130 زلزالاً خلال 14 يوماً.. هل يواجه سد النهضة خطر الانهيار قريباً؟

By العربية الآن

130 زلزالًا في 14 يومًا.. هل ينهار سد النهضة قريبًا؟

BENISHANGUL-GUMUZ, ETHIOPIA - FEBRUARY 19: A view of Grand Ethiopian Renaissance Dam, a massive hydropower plant on the River Nile that neighbors Sudan and Egypt, as the dam started to produce electricity generation in Benishangul-Gumuz, Ethiopia on February 19, 2022. Ethiopia built the dam on the Nile River in Guba, Benishangul Gumuz Region. The construction of the Grand Ethiopian Renaissance Dam has caused a row between Ethiopia and Egypt and Sudan. (Photo by Minasse Wondimu Hailu/Anadolu Agency
يثير التزامن بين تصاعد وتيرة الزلازل وزيادة حجم المياه المخزنة تساؤلات تحتاج إلى دراسات تؤكدها أو تنفيها (الأناضول)

زيادة النشاط الزلزالي في إثيوبيا

في الفترة من 21 ديسمبر 2024 إلى 4 يناير 2025، تعرضت إثيوبيا لمعدل غير مسبوق من الاهتزازات الأرضية، حيث وقعت 130 زلزالًا. وقد قامت هذه الزيادة في النشاط الزلزالي بإثارة تساؤلات حول تأثيرها المحتمل على سد النهضة.

خبراء يوضحون تأثير الزلازل على السد

يتفق الخبراء على أن قوة وموقع هذه الزلازل لا تشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة السد. لكن الآراء تتباين بشأن ردود الفعل العامة؛ حيث يعتبر البعض أنها تعبر عن قلق مبرر، بينما يرى آخرون أن التركيز على انهيار السد يبعد عن أهمية التوصل إلى اتفاق تعاون حول إدارة المياه بين سد النهضة والسد العالي.

الدكتور عصام حجي، أستاذ كلية فيتربي للهندسة، أبدى تحفظه تجاه ردود الفعل العامة في مصر، موضحًا أن فكرة انهيار السد تم تناولها بشكل إعلامي، مما قد يضلل الجمهور ويؤثر سلبًا على النقاشات المهمة حول المفاوضات المستمرة حول السد.

إثيوبيا بدأت تشييد السد في 2011 (رويترز)

انهيار السد.. احتمال ضعيف

يتابع الدكتور حجي موضحًا أن النشاط الزلزالي الحالي يتركز في منطقة الأخدود الأفريقي، والتي تبعد أكثر من 560 كيلومترًا عن موقع سد النهضة. ويشير إلى أن الزلازل تأتي من براكين نشطت عبر عشرات الآلاف من السنين، وليس لها علاقة ببحيرة السد كما يُشاع في وسائل الإعلام. كما يؤكد أن تصميم السدود يأخذ في الاعتبار الطبيعة الزلزالية للمنطقة، مما يقلل من تأثير الزلازل عليها.

إضافة إلى ذلك، يتفق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا في جامعة القاهرة، مع حجي في أن الزلازل الحديثة لا تشكل تهديدًا للسد، لكنه يشير إلى أن الزلازل السابقة، مثل التي حدثت في مايو 2023 على بعد 100 كيلومتر، قد تدل على إمكانية حدوث زلازل أقوى مستقبلاً.

فرضية علمية تحتاج إلى مزيد من البحث

في ختام النقاش، يبقى من المهم إجراء المزيد من الدراسات العلمية لفهم العلاقة بين النشاط الزلزالي وزيادة التخزين في سد النهضة، من أجل إزالة الشكوك وضمان حماية المنشآت من أي مخاطر محتملة.



رابط المصدر

**الزلازل في إثيوبيا: العلاقة المحتملة بسد النهضة**

لا يقطع الدكتور شراقي برأيه بأن مشروع سد النهضة هو السبب وراء تزايد الزلازل في إثيوبيا مؤخراً، ولكنه يطرح فرضية علمية تحتاج إلى مزيد من البحث، وذلك بسبب الارتباط الملحوظ بين زيادة الزلازل وعمليات ملء خزان السد.

