كاتب أميركي يروي تجربته المؤلمة في دارفور وكيف أثرت عليه بشكل عميق

Photo of author

By العربية الآن



كاتب أميركي: زرت دارفور وهذا ما لاحظته

لاجئون ينتظرون فتح نقطة توزيع الغذاء في معسكر في أدي، تشاد، 22 أبريل. أكثر من 8 ملايين شخص نزحوا منذ اندلاع القتال بين الدعم السريع والجيش السوداني في أبريل 2023. تصوير: دان كيتوود/غيتي images
لاجئون من دارفور بالأراضي التشادية ينتظرون توزيع مواد غذائية (غيتي)

قام الكاتب نيكولاس كريستوف، الذي يكتب لصحيفة نيويورك تايمز، بزيارة الحدود بين تشاد والسودان، حيث قدم وصفًا مؤلمًا لحياة اللاجئين الذين يفرون من ويلات الحرب في إقليم دارفور غربي السودان.

مجزرة في دارفور

بدأ تقريره بتوثيق أحداث وقعت في إحدى القرى بدارفور حيث اجتاحت مليشيا عربية القرية العام الماضي، وقد أجبر المسلحون الرجال والفتيان على الاصطفاف وأطلقوا عليهم النار في مجزرة مروعة.

أخبر أحد قادة المليشيا سكان القرية بأنهم “لا يريدون رؤية أي شخص أسود”، مُضيفًا بسخرية “حتى أكياس القمامة السوداء”. وقد أفادت إحدى القرويات، مريم سليمان، بأن أحد المسلحين أطلق النار على حمار لأنه كان أسود.

أعمال إعدام ممنهجة

روت مريم أن عناصر المليشيا أعدموا الرجال والفتيان من المجموعات العرقية الأفريقية، مشيرة إلى أن شقيقها الأصغر نجا من الرصاصة الأولى، لكنه سمع صرخات إخوته وهم يُقتلون واحداً تلو الآخر. وأطلق أحد المهاجمين النار على رأسه مستفسرًا بسخرية عن ما رآه.

وأوضحت أن المليشيا كانت تهدف بشكل ممنهج إلى قتل جميع الذكور فوق سن العاشرة، حيث قتلت أيضًا صبيًا عمره يوم واحد وألقت بطفل آخر في بركة ليغرق.

وأضافت، أن المسلحين جمعوا النساء والفتيات في حظيرة واغتصبوا العديد منهن، حيث حاول أحدهم اغتصابها، لكنها أجبرت على الإجهاض بعد أن تعرضت للضرب.

التمييز العنصري

ذكرت مريم أن المسلحين قالوا “أنتم عبيد. لا مكان لكم أيها السود في السودان”، مما دفعها للهروب إلى تشاد، مؤكدًة أنها واحدة من أكثر من 10 ملايين سوداني نزحوا قسريًا منذ بداية النزاع العام الماضي، مما أدى إلى مذابح ضد مجموعات عرقية أفريقية مثلها.

صمت العالم

وأشار الكاتب إلى أن الفظائع الحاصلة في دارفور تذكر بالإبادة الجماعية التي وقعت قبل عقدين، لكن الأمور تبدو مختلفة الآن؛ حيث يظهر صمت عالمي ومنشغل بأمور أخرى، ما يتيح الإفلات من العقاب. ويؤدي هذا إلى اندلاع ما قد يصبح أسوأ مجاعة منذ عقود.

كارثة تنتظرنا

قال كريستوف إن المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي أكدت له أن ما يحدث في دارفور “يتجاوز كل ما رأيناه سابقًا. إنها كارثة، ما لم نستطع إنجاز مهمتنا”. وأبدى شكوكه حيال فعالية اجتماع زعماء العالم في الأمم المتحدة، مشددًا على ضرورة زيادة الضغط لإنهاء الحرب الأهلية، وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية.

وأكد أن كل الأطراف المتحاربة تتصرف بلا مسؤولية، مما يعني أن أكثر من نصف سكان السودان، أي 25 مليون شخص، يعانون من سوء التغذية الحاد، مشيرًا إلى أنه لم يتمكن من دخول الأراضي السودانية التي يسيطر عليها الأطراف المتنازعة.

وأكد أن المجاعة الكارثية باتت تشكل خطرًا كبيرًا على حياة الكثيرين.

المصدر: نيويورك تايمز



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.