25 سنة من الدعم: المسرح المغربي يواجه تحدياته

By العربية الآن


من مسرحية هم للمخرجة أسماء هوري التي تنافس في مهرجان المسرح العربي بسلطنة عمان

## التحديات التي تواجه المسرح المغربي

محمد فركاني، مخرج مسرحي مغربي شاب في الـ 38 من عمره، بدأ مسيرته الفنية بعد تخرجه من المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط في عام 2011. منذ ذلك الحين، قام بتأسيس فرقة “مسرح فركانيزم” في عام 2014 بمدينة سلا الجديدة. محمد يحرص على تقديم عملين مسرحيين كل عام، على الرغم من التحديات التي تواجهه، خاصة من حيث الدعم المخصص للمسرح.

### الحاجة إلى قاعدة جماهيرية

يؤكد فركاني أن المسرح المغربي لم يتمكن بعد من تحقيق مكانته الثقافية الضرورية في حياة المواطن المغربي. لا يوجد جمهور مسرحي يعتمد عليه لتأمين استقلالية الفرق والمساهمة في استدامتها المالية من خلال مبيعات التذاكر، مما يعيق الازدهار الفعلي للمسرح.

المخرج المسرحي “محمد فركاني” أسس عام 2014 فرقة “مسرح فركانيزم” وقدّم مجموعة من الأعمال المسرحية من تأليفه وإخراجه (مواقع التواصل)

### تأثير ضيق الوقت على العروض المسرحية

حصلت مسرحية “في مكان ما” لفركاني على جائزة الملابس في المهرجان الوطني للمسرح، لكنه عبّر عن عدم رضاه عن جودة العروض المقدمة، قائلاً إن العروض كانت سريعة الإنتاج، نتيجة للتأخير في الكشف عن نتائج الدعم المسرحي، مما أثر سلبًا على مستوى العروض.

ويشير إلى أن العمل المسرحي يحتاج إلى وقت كافٍ للتحضير، وأن المهرجان كان يظهر عروضًا متواضعة تفتقد للتألق، مشددًا على أن المسرح يجب أن يعكس مستوى فني عالٍ.

### انتقادات لسياسات الدعم المسرحي

تشير الفيدرالية المغربية للفرق المسرحية المحترفة إلى أن الدعم المقدم لا يتماشى مع احتياجات الفرق، مما أدى إلى حالة من الارتباك والرفع من الضغوط على المشهد المسرحي. وقد تم الاحتجاج على هذا الوضع من خلال بيانات تعكس قلق الفرق تجاه مستقبلها، حيث طالبوا بتحديد مواعيد منصفة لبدء الموسم المسرحي.

تشير الفيدرالية إلى أهمية تحسين السياسات والدعم من أجل ضمان استقرار المشهد المسرحي في المغرب، وتأمل في منح الفرق الفرصة للعمل بشكل أفضل بعيدًا عن الضغوط الزمنية والمالية.

رابط المصدر

### المسرح المغربي: تحديات وواقع الدعم

المخرج المسرحي حسن هموش يمتلك تجربة مسرحية تفوق 30 عاما مع فرقة “مسرح تانسيفت” (مواقع التواصل)
### مشاكل المشهد المسرحي المغربي

يستعرض المخرج المسرحي المغربي حسن هموش، رئيس الفدرالية، الوضع الراهن للمسرح المغربي، حيث يؤكد أن المشاكل التي يواجهها القطاع لم تعد تتعلق بالإدارة اليومية فحسب، بل أصبحت بنيوية تؤثر سلباً على ممارسة الفن المسرحي. وأشار في مذكرته الموجهة إلى وزير الثقافة، إلى ضرورة مراعاة ظروف الحركة المسرحية عند اتخاذ أي إجراءات لدعم المشاريع المسرحية.

ويشدد هموش على أهمية وجود مقاربة إصلاحية تأخذ بعين الاعتبار التنسيق بين الجهات المتخصصة لتحقيق تصورات شمولية، من خلال التعامل مع السياقات التاريخية والاجتماعية التي توجه الواقع المسرحي المغربي.

