وفق ما أفادت به وكالة الدفاع المدني التابعة لحماس. فيما قالت قوات الدفاع الإسرائيلية إنها استهدفت “عددًا من الأهداف الإرهابية”.

في نهاية المطاف، تم إرسال أسماء الرهائن الثلاثة من قبل حماس إلى إسرائيل عبر وسيط، وتوقفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة لأول مرة منذ وقف إطلاق نار قصير استغرق أسبوعًا وتبادل رهائن في نوفمبر 2023.

في الساعة 11:19، كتب ماجد الأنصاري، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية التي ساعدت في الترتيب لصفقة وقف إطلاق النار، على منصة X أن العقبات الأخيرة قد تم إزالتها “وبذلك بدأ وقف إطلاق النار”.



Getty Images
تجمع الناس في تل أبيب لمشاهدة لقطات من الإفراج عن رهائن إسرائيليين.

بعد ست ساعات، تم تسليم ثلاثة رهائن إسرائيليين – رومي غونين، البالغة من العمر 24 عامًا، دورون شتاينبريشر، 31 عامًا، وإميلي داماري، 28 عامًا، وهي تحمل الجنسية البريطانية المزدوجة – من قبل حماس إلى الصليب الأحمر في غزة، ثم إلى الجيش الإسرائيلي. أظهرت تغطية التلفاز مشاهد فوضوية في ميدان السرايا بمدينة غزة بينما تجمع الحشود حول السيارة التي تحمل الرهائن في وقت كاف، وعانت مقاتلي حماس في دفع الناس للخلف.

ثم ظهرت لمحة قصيرة للنساء الثلاث أثناء نقلهم من السيارة وسط الحشود المتزايدة. من نقطة تسليمهم في غزة، تم نقلهم بواسطة قوات الدفاع الإسرائيلية إلى قاعدة رئيم العسكرية القريبة في جنوب إسرائيل للقاء أمهاتهم.

جرت تحضيرات واسعة من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية لتسليم الرهائن بشكل دقيق، حيث تم تجهيز أطباء عسكريين نفسيين لمراحل استلامهم في مركز استقبال تم تصميمه لتخفيف انتقال الرهائن.

من قاعدة رئيم، تم نقلهم بواسطة طائرة هليكوبتر إلى مركز شبا الطبي بالقرب من تل أبيب للالتقاء مع أسرهم الكبيرة والحصول على مزيد من الرعاية الطبية. وقد أفيد بأن اثنين من الثلاثة تعرضوا لإصابات بطلقات نارية خلال الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر 2023، عندما قتلت حماس حوالي 1200 شخص وأخذت 251 رهينة.

شاهد: وصول ثلاثة رهائن إسرائيليين محررين إلى إسرائيل.

### إطلاق سراح الرهائن وتداعيات الهدنة على سكان غزة

بدأت عملية إطلاق سراح رهائن بعد مرور ستة أسابيع، حيث من المقرر أن يتم تحرير 33 رهينة مقابل إطلاق سراح حوالي 1,900 فلسطيني في حالة استمرار الهدنة. وأكدت السلطات الإسرائيلية أن **97 رهينة لا يزالون في الأسر**، مع وجود عدد من أولئك يُعتقد أنهم قضوا نحبهم.

#### الوضع الإنساني في غزة

تشير التقارير إلى أن وزارة الصحة في غزة أكدت مقتل أكثر من **46,900 شخص** خلال الهجوم الإسرائيلي، حيث تم تهجير الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. في الوقت الذي كان فيه الكثير من المدنيين يتطلعون للعودة إلى منازلهم، علموا أن مدة الانتظار ستستمر.

#### تهديدات الجيش الإسرائيلي

حذر جيش الدفاع الإسرائيلي “IDF” المدنيين يوم الأحد بعدم الاقتراب من المنطقة العازلة التي تم تحديدها على الحدود مع غزة أو المنطقة العسكرية وسط غزة المعروفة بممر نتساريم، الذي يقطع شمال القطاع عن الجنوب. ومن المتوقع أن يستغرق الأمر حوالي أسبوع حتى يتمكن بعض النازحين في الجنوب من عبور الممر والعودة إلى منازلهم في الشمال.

