آراء أركون حول ابن رشد: تحليل وفهم تأثيره الفلسفي

Photo of author

By العربية الآن


محمد أركون وابن رشد: تطور الفكر والفلسفة

ابن رشد

تماهٍ فكري ورفض اجتماعي

يرى محمد أركون أنه يجد في ابن رشد تماثلاً، حيث عاش ابن رشد التهميش والنفور من الجماهير الإسلامية. ورغم أن ابن رشد كان مُهملًا من قبل تيارات الإسلام السائدة، إلا أن أركون يتمتع الآن بشهرة واحترام متزايدين بين المثقفين في العالم العربي والإسلامي. ابن رشد، الذي عانى من الرفض، تم استقبال أفكاره بحرارة في أوروبا، حيث كانت لها دورٌ كبير في النهضة الفكرية، في حين ظلت أعماله مُهملة داخل مجتمعه العربي المسلم.

الفلسفة الرَشدية: الفشل في الإسلام والنجاح في أوروبا

استمر فكر ابن رشد في التراجع داخل العالم العربي بعد قرون عدة من وفاته عام 1198، بينما كانت أفكاره تُدرس في الجامعات الأوروبية مثل بادوا والسوربون وأكسفورد. ويسلط أركون الضوء على مدى فشل المسلمين في إغناء الفكر الحديث بين القرنين السادس عشر والعشرين، حيث تجاهل الكثيرون نظريات كبار المفكرين مثل غاليليو وديكارت.

قوى الانحطاط في الفكر العربي

يعتقد أركون أن السبب في هذا الانحطاط الفكري هو الازدراء الذي واجهه المفكرون العرب، من بينهم ابن رشد وابن سينا. ويتساءل عن الأسباب التي دفعت إلى انحسار الفلسفة منذ القرن الثالث عشر، في حين ازدهرت في أوروبا. ويرى أن الفقهاء مارسوا قمعًا فكريًا أدى إلى تراجع العقول.

العصور المظلمة وتأثير الفكر العربي

يبدأ أركون من القرن الثالث عشر ليرصد كيف دخلت المجتمعات العربية في عصور من الانحطاط، حتى العصر الحديث. ويشير إلى أن الفكر المعتزلي الذي كان يمثل العقلانية قد تم قمعه، وأن ابن رشد نفسه قد عانى من هذا الظلام الفكري، محاولًا العثور على كتب المعتزلة التي كانت مُلاحقة.

تأثير الفلاسفة العرب على النهضة الأوروبية

يؤكد أركون على تأثير الفلاسفة العرب خلال العصر الذهبي على الفكر الأوروبي. بعد ترجمة النصوص العربية إلى اللاتينية، ساهمت هذه الفلسفات في النهضة الأوروبية. وشهدت الجامعات الأوروبية وقتها تحولًا نحو مضامين فلسفية وحضارية كانت مدعومة من التراث العربي.

أهمية فكر ابن رشد اليوم

يتساءل أركون عن مدى قدرة فكر ابن رشد اليوم على مواجهة التحديات الفكرية. ويرى أن إحياء هذا الفكر أساسي لمواجهة الظلامية التي يقودها تيارات متشددة. فابن رشد، رغم قيوده التاريخية، وضع أسسًا مشروعة للفلسفة التي تعزز من فكرة أن الدين والفلسفة يمكن أن يتقابلوا دون تناقض.

محمد أركون محمد أركون

يسلط أركون الضوء على ضرورة إعادة تقييم فكر ابن رشد في العصر الحديث، لكونه يسهم في بناء جسر بين العقلانية والدين، ويظهر أن الفلسفة ليست تناقضًا مع الإيمان، بل دعمًا له.

[featured_image]


رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.