قال موقع “نيوز ري” الروسي إن مصادر غربية متعددة تناولت خططًا لنشر قوات اللواء الإفريقي الروسي في جمهورية نيجر وفي أفريقيا بدلاً من قوات فاغنر، حيث تم التخطيط لتشكيل هذه القوات من أساتذة فاغنر السابقين والقادمين الجدد، ثم إرسالهم إلى 4 دول وهي ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي وبوركينا فاسو، بالإضافة إلى النيجر.

وأوضح الموقع أن المصادر الغربية تعبر عن قلقها من تعزيز الوجود العسكري الروسي في جمهورية نيجر وأفريقيا، مما يمثل تحديًا للولايات المتحدة وحلفائها،مع العلم بأن التجمع الأفريقي -على خلاف المؤسسات العسكرية الخاصة- يُعزز التواجد الروسي في قارة إفريقيا من خلال الاتفاقيات الحكومية العالمية.

وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) دخول القوات الروسية قاعدة جوية في النيجر التي توجد بها قوات أمريكية، مشيرة إلى عدم تشكل ذلك تهديدًا على قواتها.

وبعد الانقلاب العسكري في النيجر في عام 2023، وافقت واشنطن على سحب قواتها الأمريكية من هذا البلد مباشرة بعد بدء انسحاب الجيش الفرنسي في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

تعزيز الوجود

ونقل الموقع عن “محترف روسي” وصل حديثًا إلى النيجر قوله “سيكون التجمع الأفريقي موجودًا هنا لتعزيز العلاقات، بالإضافة إلى تدريب الجيش النيجيري”.

وأوضحت خبيرة في معهد أفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، تامارا أندريفا، أن انسحاب الولايات المتحدة لن يكون سريعًا، وسيستغرق الأمريكان نفس الوقت الذي احتاجته فرنسا للانسحاب، حيث غادرت وحدة فرنسية تضم 1500 جندي البلاد بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول 2023.

وأبرمت روسيا اتفاقيات مع النيجر في عام 2017 تتعلق بالتعاون العسكري وتوريد المعدات العسكرية والتدريب المشترك وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب.

من جانبه، أكد الباحث في مركز الدراسات الأفريقية بمدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، أندريه ماسلوف، للموقع أهمية أن تؤكد موسكو على الاختلافات بين نماذج التعاون الروسي والأمريكي.

وأضاف أن الأمريكان يطالبون الدول الأفريقية بتقسيم السيادة ويتدخلون في السياسات الداخلية وعمليات اتخاذ القرارات، بينما “تسعى روسيا لتعزيز استقلال الدول الأفريقية”، وفقًا لقوله.

الصراع الخفي

ويرى ماسلوف تأخير البنتاغون في سحب كل قواته من النيجر بسبب توقعاته بحدوث تغييرات سياسية إضافية، مشيرًا إلى وجود العديد من خريجي الأكاديميات الأمريكية يعملون في صفوف القوات المسلحة النيجيرية ومن خلالهم سيستمر العمل على الحد من التأثير الروسي المتنامي.

وفي هذا السياق، صرّح الباحث في الشؤون الأمريكية رافائيل أوردوخانيان لموقع نيوز ري أن التواجد العسكري الروسي في النيجر “قصة تخلو من ضرورة الإحترام والتقدير للأمريكان والفرنسيين فقط، بل لكل الدول الغربية”.

وأضاف أوردوخانيان أن روسيا تحتاج إلى تعزيز نجاحها في النيجر وإفريقيا بشكل عام، قائلاً “يجب على دبلوماسيينا ومنظماتنا غير الحكومية والمراكز الثقافية العمل هناك”، لافتًا إلى أن تعزيز العلاقات في إطار الدبلوماسية العامة يعد مفتاحًا لنجاح روسيا في أفريقيا.