تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر في أول رحلة مأهولة بسبب خلل في الصاروخ المخصص لها
كان من المفترض أن تقوم الرحلة الافتتاحية الطويلة الانتظار بنقل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية، في محاولة من بوينغ للتنافس مع شركة “سبيس إكس” على حصة أكبر من المشاريع والمهام المستقبلية التي ستقوم بها وكالة ناسا.
اقرأ المزيد
قائمة تحتوي على 4 عناصر
اكتشاف جذور “نظير القمر”.. هل هو القمر الثاني للأرض؟
مركبة فضائية صينية تعود إلى الأرض بثلاثة رواد بعد نصف سنة
علماء يكشفون أسرار التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود
بحيرة زجاجية رائعة من الحمم البركانية على سطح القمر آيو
نهاية القائمة
ولا تأتي هذه المسألة بعد فترة من نجاح اندماج المركبة الفضائية مع محطة الفضاء الدولية في منتصف عام 2022 خلال ثاني رحلاتها التجريبية غير المأهولة.
وجاءت قرارات إلغاء الرحلة يوم أمس في اللحظات الأخيرة قبل ساعتين من بداية العد التنازلي، إذ كانت الكبسولة جاهزة للإطلاق من مركز كينيدي للفضاء التابع للوكالة الأميركية في فلوريدا على متن صاروخ الفضاء “أطلس 5” الذي تم تصنيعه من قبل شركتي “يونايتد لانتش ألينس” و”لوكهيد مارتن”. ويُعزى التأجيل إلى اكتشاف مشاكل في واحدة من صمامات الصاروخ، ووفقًا لما أعلنته ناسا عبر البث المباشر على الإنترنت.
وصرح “توري برونو” المدير التنفيذي لشركة يونايتد لانتش ألينس: أن الصمام الذي يتحكم في ضغط الوقود والمسؤول عن تشغيل مركبة ستارلاينر نحو المدار، كان يولّد طنينًا غير مألوف، مما دفع القيمين على الإتيان بقرار تأجيل الرحلة بناءً على قواعد أكثر حساسية للرحلات المأهولة لضمان سلامة روّاد الفضاء.
كان كلاً من رواد الفضاء “باري ويلمور” و”سونيتا ويليامز” داخل الكبسولة وجاهزين تمامًا قبل حوالي ساعة من قرار تعليق الإقلاع وتأجيل الرحلة إلى الجمعة، في انتظار عثور الخبراء على سبب المشكلة وحلها.
وإيقاف رحلات الفضاء في اللحظات الأخيرة ليس أمرًا نادرًا عندما تُكتشف أعطال بسيطة أو يكون هناك قراءات غير واضحة لأجهزة الاستشعار، نظرًا لحساسية المهمة والتكاليف الباهظة، خاصة في المركبات الفضائية الجديدة التي تنقل البشر للمرة الأولى.
وبخصوص شركة بوينغ، فإنها تخضع لتدقيق عام ومكثف لجميع نشاطاتها بعد مرورها بأزمة من الحوادث لطائراتها التجارية خلال السنوات السابقة. وتُعد مركبة الفضاء ستارلاينر مشروعًا محوريًا بالنسبة للشركة لإبراز حكاية نجاح جديدة واستعادة جزء من سمعتها.
ورغم تصميم ستارلاينر للطيران بشكل مستقل، يمكن لرواد الفضاء السيطرة على المركبة يدويًا إذا لزم الأمر، وهذا سيتطلب منهم القيام بذلك خلال توجه المركبة نحو محطة الفضاء الدولية للتدريب على المناورة والتحكم في المركبة.
ستستغرق الرحلة حوالي 26 ساعة قبل أن ترسو المركبة في المحطة الفضائية التي تقع على ارتفاع 400 كيلومتر فوق سطح الأرض. وتُتوقع أن يقضي رواد الفضاء أسبوعًا في المحطة قبل عودتهم إلى الأرض بنفس المركبة، التي ستهبط بنجاح باستخدام مظلة ووسادة هوائية للوصول إلى الأرض اليابسة، وهذه المرة هي المرة الأولى التي تعتمد فيها ناسا على هذا النظام في رحلاتها.
وقد بلغت تكلفة تصنيع وتطوير مركبة ستارلاينر حتى الآن أكثر من 1.5 مليار دولار من إجمالي قيمة العقد الذي وقعته الشركة مع ناسا بقيمة 4.2 مليار دولار.
واعتمادًا على نتائج الرحلة المقبلة، يجب على مركبة ستارلاينر أن تنفذ ما لا يقل عن 6 رحلات فضائية مأهولة أخرى لصالح ناسا إلى المحطة الفضائية الدولية خلال الفترة القادمة.