وشهدت المناطق الحدودية في القطاع اشتباكات عنيفة بين المنظمة المقاومة والتشكيلات العسكرية للقوات الغازية، حيث جنبت المنظمة تلك القوات خسائر فادحة من حيث الأرواح والأسلحة.
وأعلنت التنظيمات القسامية العسكرية لحماس أنها أردت 12 جنديًا إسرائيليًا في عملية أسفرت عن إصابة 23 عسكريًا خلال الفترة الزمنية السابقة في غزة.
سياسيًا، بروز الخلافات بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس السلطة بنيامين نتنياهو، إذ تطرق غالانت إلى مذكرة طلب فيها من نتنياهو إيجاد بديل لحكم حماس في غزة دون رد، مبينًا رفضه لحكم عسكري في القطاع.
وأكد نتنياهو على عدم تدخل أي جهة مدنية لإدارة شؤون غزة، مشددًا على استبعاد السلطة الفلسطينية من القطاع بعد نهاية المنازعة.
نشاطات ميدانية للمنظمة
نفذت المنظمة الفلسطينية عمليات جديدة ضد الجيش الإسرائيلي في جباليا ورفح، ملحقة به خسائر إضافية، في حين خلق القصف الإسرائيلي قتلى وجرحى في مناطق متعددة بغزة.
وذكرت مصادر إسرائيلية عن مقتل وإصابة 20 جنديًا في تفجير مبنى مفخخ بعد قمة جباليا.
أفصحت الفصائل عن سلسلة عمليات نفذت بعضها بتعاون وتضمنت كمائن وقنص جنود والتصدي لآليات تسللت إلى مخيم جباليا بشمال القطاع وشرق رفح جنوبًا، مؤديًا إلى قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.
أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة 23 عسكريًا خلال الساعات السابقة في معارك غزة، ليرتفع عدد الجنود الإسرائيليين المصابين إلى 120 منذ يوم الجمعة الماضي.
اتفقت الحكومة الإسرائيلية بأغلبية على عدم اعتماد قرار صادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل 5 أيام يشجع على إقرار الدولة الفلسطينية ويرفع الدعم لمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
أوضح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: “لن نسمح لهم بتأسيس دولة إرهابية تسهل هجماتهم علينا، ولن يعيقنا أحد من استعمال حقنا الأساسي في الدفاع عن أنفسنا، سواء كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أو أية هيئة أخرى”.
وحسب مكتب نتنياهو، فقد قررت الحكومة عدم قبول قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 10 مايو/أيار بترقية موقف السلطة الفلسطينية ومنحها امتيازات إضافية، العادة مخصصة لأعضاء الأمم المتحدة.
أبلغت جماعة الحوثي اليمنية الأربعاء بنجاحها في استهداف بالصواريخ سفينة حربية أمريكية وسفينة متجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.
أوضح المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع في بيان له أن القوات البحرية التابعة للجماعة قصفت المدمرة الأمريكية “ميسون” والسفينة “ديستني” في البحر الأحمر بصواريخ بحرية دقيقة.
وأكد استمرار قواتهم في تنفيذ العمليات العسكرية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني ودفاعًا عن اليمن، مشددًا على استمرار تلك العمليات حتى رفع الحصار ووقف العدوان على غزة.
تصاعد نضال الجامعات
يزداد نشاط الطلاب المعارضين للحرب على غزة في أرجاء العالم، حيث بادر طلاب جامعة كيوتو في اليابان بانطلاق اعتصام جديد، وأوسع طلاب جامعة كامبردج نطاق احتجاجهم، بينما استنجدت جامعة بيرن السويسرية بقوات الشرطة لتفريق اعتصام الطلاب.
وطالب المحتجون في جامعة كيوتو بإنهاء أي تعاون مع إسرائيل، ولا سيما السهام البحثية العسكرية المشتركة.
ونصب الطلاب مخيمات الاعتصام في الجامعة، حيث عبروامذكرة وجهت إلى إدارتها يشجع فيها رئيس الجامعة ناغاهيرو ميناتو على استنكار العنف ضد المدنيين الفلسطينيين بشكل علني.
