الفرصة الضخمة في الكون.. انطلاق منصة “سند” لإصدار الإجازات القرآنية بدوحة
ووفقًا لإدارة منصة “سند”، يُعتبر هذا المشروع مخصص لتقديم خدمات تعليم تلاوة القرآن الكريم في الجانبين النظري.من خلال تطبيق “باقر المعرفة”، الذي يُقدم منهجًا علميًّا تفاعليًا حديثًا ويُمكن القارئ من الحصول على شهادة اجتياز المادة النظرية لأحكام التلاوة والتجويد مُعتمَدةً من الهيئة العلمية للمنصة.
وذلك بالإضافة إلى العنصر العملي من خلال تطبيقي “باقر تقنية” و”باقر تطوير” ضمن بنية تنظيمية مُحكَّمة، ومعايير تنفيذ لضبط النتائج، ونظام تتبع وأرشفة لجميع مراحل التعلم.
تقوم مفهوم منصة “باقر” التعليمية الغير ربحية على تلبية احتياجات المسلمين حول الكرة الأرضية في ظل الطلب المتزايد على تعليم القرآن الكريم، مع تحديات توافر القُرّاء المُعتَمَدين لتعليم تلاوة القرآن الكريم بطريقته ومعناه الصحيح خاصة في المناطق النائية من العالم، متضمنةً منح الشهادات والاجازات للمشتركين في المنصة بعد مرورهم بمراحل تعليمية محددة ودقيقة.
المنصة تُمنح الشهادات والإجازات للمُنتسبين إليها بعد مرورهم بمراحل تعليمية محددة ودقيقة
يشير رئيس الهيئة العلمية في منصة “باقر” للإجازة القرآنية الدكتور أحمد عيسى المعصراوي إلى أن “باقر” تختلف عن أي منصة قرآنية سابقة، بسبب العمل الجليل الذي تقدمه في خدمة المسلمين قرآنيًّا في جميع أنحاء العالم.
وشدد على أن تفشّي فيروس كورونا في السنوات الأخيرة هو ما فتح الفُرصة لإطلاق فكرة منصة “باقر”، بعد تَوقف الكثيرون عن تعلم القرآن الكريم في التجمعات والمساجد، “ما دفعنا لتأسيس كيان يعلّم الناس تلاوة القرآن في بيوتهم بالطريقة الصحيحة والمنهجية”.
ووفقًا للمعصراوي، في حديثه للجزيرة نت، تُعتبر منصة “باقر” الآن أضخم منصة في العالم لتعليم القرآن الكريم من حيث الكم والنوع لما جمعته من كُبَراء القُرّاء وخَبَراء التخصص المُتميزين في العالم الإسلامي، لتُقدم للعالم هيئة علميّة تتكون من 40 عالمًا ونخبة كبيرة من المُجازين في تعليم تلاوة القرآن الكريم بجميع قراءاته بمنهج مُبسَّط وأسلوب تكنولوجي مُتطوّر ودقيق.
التميز العالي
ويرى رئيس مجلس إدارة منصة “باقر” للإجازة القرآنية بهجت حمدان أن المسلمين في كل أنحاء العالم بحاجة شديدة إلى وسيلة مُعتمَدة وآمنة ومحكّمة بمعايير مُنضبطة لتعلم وتلاوة القرآن الكريم في مُختلف فئاتهم العمرية. ووَجَدنا من خلال منصة “باقر” الفكرة التي تتماشى مع التطور التكنولوجي الذي يُسهل لأي مسلم تعلم كتاب الله بالطريقة الصحيحة والملتزمة.
وأكد حمدان، في حديثه للجزيرة نت، أن عملية اختيار القراء المكلفين بتعليم المُنتسبين للمنصة استغرقت وقتًا وجهدًا كبيرين، إذ “تم اختيار القراء بدقة وأن يكونوا متقنين للقراءات العشر، لنضمن تقديم التميز العالي للمعايير في تلاوة وتعلم القرآن الكريم”.
وحول أهمية المنصة، يقول رئيس مجلس إدارة “باقر” إنه من خلال البحث وجدنا العديد من الدول الأوروبية التي يوجد بها مدن لا يوجد فيها إلا قارئ أو اثنان من المُجازين، الأمر الذي يدفع الكثير من المسلمين في تلك المدن لبذل جهود شاقة لتعلم تلاوة القرآن بالشكل الصحيح، ولهذا فإن منصة “باقر” ستجسّد هذه الحاجة للقراء المجازين وتُقدم الراحة للمسلمين بأقل تكاليف وأعلى جودة.
