في تحد صارخ لعقود من الأبحاث العلمية حول مخاطر التعرض لأشعة الشمس، والدور الوقائي لواقيات الشمس، حسبما تذكر مؤسسة سرطان الجلد التي تعتبر الأشعة فوق البنفسجية مسببًا رئيسيًا لسرطان الجلد، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الجلد مثل الالتهابات والشيخوخة المبكرة، حتى في الأيام الغائمة. وقد أطلق مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي حملة لإقناع الشباب بالتخلي عن استخدام كريمات واقي الشمس، حيث لقي أحد مقاطع الفيديو 36 مليون إعجاب، فيما وصفه الخبراء لشبكة “سي إن إن” بأنه “ليس كاذبًا فحسب، بل وخطيرًا أيضًا”.

وحذر الخبراء من أن الأجيال الشابة غالبًا ما تتجاهل أهمية الحماية من الشمس، حيث كشفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن 8% فقط من الرجال و26% من النساء تحت سن الثلاثين يستخدمون واقي الشمس عند الخروج لأكثر من ساعة في يوم مشمس.

كما أظهر استطلاع أجرته الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، أن البالغين من العمر بين 18 و26 عامًا، يظهرون ازديادًا في هوسهم بتسمير البشرة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد.

وبناءً عليه، يتحتم تذكير الشباب بعدم تجاهل المخاطر المرتبطة بالتعرض لأشعة الشمس، مما يزيد من خطر الشيخوخة المبكرة وسرطانات الجلد السريعة التطور، كما ينبه ديفيد أندروز، كبير العلماء في مجموعة العمل البيئي. لذا، يجب التعرف على كيفية استخدام واقي الشمس بشكل صحيح وفقًا لنصائح الخبراء.

خطورة الأشعة فوق البنفسجية أمر لا جدال فيه

تعتبر كاثلين سوزي، أستاذة الأمراض الجلدية في كلية الطب بجامعة ييل، أن نتائج الأبحاث المكثفة تثبت أن “الأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الشمس هي السبب الرئيس لسرطان الجلد الذي يمكن أن ينتشر بسرعة في أنحاء الجسم”، بالإضافة إلى التجاعيد والبقع الداكنة وعلامات أخرى للشيخوخة، ناهيك عن كون ذلك “أمرًا لا جدال فيه”.

هناك أخطاء شائعة يرتكبها الكثيرون عند استخدام واقي الشمس، مما يقلل فعاليته في حماية بشرتهم أثناء التواجد في الهواء الطلق، وتشمل:

• استخدام واقي الشمس بعد انتهاء صلاحيته

قبل استخدام واقي الشمس، يجدر التأكد من أن صلاحيته لم تنته، حيث ينبه دانيلو كامبو، طبيب الأمراض الجلدية المعتمد في عيادة شيكاغو للجلد، إلى أن استخدام واقي الشمس الذي انتهت صلاحيته “يمكن أن يؤدي إلى تعرض الجلد للتأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية، مثل سرطان الجلد والشيخوخة السريعة وحروق الشمس”.

نظرًا لأن بعض واقيات الشمس قد لا تحمل تاريخ انتهاء الصلاحية على العبوة، “يمكن اعتبار واقي الشمس منتهي الصلاحية بعد 3 سنوات من تاريخ الشراء”، وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية.

• استنشاق رذاذ واقي الشمس البخاخ

ويشير الدكتور أنتوني روسي، طبيب الأمراض الجلدية المعتمد في أحد مراكز السرطان، إلى أن واقيات الشمس ليست مصممة للاستخدام عن طريق الاستنشاق، محذرًا من استنشاق الرذاذ الناتج عن رش واقي الشمس على البشرة، حيث يمكن أن يتسبب ذلك في تهيج ومشاكل تنفسية للأشخاص الذين يعانون من الربو.

وتضيف الدكتورة آن تشاباس، زميلة الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، أن المكونات الموجودة في واقيات الشمس البخاخة مخصصة فقط للاستخدام على الجلد، “وأن تأثيرات استنشاقها على أنسجة الرئة لا تزال غير واضحة تمامًا”. لذا، توصي بتجنب توجيه البخاخ مباشرة نحو الوجه، وبدلاً من ذلك، يُفضل رشه على اليدين ثم فركهما. كما يُنصح بالتأكد من وضع طبقة متساوية من واقي الشمس على الجسم للحصول على أفضل النتائج.

• الجمع بين واقي الشمس والمكياج

تحذر الدكتورة ويتني بوي، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة، من دمج واقي الشمس مع المكياج في أي حال، “لأن فعالية واقي الشمس تعتمد على التطبيق المتساوي لمكوناته، وعند مزجه مع مستحضرات تجميلية أخرى قد تتأثر هذه الفعالية”.

وبدلاً من ذلك، توصي الدكتورة بوي بوضع طبقة من واقي الشمس انتظر لمدة 30 ثانية على الأقل حتى يتم امتصاصه، قبل وضع المكياج.

• عدم وضع واقي الشمس في الأيام الملبدة بالغيوم

تنصح الدكتورة هيذر روجرز، طبيبة الأمراض الجلدية المعتمدة، بعدم التوقف عن وضع واقي الشمس في أي ظرف كان، “فحتى في الأيام الممطرة أو الغائمة، يجب الالتزام باستخدامه”. من المثير للقلق أن الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية وجدت أن حوالي 20% فقط من الناس يستخدمون واقي الشمس في الأيام الملبدة بالغيوم، “وذلك بالرغم من أن الشمس تُصدر أشعة فوق بنفسجية طوال العام”.

حتى في الأيام الملبدة بالغيوم، يمكن لحوالي 80% من الأشعة فوق البنفسجية اختراق البشرة؛ لذا يجب استخدام واقي الشمس في كل مرة تخرج فيها، بغض النظر عن الظروف الجوية.

• استخدام كمية قليلة جدا

ووفقًا للجمعية الأميركية للأمراض الجلدية، “يستخدم معظم الأشخاص فقط 25- 50% من الكمية الموصى بها من واقي الشمس”، رغم أنه يجب استخدام “كمية كافية لتغطية جميع المناطق غير المغطاة بالملابس، قبل 15 دقيقة من الخروج”.

كما وجدت الأكاديمية في دراسة استقصائية أن 65% من الناس ينسون بشكل متكرر إعادة وضع واقي الشمس أثناء تواجدهم خارج المنزل، مما يجعلهم معرضين للأشعة فوق البنفسجية الضارة؛ لذا الأفضل هو “إعادة وضع واقي الشمس كل ساعتين أثناء الوجود في الهواء الطلق، أو بعد السباحة أو التعرق”.