### دعم المسرح: وسيلة أم غاية؟

تأسست سياسة دعم القطاع المسرحي المغربي عام 1998 بهدف تعزيز المسرح وتمكين الفرق من العمل. ولكن مع مرور السنوات، أصبح هذا الدعم يهدف إلى تحقيق مصالح مادية أكثر من كونه وسيلة للإبداع الفني. مما يُطرح السؤال: “هل نمارس المسرح من أجل الدعم؟ أم نحصل على الدعم من أجل المسرح؟”

يؤكد هموش أن هذا السؤال يعكس أزمة عميقة في الممارسة المسرحية، حيث تحولت ممارسة المسرح إلى وسيلة للحصول على الدعم بدلاً من كونها هدفاً بحد ذاتها.

### التحديات التي يواجهها المسرح المغربي

المخرج ياسين أحجام، رئيس فرقة “أرض الشاون للثقافات”، يشير إلى أن المسرح المغربي، رغم دوره البارز في الهوية الثقافية الوطنية، يواجه تحديات كبيرة. ومن أبرز هذه التحديات، ضعف التخطيط وغياب الرؤية الإستراتيجية، مما يجعل موسم المسرح بلا معنى.

ويحذر أحجام من تأثير سرعة التحضيرات على جودة العروض، مشدداً على أهمية الوقت في عمليات الإبداع المسرحي، بدءاً من كتابة النصوص إلى تجهيز السينوغرافيا.

وفيما يتعلق بالمهرجان الوطني للمسرح، يعيب العديد من المخرجين على توقيته ومعاييره، مطالبين بتغيير موعده وضمان نزاهة لجان التحكيم، بالإضافة إلى القيام بإعادة تنظيمه في مدينة أكبر لاستيعاب الجمهور بشكل أفضل.

### دعوة للتغيير

في ختام هذه الإجراءات، يبرز المخرجون أهمية إعادة النظر بالاستراتيجية الكلية لدعم المسرح المغربي؛ لضمان استدامة الإنتاج الفني، وتعزيز قيم الإبداع. من الضروري على الحكومة والجهات المعنية اتخاذ خطوات ملموسة نحو تحسين الواقع الحالي، واعتماد مقاربة تسهم في تطوير المشهد الثقافي المغربي.

رابط المصدر

الكاتب المسرحي أحمد السبياع: “كل الإجراءات لم تتمكن من تجاوز الإشكالية العويصة والمركبة للمسرح المغربي، وأظن أنها تحتاج إلى نية حقيقية خلال تعديلات مقبلة على سياسة الدعم” (مواقع التواصل)

الجمهور… الحلقة المفقودة

يبرز الكاتب المسرحي المغربي أحمد السبياع أن التحدي الرئيسي في سياسة الدعم يتعلق بالجمهور. يثير التساؤل: أين هو الجمهور المغربي في نظام الدعم؟

في حديثه، يشير السبياع – الحائز على جائزة النص المسرحي في المهرجان الوطني الأخير عن مسرحية “آح وبردات” لفرقة “نحن نلعب للفنون” – إلى أن وزارة الثقافة حاولت معالجة هذه القضية بعد أن تبين أن المسرح المغربي لم يستطع خلق جمهورٍ متفاعل ومتأثر. قامت الوزارة بإصدار قانون دعم جديد عام 2014 والذي أضاف مجالات جديدة لدعم الفنون المسرحية، مثل تنظيم المهرجانات، والاهتمام بمسرح الشارع، وتوطين الفرق المسرحية.

يضيف السبياع أن هذه الإجراءات لم تنجح في حل هذه المشكلة المعقدة، ويعتقد أنها تتطلب نية صادقة خلال التعديلات القادمة على سياسة الدعم، مع ضرورة تضافر جهود مختلف القطاعات مثل التعليم، من أجل تعزيز مكانة المسرح في المجتمع.

الأكاديمي المسرحي عبد المجيد أهرى: “جل الفاعلين في المجال المسرحي من نقابات وفدراليات ومؤسسات، تدرك جيدا ما يجب القيام به للنهوض بالمسرح” (مواقع التواصل)

المأزق القانوني لوضعية الفنان

يشدد الباحث الأكاديمي عبد المجيد أهرى على أن سياسة الدعم الحالية لا تساهم في خلق شركات مسرحية. يشير إلى المأزق القانوني الذي يواجه الفنانين منذ إصدار قانون الفنان رقم 71.99 عام 2003 حتى القانون المتجدد رقم 68.16 لعام 2016، حيث لم يتم تطبيق أغلب القوانين التنظيمية المتعلقة به، مما ي negatively يؤثر على الممارسة المسرحية الاحترافية.