**تطورات ملء خزان السد والزلازل المصاحبة**

بدأ ملء خزان سد النهضة بعد موسم الأمطار في عام 2020، حيث تم تخزين حوالي 4.9 مليار متر مكعب من المياه، في تلك الفترة حدثت 3 زلازل فقط. وفي عام 2021، مع تخزين 13.5 مليار متر مكعب إضافية، ارتفع عدد الزلازل إلى 8. في عام 2022، بلغ حجم المياه المخزنة 22 مليار متر مكعب، مما أدى إلى تسجيل 12 زلزالاً. وفي عام 2023، حدث الملء الرابع ليصل حجم المياه إلى 31 مليار متر مكعب، فكان عدد الزلازل 38. وفي العام 2024، بلغ حجم المياه 60 مليار متر مكعب، مما أسفر عن 90 زلزالاً. وفي الأيام الأربعة الأولى من عام 2025، تم تسجيل 32 زلزالاً.

شراقي يسأل: “ألا يستحق هذا التزامن بين الزلازل وزيادة حجم المياه دراسة لفهم العلاقة بينهما؟”.

![أحد التفسيرات المحتملة هو أن هذه المياه المسربة وصلت إلى أخدود النيل الأزرق (الفرنسية)](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/01/1736917255_218_130-زلزالاً-خلال-14-يوماً-هل-يواجه-سد-النهضة-خطر.jpg)

**تسرب المياه: هل يساهم في حدوث الزلازل؟**

يستند شراقي إلى دراسة من جامعتي ميشيغان وأريزونا التي نُشرت في يوليو/تموز من العام الماضي، حيث أفاد فريق البحث بحدوث تسرب كبير لجزء من المياه المخزنة بخزان السد، يصل إلى حوالي 19.8 مليار متر مكعب في السنوات الثلاث الأولى من ملء السد.

شراقي يشير إلى أن واحدة من التفسيرات المحتملة أن هذه المياه وصلت إلى أخدود النيل الأزرق، مما ساعد في تحفيز الزلازل الحالية في الأخدود الأفريقي.

يمكن أن تساهم المياه المتسربة في تحفيز الزلازل عبر ثلاثة تأثيرات رئيسية:

1. **زيادة الضغط المسامي**: تسرب المياه داخل الصخور يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط، مما يعزز الاحتمالية لحدوث زلازل.
2. **تحفيز حركة الصدوع**: المياه المتسربة قد تخفض الاحتكاك بين الصخور، مما يؤدي إلى انزلاق مفاجئ يماثل الزلازل.
3. **تحلل المعادن وتآكل الصخور**: المواد الكيميائية في المياه قد تؤدي إلى إضعاف الصخور مما يزيد من مخاطر الزلازل.

شراقي يعيد الأرقام مرة أخرى، مشيراً إلى أن عدد الزلازل يوم الجمعة الماضي بلغ 11، وكان أكبرها بقوة (5.5 درجات). يوم السبت، تم تسجيل 6 زلازل من أبرزها بقوة (5.8 درجات)، وهي الأعلى منذ 15 عامًا.

**كمية إضافية من التسريب**

يتفق الباحث في الجامعتين المذكورتين كارم عبد المحسن مع شراقي في أن تسرب المياه من خزان السد يحتاج لمزيد من الدراسات.
ويشير عبد المحسن إلى أن كمية التسرب التي تم تقديرها بـ 19.8 مليار متر مكعب خلال السنوات الثلاث الأولى زادت بمقدار 9.6 مليارات متر مكعب خلال عملية الملء الرابعة.

دراسة أخرى عُرضت في ديسمبر/كانون الأول الماضي أثبتت عن طريق القياسات الفضائية أن كمية المياه تراجعت من 39.8 مليار متر مكعب (28 سبتمبر/أيلول 2023) إلى 30.2 مليار متر مكعب (18 يونيو/حزيران 2024)، مما يعني أن 9.6 مليارات متر مكعب أخرى قد تسربت.

