آلاف الأسر تفر من قصف إسرائيلي مميت في لبنان
بيروت (أ ب) — شهدت شوارع جنوبي لبنان يوم الاثنين ازدحاماً شديداً، حيث هربت آلاف العائلات محملةً بالفُرُش، والبطانيات، والسجاد متوجهةً نحو بيروت. جاء هذا الهرب جراء أعنف القصف الإسرائيلي منذ عام 2006.
تم تهجير حوالى 100,000 شخص living في المناطق المجاورة للحدود منذ أكتوبر الماضي، عندما اندلعت الاشتباكات اليومية بين ميليشيا حزب الله اللبناني والقوات الإسرائيلية، وذلك تزامناً مع تزايد الصراع في غزة. ومع تصاعد حدة القتال، يُتوقع أن يرتفع عدد النازحين.
استعداد المدارس لاستقبال النازحين
في العاصمة بيروت والمناطق المجاورة، تم التحرك بسرعة نحو إعادة توجيه المدارس لاستقبال النازحين. كما شارك المتطوعون في جمع المياه والأدوية والفُرُش لتلبية احتياجات هؤلاء.
في مدينة صيدا الساحلية، لجأ الناس إلى المدارس كملاذ آمن، ولكن كثيرون منهم اضطروا للانتظار على الأرصفة بسبب عدم تجهيز المدارس بالفُرُش بعد.
قصص النازحين
وصلت رمزية قاضي مع زوجها وابنتها بعد إجلاء عاجل من قرية يارين، حاملةً معها فقط بعض الأغراض الضرورية نتيجة الانفجارات القريبة.
قالت: “هذه هي الأشياء الوحيدة التي أحضرتها”، وهي تشير إلى الحقائب الثلاث التي تحملها.
بينما أكدت فاطمة شهاب، التي جاءت مع بناتها الثلاث من منطقة النبطية، أن عائلتها تعرضت للتهجير مرتين متتاليتين.
تداعيات الهجوم الإسرائيلي
انتظر بعض الأشخاص لساعات في زحام مروري خانق، باحثين عن مأوى يأملون أن يكون أكثر أماناً. وقد حذرت القوات الإسرائيلية سكان شرق وجنوب لبنان من ضرورة إخلاء المناطق قبل توسيع الحملة الجوية ضد ما وصفته بمواقع أسلحة حزب الله. وقد قُتل 356 شخصاً في لبنان يوم الاثنين، وأصيب أكثر من 1,240 آخرين، وهو عدد يُعتبر كبيراً في بلد لا يزال يحاول التعافي من هجوم مميت على وسائل الاتصال في الأسبوع الماضي.
كما أفادت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بأنها تعمل على زيادة الضغط على حزب الله لمحاولة إجباره على وقف إطلاق الصواريخ نحو شمال إسرائيل، لتمكين آلاف العائلات النازحة من العودة لمنازلها. وقد أكد حزب الله استمراره في إطلاق النار حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
استجابة المجتمع المحلي والجهود الإنسانية
في إحدى المدارس الثانوية العامة بمنطقة راس النبع في بيروت، تجمع عدد من الرجال والنساء والأطفال أثناء تسجيلهم من قبل المتطوعين.
ويقول يحيى أبو علي، الذي هرب مع أسرته من قرية دوير في قضاء النبطية، بنبرة تحدي: “لا تعتقدوا أن الطائرة أو الصاروخ سيهزمنا، بل إن الشخص الجريح أو الشهيد على الأرض يزيد من قوتنا وإرادتنا.” ومع ذلك، أقر أبو علي بمشاعره القلقة تجاه إخوته الأربعة وعائلاتهم الذين بقوا في الجنوب.
وأضافت منار النطّور، وهي إحدى المتطوعات في المدرسة، أن الفريق لا يزال في “المراحل الأولية” من الاستعداد لاستقبال الأعداد المتزايدة من النازحين.
وفي حي عائشة بكار في بيروت، حيث تلقى بعض السكان رسائل تطالبهم بالإخلاء، تحدث صاحب متجر مازن الحكيم عن قلة من عبر هذه الدعوة. وقد قال: “لا يوجد خوف، ولكن هناك ترقب.” وبدؤوا في تعبئة خزانات الوقود وتخزين المواد الغذائية، مع أخذ الاحتياطات اللازمة.
من جهته، صرح إيمران ريزا، منسق الأمم المتحدة الإنساني للبنان، بأنه تم تخصيص 24 مليون دولار كتمويل طارئ للمتضررين.
وأشار ريزا إلى أن لبنان يواجه “أزمات متعددة تفوق قدرة البلاد على التعامل معها”، مضيفاً: “مع استمرار الأعمال العدائية في جنوب لبنان، يتم تهجير المزيد من الناس وتزايد الاحتياجات الحرجة التي كانت بالفعل في تزايد.”
———
ساهم صحفيو وكالة أسوشيتد برس آبي سيويل، علي شرف الدين وسارة الديب في إعداد هذا التقرير من بيروت، وأحمد منتش من صيدا.