يؤكد أهرى أن الفاعلين في المجال المسرحي، مثل النقابات والفدراليات، يدركون ما يلزم للنهوض بالمسرح. وقد نظمت عدة ورش وندوات لطرح حلول، لكن العديد من التوصيات لم تُنفذ بعد. كان آخرها اليوم الوطني للمسرح الذي جرى عام 2023.

كما يؤثر تغير الحكومات والوزراء المشرفين على قطاع المسرح سلبياً على هذا المجال. فالوزير الحالي المهدي بنسعيد يركز على السينما على حساب المسرح، حيث أطلق 50 قاعة سينمائية مطورة من أدوات مسرحية، مما يعد إساءة وتهميشًا للمسرح.

إساءة وتهميش للمسرح

يرى المسرحيون أن الإنشاءات السينمائية الجديدة هي إعادة تأهيل غير مناسبة، حيث تصبح قاعات هجينة لا تصلح لممارسة أي فن. عوض تطوير البنية التحتية للمسرح، يتم الحد من الإمكانيات المتاحة للفرق المسرحية، مما يعيق سير العمل ويؤثر سلباً على الحياة المسرحية في المغرب.
رابط المصدر

## الدعم المسرحي في المغرب: التحديات والآفاق

يواجه الدعم العام للمسرح في المغرب عدة تحديات تتطلب إعادة تقييم لأسلوب إدارته وتصنيفه. يجب أن يتم الاعتراف بأن هذا الدعم ليس مجرد “مساعدات” للمحتاجين، بل هو استثمار موجه للجمهور الذي ينتظر عروضاً مسرحية وسينمائية تتناسب مع تطلعاته. في المقابل، بينما تُخصص ميزانيات كبيرة لدعم الإنتاج السينمائي، يُخصص فقط 200 ألف درهم للمسرح، وهو مبلغ غير كافٍ لتقديم عرض مسرحي متميز، كما يشير المخرج محمد فركاني.

### الإغفالات في الإعلام والدعم

يعاني المسرح المغربي من نقص في الترويج للعروض الجديدة عبر القنوات المغربية. هذا الصمت يكرس النظرة الدونية للمسرح، حيث لا تشجع القنوات على عرض أعمال مسرحية تكسر الروتين. وقد أكد العديد من المخرجين الشباب، مثل فركاني، على ضرورة تغيير هذه الفكرة السائدة من خلال تقديم أعمال أكثر تنوعاً واحتراماً للذوق الفني للجمهور.

### الغياب عن الساحة

أعرب فركاني عن قلقه إزاء إمكانية الاكتفاء بتقديم عروض مسرحية محدودة بسبب قلة الدعم، ما قد يؤدي إلى استمرار الوضع الراهن. كما أشار إلى أن هناك تجارب مسرحية نيابية تمكنت من الصمود وتحقيق نتائج إيجابية رغم غياب الدعم الرسمي.

![من مسرحية “دوخة”](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/01/1736800266_928_25-سنة-من-الدعم-المسرح-المغربي-يواجه-تحدياته.jpg)
*من مسرحية “دوخة” للمخرج “الغالي اكريميش”، التي عرضت خلال المهرجان الوطني للمسرح (مواقع التواصل)*

### الحاجة إلى حوار وطني

لا يحتاج المسرح المغربي إلى معجزات، بل إلى حوار وطني مسؤول كما يؤكد المخرج حسن هموش. فهو يرى أنه من الضروري أن تصل الإرادة السياسية والتنظيمات المهنية إلى مرحلة من التعاون تساهم في وضع استراتيجية واضحة تسهم في تطوير الصناعة الثقافية. فعلى المسرح أن يتحول من مجرد عروض عابرة إلى مؤسسات قادرة على التأثير.

### أهمية مشاركة الجمهور

أصبح من الواضح أن دعم المسرح يعتمد بشكل كبير على الجمهور. غياب جمهور متفاعل يمثل تحدياً حقيقياً للمسرح المغربي. يوضح الكاتب المسرحي أحمد السبياع أنه يجب تفعيل دور الجمهور في دعم المسرح وزيادة حضوره لتأكيد أهمية هذا الفن.

### الآفاق المستقبلية

أي تعديل في أسلوب الدعم يجب أن يركز على تعزيز مكانة المسرح في المجتمع وحضور الجمهور خلال العروض. تشير الأحداث الأخيرة إلى أن التأخير في تقديم الدعم يؤثر سلبياً على الموسم المسرحي ويجعل الجمهور بعيداً عن المسرح، ما يؤكد على ضرورة مواجهة هذه التحديات بشكل شامل.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version