تخطي الحدود
ويرى أستاذ التفسير وعلوم القرآن وعضو المجلس العلمي في منصة “باقر” الدكتور أحمد محمد القضاة أن المنصة تُعد أداة تسعى لتعليم القرآن الكريم ونشره عبر العالم تجاوزًا حدود الزمان والمكان، نظرًا لتوفر التكنولوجيا العالية التي تسمح بالتفاعل مع جميع الأشخاص من مختلف مناطق العالم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع دون انقطاع.
وفيجهدهم في تأسيس هيئة قرآنية متميزة ومحكمة، أفاد القضاة، في مقابلتهم مع جزيرة نت، بأن فريقًا متخصصًا من منصة “سند” نظر إلى 40 منصة قرآنية حول العالم ليبحث عن احتياجات أكثر من مليار مسلم وتوفير أدوات بسيطة لتعلم تلاوة القرآن الكريم، بهدف إطلاق منتج يتناسب مع التفاصيل الدقيقة.
وفيما يتعلق بمراحل الحصول على إجازة قرآنية، شرح عضو المجلس العلمي في منصة “سند” أن الطالب يخضع لعدة مراحل في استيعاب المحتوى العلمي على المنصة، مؤكدًا أن هذا المحتوى تم مراجعته من قبل لجنة تحكيم متخصصة على المستوى العالمي، ويتم تقديمه بصور متنوعة:
- محتوى صوتي نقي.
- نص دقيق ومتقن.
- خرائط ذهنية دقيقة.
بالإضافة إلى إجراء اختبار للطالب مع كل درس يتم تقديمه، حيث يتم التحقق من فهمه قبل التقدم للمرحلة التالية، ويتم عرض النتيجة له، ويتم منحه الإجازة في تلاوة القرآن الكريم.
وكشف القضاة أن منصة “سند” حاليًا تضم أكثر من 116 معلما ومعلمة يُعلمون الطلاب لمدة 4 ساعات في الأسبوع لكل طالب، مع توافر المنصة على مدار اليوم وطوال الأسبوع بدون انقطاع، بهدف إكمال 60 ختمة من القرآن الكريم، بمعدل نصف جزء في الساعة الواحدة، وتُسجل كل جلسة بالصوت والصورة والفيديو.
تقييم المنصة
في محاولة لعمل تقييم منهجي لمنصة “سند” من جانب جزيرة نت، تحدثنا إلى أستاذ اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة قطر الدكتور منتصر الحمد، الذي أشار إلى ثلاث خصائص ترتبط بمنصة “سند”:
الأولى: الإتقان والاحترافية، حيث أكد الحمد أن “سند” تقدم نمطًا احترافيًا ومحتوى يليق بالقرآن الكريم بمهنية عالية.
الثانية: الجودة والتنظيم، التي تعد قاعدة لعمل منصة “سند”، مؤكدًا على وضوح المعايير التي ينقل بها كتاب الله سبحانه وتعالى بأسلوب صريح وواضح.
الثالثة: الروؤية العالمية، والتي تعني، وفقًا لوصف أستاذ اللغة العربية، أن تصل المنصة للجمهور بطريقة واضحة تعزز التقدم من خلال القرآن الكريم بمعايير دقيقة وعلمية.
واختتم الحمد تقييمه بتأكيده على أن نقص التعلم لتلاوة القرآن الكريم عبر وسائل التواصل الاجتماعي هو نقص في الاحترافية والمعايير والمنهج، معتبرًا أنها قضايا تعتبر أساسية وتغيب كثيرًا عن المنصات التعليمية المختلفة، ولكن “سند” نجحت في تجاوزها بنجاح.
وشدد على ضرورة أن يكون تعلم تلاوة وفهم القرآن الكريم هو نتاج جماعي يتم تنظيمه من قبل مجلس علمي معتمد للسماح للأفراد بتعلم القرآن بطريقة صحيحة، وهذا هو الأساس الذي تعتمد عليه منصة “سند” في منهجها.