![الرهائن](https://ichef.bbci.co.uk/news/480/cpsprodpb/8f72/live/fc216460-d696-11ef-8bb9-0395b4ce4d6d.jpg.webp)
*الرهينة إميلي داماري مع والدتها ماندي بعد الإفراج عنها. قُدمت داماري في الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023.*

#### معاناة المدنيين في غزة

عانت المدنيون في غزة من ظروف صعبة استمرت لمدة 15 شهرًا في tents وملاجئ عشوائية، حيث يعانون من **سوء التغذية والأمراض**. تعكس تصريحات هيلين جبري، البالغة من العمر 41 عامًا، مشاعر الألم المختلطة؛ حيث أفادت عبر الهاتف من ملجأ في خان يونس قائلة: “قلوبنا تنزف على من فقدنا”. وأشارت إلى أنها فقدت شقيقها وعائلته، وأن والدها معتقل.

بدأ بعض النازحين في العودة سيرًا على الأقدام من الجنوب، خاصة من مناطق مثل رفح. لكن سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يستعيد هؤلاء النازحون شعورهم بالمنزل أو العودة إلى الحياة الطبيعية، حيث تعرضت مناطق الشمال، بما في ذلك مدينة غزة، لتدمير شبه كامل أثناء الحرب.

#### الأرقام والصعوبات المستمرة

قدّرت الوكالة الفضائية التابعة للأمم المتحدة أن **60%** من المباني في غزة قد تضررت أو دمرت نتيجة الضربات الإسرائيلية. مما يعنى أن العديد من النازحين سيضطرون للبقاء في الملاجئ أو النوم في العراء، مما يطيل أزمة إنسانية كبيرة. أوضحت جوليت توما، مديرة الاتصالات بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن “أغلب الملاجئ ممتلئة، والكثير من الناس يعيشون في العراء أو في هياكل مؤقتة”.

![سكان غزة](https://ichef.bbci.co.uk/news/480/cpsprodpb/fe61/live/020962b0-d697-11ef-8bb9-0395b4ce4d6d.jpg.webp)
*منطقة في شمال غزة يوم الأحد، حيث يشير التقرير إلى مقتل أكثر من 46,700 شخص خلال النزاع الحالي.*

#### الرغبة في العودة

أشارت نورة زكوت، موظفة في وزارة التربية والتعليم من غزة، في حديثها مع بي بي سي من ملجأ في خان يونس، إلى أنها ستعود إلى المدينة في أول فرصة “بغض النظر عن التدمير والخراب”. وقد أعربت عن رغبتها في العودة لتشعر برائحة المدينة، حتى وإن كانت تعلم أنه لا يوجد منزل للعودة إليه، معتبرةً أن الهدنة الحالية تمنحهم بعض التنفس بعد معاناة طويلة.

الأوضاع في غزة تبقى متوترة وصعبة، وهي بحاجة ماسة إلى مزيد من الدعم الدولي والإنساني لتلبية احتياجات سكانها المتضررين.### عائلات الرهائن يتنفسون الصعداء مع إتمام المرحلة الأولى من الصفقة

في إسرائيل، أتى إتمام المرحلة الأولى من صفقة تبادل الرهائن ليمنح الأمل لعائلات ثلاثة رهائن بعد 15 شهراً من المعاناة. حيث صرحت مادي داماري أن “كابوس ابنتها في غزة قد انتهى” وقدمت شكرها “لكل من لم يتوقف عن القتال من أجل إميلي”.

### توتر مستمر وحالة عدم يقين

لكن الصفقة جلبت أيضاً مزيدًا من حالة عدم اليقين للبعض، حيث من المقرر إطلاق سراح ثلاثين رهينة في المرحلة الأولى، ولكن حالتهم الصحية غير معروفة. وقد وردت تقارير حول فقدان بعضهم حياتهم. ومن بين الرهائن المتبقين، تبقى طفلان فقط – الأخوان كيفير وأرييل بيباس، البالغين من العمر عامين وأربعة أعوام.

