18 عامًا بعد النزوح.. أم جنوبية تعود للملجأ نفسه برفقة ابنها
بعد مرور 18 عامًا على آخر نزوح، تجد الحاجة أم علي نفسها تسلك ذات الطريق، بصحبة ابنها علي، الذي وُلد في هذا المركز. ترى في هذه العودة كابوسًا يجمع بين ذكريات الماضي ومخاوف المستقبل.
التاريخ يعيد نفسه
تقول الحاجة أم علي للجزيرة نت: “ما أشبه الأمس باليوم، كان التاريخ يتكرر أمامنا، وعندما أتجول في صيدا، أقول دائمًا: تنذكر وما تنعاد. لكن اليوم، إسرائيل تعود بحرب جديدة، قتلت المدنيين، وشرّدتنا مجددًا”.
وتصف لحظات مرّت عليها في عام 2006 حين كانت حاملًا، مضيفة: “تركت شقرا واعتلينا في سيارة نقل، والطائرات تحلق فوق رؤوسنا. واليوم، نعود إلى المركز نفسه تحت القصف”.
تتذكر أم علي كيف احتفل النازحون بولادة علي، رغم الظروف الصعبة، وتقول بابتسامة: “اليوم، علي أصبح شابًا وقد بلغ من العمر 18 عامًا، وما زلنا نكرر الرحلة ذاتها”.
العودة مع كل تهجير
تستذكر كيف كانت الأجواء في ذلك الوقت، مضيفة أنها ما زالت تسعى للأمل رغم قسوة الظروف، مختتمة حديثها: “لم أتخيل أنني سأعود لنفس المكان، لكنني دائمًا أتمسك بحلم العودة”.
هذه القصة تجسد مأساة النزوح، وجسد من خلال تجربة إنسانية مؤلمة تكرار تجارب الحرب وذكرياتها، حيث تبقى الآلام مرافقًا دائمًا مع أمل العودة.
### عودة الأمل بعد 18 عامًا من النزوح
تؤكد الحاجة أم علي، بعبارات مليئة بالثقة، أنه كما عادت في الماضي، ستحظى عائلتها بفرصة العودة إلى بلدتهم مجددًا. تقول: “الصبر كان دائمًا رفيقنا، وإيماننا بالعودة لا يفارقنا”.
صبر الشعب الجنوبي وتضحيات الشهداء
وتظهر أم علي إصرارها، مشيرة إلى أن الجنوبيين، رغم التحديات الكبيرة، لن يتخلوا عن أراضيهم. وتضيف: “شعب الجنوب مستعد دائمًا لتقديم التضحيات، ونحن لن نتردد في ذلك. شبابنا مثل الورود، يضحون بأرواحهم من أجل الوطن والكرامة. من 2006 وحتى اليوم، نحن ثابتون على عزيمتنا وسنعود إلى أرضنا بفضل صبرنا وصمودنا”.
استمرارية المقاومة والعودة المنتصرة
وتختتم حديثها بقولها: “لن نتخلى عن أرضنا، وسنعود مكللين بكرامة الشهداء والمقاومة التي تحمينا. هذه الأرض soaked بالدماء من أجل أحبائنا، لن نتركها أبدًا، وسنعود دائمًا منتصرين”.