عبد المحسن يشبه تأثير المياه عبر الصدوع بتأثير الشحوم على تروس الماكينات، حيث أن تسرب المياه يقلل الاحتكاك، مما يسهل حركة الصفائح التكتونية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى حدوث الزلازل.

في الختام، يجادل عبد المحسن أن التأثير المحتمل لسد النهضة على النشاط الزلزالي يتطلب تدقيقاً إضافياً لفهم العلاقة بشكل أفضل.# تأثير الزلازل على سد النهضة: مخاوف من انهيارات محلية

## المخاطر الناجمة عن تسرب المياه
في ضوء تحركات المياه المتسربة، قد تكون تأثيرات الزلازل بعيدة عن منطقة سد النهضة نفسها، لكن الدكتور عبد العزيز محمد عبد العزيز، أستاذ هندسة الاستكشاف وتقييم الطبقات في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، يحذر من حدوث انهيارات محلية تؤثر على استقرار الهيكل.

## الزلازل وحدود الألواح التكتونية
يقول عبد العزيز إن الزلازل تقع على حدود الألواح التكتونية. وعندما تتحرك تلك الألواح نحو بعضها، قد يحدث ضغط شديد يؤدي إلى تراكم الطاقة في الأرض. وعند تخطي الضغط لحدود الاحتكاك، يحدث انزلاق مفاجئ يتسبب في الزلزال. وبالرغم من أن التأثيرات الفعلية بعيدة عن السد (أقرب زلزال وقع في مايو 2023 على بُعد 100 كيلومتر بقوة 4.2 درجات)، إلا أن الخوف الأكبر يأتي من احتمالية الإطماء في بحيرة السد.

## الإطماء وتأثيره على السد
الإطماء هو تراكم الرواسب (كالسابق والطين والرمال) في قاع بحيرة السد. مع استمرار تدفق المياه، يتباطأ التيار، مما يتيح للرواسب الاستقرار. إذا لم تتم إدارة تراكم الرواسب جيدًا، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلة التكهف، والتي تعني هبوطًا مفاجئًا أو انهيارًا في الأرض قرب السد.

وتشمل أسباب حدوث التكهف التوزيع غير المتساوي للرواسب في قاع البحيرة، مما يزيد الضغط على المناطق بكثافة أعلى من الرواسب. هذا، بالإضافة إلى الوضع الجيولوجي لمنطقة سد النهضة المكونة من صخور جيرية، قد يؤدي إلى عدم استقرار التربة المحيطة بالسد.

## خسائر محتملة من الرواسب
تشير التقديرات إلى أن تراكم الرواسب في خزان سد النهضة قد يصل إلى نحو 20 مليار متر مكعب خلال العقود القادمة. وهذا يعني أن الخزان الذي تبلغ سعته 74 مليار متر مكعب قد يفقد نحو 27% من سعته بسبب هذه الرواسب.

## اهتمام المصريين بسلامة السد
يدعو عبد العزيز إلى أهمية الاهتمام بسلامة السد، ليس فقط من منظور تأثيره على حصة مصر من المياه، بل أيضًا بسبب العواقب المحتملة على السودان. في حال حدوث انهيار، سيكون لزامًا على مصر اتخاذ إجراءات سريعة لتأمين السد العالي ومفيض توشكي.

## التعاون بين السدود
يتفق الدكتور شراقي مع هذا الرأي، مشيرًا إلى أن انهيار السد سيؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من المياه كانت يمكن أن تكون لصالح مصر. ويصف المياه المخزنة في سد النهضة بأنها “الأمانة المصرية لدى إثيوبيا” التي يجب الحفاظ عليها.

أما الدكتور حجي، فيرى أن التركيز يجب أن يكون على الوصول إلى اتفاق لتشغيل تعاوني بين سد النهضة والسد العالي، لحماية مصر من شح المياه.

وأشار في دراسة نشرت في “كوميونيكيشنز إيرث آند إنفايرومنت” إلى أن solving الحلول لأزمة سد النهضة لا يزال ممكنًا، حيث قدم نموذجًا عمليًا لتقاسم مياه النيل وتحقيق طاقة مستدامة مع تقليل العجز المائي في دول المصب.

المصدر : الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version