8 مسارات تنزه هادئة لا يعرفها محبو السياحة الآسيوية
يتحدث خبراء السياحة عن كبرى المدن الآسيوية، مسلطين الضوء على كونها “غابات خرسانية” يتميز بعضها بالزحام المروري الكبير الذي تعكِّر صفوها أصوات الدراجات النارية المتواصلة.
بعض هذه المدن تُعرف بالضباب الدخاني والتلوث، مثل العاصمة الإندونيسية جاكرتا، المعروفة بمشكلة “الماتشيت” (Macet) حيث قد يستغرق الوصول خلالها إلى وجهة معينة ساعتين أو ثلاث، بينما عادةً لا يستغرق الأمر أكثر من 10 إلى 15 دقيقة.
مع ذلك، ورغم تلك التحديات، تظل العديد من المدن الآسيوية مشهورة بمسارات المشي والتسلق التي تستحق الزيارة. وقد قامت شركة “أغودا” بإعداد قائمة تضم 5 من المسارات المفضلة لديها التي تُقدم “رؤية استثنائية لبعض أكثر مدن آسيا حيوية”، وتجمع بين “الحياة المدنية والطبيعة في توازن مثالي”.
1- مسار بوكيت ناناس في كوالالمبور
إن التمشية في مسار “بوكيت ناناس” لا تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، على الرغم من درجات الحرارة المرتفعة أحيانًا أو الرطوبة والتساقطات الموسمية. تعتبر محمية “بوكيت ناناس” الطبيعية، الواقعة في كوالالمبور، أكبر مدن ماليزيا وموطن برجَي بتروناس التوأم، والذي كانا أطول المباني في العالم في التسعينيات.
يوفر هذا المسار “تجربة فريدة من نوعها تتضمن التنزه في غابة استوائية وسط المدينة”، ويُعتبر “سهلاً نسبياً”.
2- تل الفيل في تايبيه
في تايوان، يُعتبر تل الفيل وجهة مثالية للزوار، حيث يوفر إطلالات خلابة على أفق مدينة تايبيه. هذا المسار مناسب لمن يرغبون في الاستمتاع بالمناظر الخلابة دون الحاجة لبذل جهد بدني كبير.
3- مسارات الطبيعة في سنغافورة
تُعرف سنغافورة بتخطيطها الحضري المميز والحديث، فضلاً عن كثرة الحدائق والمساحات الخضراء. من بين المعالم السياحية، تأتي جزيرة “بولاو أوبين” التي تضم مسارات مشي ودراجات عابرة لغابات المنغروف. توفر الجزيرة فرصة نادرة لاستكشاف الحياة الريفية كما كانت في الستينيات.
كما يُنصح بزيارة المسار الجنوبي المترابط الذي يمتد على طول 10 كيلومترات، مرورًا بمجموعة من الحدائق والمناطق الطبيعية.
### جبل نامسان في سيول
للباحثين عن تحدٍ أكبر، يمكنهم التوجه إلى سيول ليتسلقوا جبل نامسان وصولاً إلى برج “إن سيول” الشهير. يوفر هذا المسار مناظر بديعة على المدينة، بالإضافة إلى تقليد مميز يتمثل في تعليق قفل يحمل أسماء الأحبة، مشابه لجسر الفنون في باريس.
أحد أكثر المسارات تحديًا هو “ظهر التنين”، الذي يُقدّم للمتنزهين تجربة رائعة تتضمن صعوداً ونزولاً، قبل الوصول إلى منظور مذهل لهونغ كونغ وبحر الجنوب.
### مسارات أخرى تستحق الاستكشاف
توجد في دول آسيا العديد من المسارات الجذابة بجانب المذكورة في قائمة “أغودا”، ومنها:
### يانغون (رانغون)، ميانمار
كانت يانغون، أكبر مدينة في ميانمار، تقدم فرصة للتمتع بمسار حول بحيرة إينيا، حيث يُعتبر المشي على ضفافها المزينة بالأزهار تجربة استثنائية. لكن البلاد عادت للدخول في أجواء الحرب الأهلية في 2021، جعلت من هذه الأجواء هادئة ومختلفة تمامًا عن صخب المدينة وزحمها المروري.
### شيانغ ماي، تايلند
تعتبر مدينة شيانغ ماي وجهة مثيرة بفضل التفاعلات الثقافية والطبيعية المذهلة. حيث يتميز التنزه في المناطق المحيطة بتجربة مشي مميزة بين الجبال والمناظر الطبيعية الخلابة.
استكشاف الطبيعة في آسيان
تعتبر القارة الآسيوية وجهة مثيرة للمستكشفين ومحبي التنزه، حيث توفر مجموعة من المسارات الجبلية الرائعة التي تتسم بالطبيعة الخلابة. ومن بين هذه المسارات، تقدم شيانغ ماي في تايلند مسارًا شجرية يوصلك إلى دوي سوثيب، التل الذي يبلغ ارتفاعه 1600 متر. يُعتبر هذا التل مكانًا تاريخيًا يضم معبدًا بوذيًا يعود للقرن الرابع عشر، المعروف بنفس اسم التل، وتختتم الرحلة بدرج مكون من 306 درجات.
عاصمة تيمور الشرقية: ديلي
ديلي، عاصمة تيمور الشرقية، تتميز بوجود تلال جميلة يمكنك تسلقها. يُعتبر التنزه على طول ساحل المدينة نشاطًا مثيرًا، حيث يمكن للزوار السير لمسافة تتراوح بين 5 و6 كيلومترات وصولاً إلى شاطئ كريستو ري. يمر المسار بين شواطئ مزينة بأشجار النخيل، مما يتيح للزوار الاستمتاع بأجواء السمك الطازج المشوي على الفحم.
ومن هناك، ينتظر المتنزهين تحدٍ آخر يتمثل في تسلق 570 درجة تؤدي إلى نسخة مصغرة من تمثال المسيح الفادي الشهير في ريو دي جانيرو، حيث يمكنهم الاستمتاع بإطلالات ساحرة على الساحل الشمالي لتيمور الشرقية.
مزيج من الحياة المدنية والطبيعة
تظهر هذه المسارات أن مدن آسيا ليست فقط وجهات مزدحمة بالضوضاء والزحام المروري، بل تضم أيضًا أماكن رائعة للتنزه والمشي. فهي تجمع بين نبض الحياة المدنية وسحر الطبيعة، مما يمنح المسافرين تجارب لا تُنسى وفرصة لاستكشاف جوانب جديدة من هذه المدن النابضة بالحياة.