في سياق مختلف، شرعت الشرطة السويسرية في فجر يوم الأربعاء في فض اعتصام الطلبة في جامعة بيرن، حسب ما أعلنته إدارة الجامعة.
وكان حوالي 30 طالبا متظاهرين في الجامعة عندما تدخلت الشرطة لطردهم في حوالي الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي (الساعة الثالثة بالتوقيت العالمي – غرينتش)، وكانوا يغادرون وهم يرددون هتافات تدعم الشعب الفلسطيني، وفقًا لوكالة “كيستون إيه تي إس” للأنباء.
تصعيد في جنوب لبنان
ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إطلاق 60 صاروخا يوم الأربعاء من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في منطقة الجليل العليا وإصبع الجليل، بينما نعى حزب الله اللبناني أحد مقاتليه قائلًا إنه “استشهد جراء غارة إسرائيلية”.
من جهة أخرى، زعم حزب الله أنه هاجم مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصواريخ بركان، وتمكن من تحقيق إصابة مباشرة وتدمير جزء منه.
وأضاف الحزب أن مقاتليه قصفوا مقر وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون بعشرات الصواريخ والقذائف الثقيلة والقذائف المدفعية، ونجحوا في تخريب جزء كبير من التجهيزات.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه تم القضاء على قائد ميداني بارز في وحدة جبهة الجنوب التابعة لحزب الله في منطقة صور.
وأفاد مصدر أمني لبناني للجزيرة بأن طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت عدة صواريخ نحو السيارة التي كان يستقلها القائد في منطقة الحوش بمدينة صور، مما أدى إلى احتراق السيارة وإصابة الركاب بداخلها.
غالانت يواجه نتنياهو
دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت يوم الأربعاء إلى خطة لمرحلة ما بعد الحرب على غزة ورفض فرض حكم عسكري على القطاع، بينما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه لن يوافق على تبديل حركة حماس بالسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع. وفي خطاب غير مسبوق، طالب غالانت نتنياهو بتقديم خطة واضحة لإدارة غزة بعد الحرب.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب إلى أنه سيعارض أي حكم عسكري إسرائيلي على القطاع لأنه سيكون عنيفًا ومكلفًا وسيستمر لسنوات، وحث نتنياهو على إعلان عدم استيلاء إسرائيل مدنيًا على قطاع غزة ووجود بديل لحركة حماس.
تزامن خطاب غالانت مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التي دعا فيها إسرائيل إلى وضع خطة واضحة للمستقبل المتعلق بقطاع غزة، مشيرًا إلى أنه يجب عدم ترك فراغ في غزة يمكن للفوضى أن تملأه.
من جهته، رد نتنياهو على تصريحات غالانت بالقول إن القضاء على حماس دون أي عذر هو الشرط الأساسي لليوم الثاني من الحرب، مؤكدًا أنه غير مستعد لاستبدال حكم حماس بسلطة فلسطينية.
وعبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن انزعاجه من تصريحات وزير الدفاع وطالب باستبداله لتحقيق أهداف الحرب.
وطالب وزير المالية بتسلئيل سموتيرتش نتنياهو بأن يجعل غالانت خيارًا بين تنفيذ سياسات الحكومة أو الاستقالة، قائلا إن وزير الدفاع أعلن بشكل فعلي عن دعمه لإقامة دولة فلسطينية كمكافأة لحماس وما وصفه بالإرهاب.
في ذكرى النكبة.. دعوة لتجريم إسرائيل
أعلنت حركة حماس في بيان صادرته بمناسبة الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية أن “الهجوم المستمر منذ 76 عاما من قبل الاحتلال الإسرائيلي والجرائم الجماعية التي تتعرض لها شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر هي عار على جبين كل من يصمت ويتخاذل عن إدانتها وتجريمها والعمل على وقفها”، ودعت الحركة إلى تجريم إسرائيل وإنهاء الاحتلال.
وأوضحت حماس أن معركة طوفان الأقصى أكدت “شرعية نضال شعبنا وعدالة قضيتنا وأعادت لها الوجود الدولي، كونها قضية تحرير وطنية عادلة لتحقيق الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس”، وفقا للبيان.