اختطف الأولاد على يد حماس في 7 أكتوبر 2023 مع والديهم شيري وياردن. وقد أعلنت حماس في ديسمبر 2023 أن شيري والأولاد قد قُتلوا، لكن السلطات الإسرائيلية لم تؤكد هذه الوفيات.

وفي حديثه، قال إيلون كيشيت، ابن عم ياردن، في ليلة السبت، والتي كانت ستشهد عيد ميلاد كيفير الثاني: “إنني أخشى من الأمل”. وأضاف: “لا أسمح لنفسي بتخيل ذلك حقًا، لأنه عندما أبدأ في تخيل ذلك، أشعر كأن معدتي تتقلب”. ورأى أن رؤية شيري والأولاد أحياء سيكون “معجزة”.

![Eli Bibas, grandfather of the youngest hostage in Gaza, Kfir Bibas, holds a poster calling for his release](https://ichef.bbci.co.uk/news/480/cpsprodpb/0522/live/07d96c30-d697-11ef-8bb9-0395b4ce4d6d.jpg.webp)
*Eli Bibas, grandfather of the youngest hostage in Gaza, Kfir Bibas, holds a poster calling for his release*

### الأمل المترقب والألم المستمر للعائلات

شدد دانيال ليفشيتز، الذي يُعد جده أوديد ثاني أقدم رهينة (84 عامًا)، يوم الأحد على أنه “من الرائع رؤية بداية وقف إطلاق النار”. وأوضح: “نحن نقترب من اليوم الذي قد نرى فيه جدي، ولكن في نفس الوقت، كان اليوم صعبًا جدًا، لأننا لا نعرف إن كان حيًا أم ميتًا”.

تم إعداد السلطات الإسرائيلية لإطلاق سراح 90 فلسطينيًا من مركز اعتقال عوفر في الضفة الغربية، في مقابل إطلاق ثلاثة رهائن يوم الأحد. ومن المتوقع أن تُنقل هذه الرهائن إلى الصليب الأحمر، ومن ثم يتم تسليمهم بشكل مناسب.

### القلق يسيطر على العائلات

تعبّر العائلات في إسرائيل وغزة والضفة الغربية عن قلقها إزاء احتمال انهيار وقف إطلاق النار الهش خلال الأسابيع الستة المقبلة. على الرغم من التغلب على التأخير في صباح يوم الأحد بسرعة، أعاد المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التأكيد على أن إسرائيل “تحتفظ بالحق في مواصلة أهداف حربها” في غزة إذا تم خرق شروط الصفقة مرة أخرى.

### استقالات تعكس الاضطرابات السياسية

في إسرائيل، استقال عدد من الوزراء من أقصى اليمين احتجاجًا على شروط الصفقة، مما زاد من تحدي نتنياهو في الحفاظ على حكومته.

![Simona Steinbrecher, the mother of freed hostage Doron Steinbrecher, hugs Avi Shamriz](https://ichef.bbci.co.uk/news/480/cpsprodpb/815c/live/10c44a40-d697-11ef-8bb9-0395b4ce4d6d.jpg.webp)
*Simona Steinbrecher, the mother of freed hostage Doron Steinbrecher, hugs Avi Shamriz. Shamriz’s son, Alon, was one of three hostages mistakenly killed by Israeli soldiers in Gaza*

### المعارضة للصفقة وتحديات الحكومة

صرح وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير، أبرز المعارضين للصفقة، بأنه لطالما اعترض على وقف النار، مؤكدًا أنه يأتي قبل الهدف الرئيسي لإسرائيل المتمثل في تدمير حماس في قطاع غزة. وأعلن بن غفير يوم الأحد أن حزب القوة اليهودية سيستقيل بشكل جماعي من الحكومة، مما يترك رئيس الوزراء في وضع صعب مع أغلبية ضئيلة في البرلمان.

وفي مؤتمر صحفي يوم الأحد، ذكر وزير الخارجية غيديون ساعر أنه لن يتحدث ضد المعترضين على الصفقة، وأوضح أنها تأتي بتكلفة “ثقيلة على إسرائيل”.

وأقر ساعر بأن هناك “نقاشًا خطيرًا جدًا داخل الحكومة” حول شروط الصفقة. وقال: “لكننا نفعل ذلك بسبب التزامنا لإخواننا وأخواتنا المحتجزين منذ أكثر من 15 شهرًا. سنبذل قصارى جهدنا لإطلاق سراحهم”.

رابط المصدر

### السيطرة على نقاط التفتيش في غزة

نُص الاتفاق مع إسرائيل على تسليم السيطرة على نقاط التفتيش في غزة، التي كانت تحت إدارة الجيش الإسرائيلي، إلى شرطة حماس. وستعمل شرطة حماس على إدارة تدفق النازحين نحو الشمال مع انسحاب القوات الإسرائيلية. يثير هذا الترتيب تساؤلات حول كيفية منع المقاتلين من التحرك أيضًا نحو الشمال، كما تبرز المخاوف من حدوث فوضى مع تحرك عدد كبير من الأشخاص ومحاولتهم الحصول على المساعدات التي تدخل إلى القطاع.

![صورة من الأخبار](https://ichef.bbci.co.uk/news/480/cpsprodpb/16d8/live/17062860-d697-11ef-8bb9-0395b4ce4d6d.jpg.webp)
*أفرحت الهدنة الكثير من النازحين في غزة، لكن التحديات الإنسانية كبيرة*

### المساعدات الإنسانية

بدأت الشاحنات المحملة بالمساعدات بالدخول إلى غزة بعد 15 دقيقة من بدء سريان الهدنة. إلا أن حجم الاحتياج كبير جدًا. فقد كان قطاع غزة يعتمد بشكل كبير على المساعدات حتى قبل نشوب الصراع، ومع تدمير الأراضي الزراعية والبنية التحتية للغذاء، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنه يجب أن تعبر 600 شاحنة إلى غزة يوميًا.

وبحسب Majed al-Ansari، المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، فإنه سيتم إنشاء مركز عمليات مخصص في القاهرة لمراقبة الهدنة من الخارج، لضمان “حد أدنى من الفوضى نتيجة تدفق المساعدات”. لكنه أضاف أن حماس ستكون هي المسؤولة بشكل أساسي عن عملية الإدارة في غزة خلال المرحلة الأولى.

### فرصة غزة الأخيرة

وصف الأنصاري الاتفاق بأنه “الفرصة الأخيرة لغزة، والفرصة الأخيرة للمنطقة”. وأكد قائلاً: “هذا الاتفاق هو سبيل الأمل، وهو طريق المستقبل، وهو اتفاق لجميعنا معًا”.

رحب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي ساعد مرسوله ستيف ويتكوف في التوسط للصفقة جنبًا إلى جنب مع فريق الرئيس جو بايدن، بالهدنة في منشور على حسابه في منصة وسائل التواصل الاجتماعي “Truth Social”. وكتب: “بدأ إطلاق سراح الرهائن اليوم! ثلاث شابات رائعات سيكونن أول من يخرج”.

### لحظات من الفرح وسط الصراع

في غزة، ليلة الأحد، أعطى عبدالله شابير، طبيب طوارئ شاب، لنفسه لحظة صغيرة من الفرح بعد عمله بلا كلل منذ بداية الحرب، حيث عاين مئات الجثث وعالج الآلاف من الجرحى. قال: “لقد استطعت الاستمرار فقط لأن هؤلاء كانوا شعبي”. وأضاف: “لا أعرف كيف أعبر عن شعوري الآن، لكن هناك فرح. الأهم هو أن إراقة الدماء قد توقفت. إن شاء الله، كل شيء آخر سيتبع”.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version