أخلاقيات السائقين: أهمية التصرفات والسلوكيات على الطريق

Photo of author

By العربية الآن



أخلاق السائقين!

تعليق الصورة_ صورة عامة من الزحامات المرورية ببغداد مصدر الصورة_ (الجزيرة نت)(1)
معظمنا يستخدم الطرق، وغالبًا ما تكون مزدحمة مع زيادة عدد السيارات (الجزيرة)
في الماضي، كان الناس يستقلون الدواب، بينما اليوم يقودون السيارات، وقد نصل مستقبلاً لاستخدام وسائل نقل جديدة. لكننا نريد مناقشة كيفية تعامل الناس مع بعضهم البعض، هل هو تعامل محترم أم يحتاج لإعادة نظر؟

الوضع قد بلغ حدوده، وأصبح الناس يعانون في الطرقات، حيث تزايدت الحوادث والاضطرابات وكأنهم عالقون بين شقين. أصبحت شوارعنا تشبه حجوزات مواسم الحج، خصوصًا في أوقات الذروة، فالابتعاد عن الزحام قد يكون أفضل من معاناته. البعض يفضل الخروج في أوقات هادئة لتجنب المشاحنات.

الشوارع أصبحت كغابة، والكثيرون في حالة تأهب من توترات السير. نحن كقنبلة على وشك الانفجار، فهل هذه الحالة تجسد الرجولة؟

شعار القيادة هو “فن وذوق وأخلاق”، ومن خلال مراقبتنا لتصرفات الناس على الطريق، نرى طبائعهم. هل هي راقية كالأخلاق العالية؟ أم متدنية كسلوك الحيوانات؟ قد يبتعد البعض عن هويته الدينية، لكن ماذا عن الأخلاق الأصلية التي يعتز بها الأجداد؟

عانت امرأة عندما أسقطت حاجزًا بين سيارتها وسيارة رجل حتى اتخذت خطوة، فثارت ثائرته وأفزعته بتصرفات متهورة، معلنًا درسا قاسيا لها. ما رأي الفضلاء في هذا التصرف؟ هل هو أمر بطولي أم يحتاج لنقد في المجالس؟

رجلٌ آخر تعرض لأسوأ تأثير إثر سلوك امرأة عندما تقدمت عليه دون أن تنتبه للإشارة. هل تقبل رجولته هذا التصرف؟ هل يرضى لأن يفعل أحدهم بمكانته ما فعل؟ هناك أخطاء من جميع الأطراف، ولكن يبقى السؤال حول إنسانيتنا وأخلاقياتنا. فالسلوك الهابط يحتاج لمراجعة.

لا زلنا نعيش في هذه الغابة، ومعظم الطرق مزدحمة، ويفرض علينا التوتر الكثير؛ يجب علينا تعزيز الأخلاق وتحسين طرق التعامل، ليس فقط من أجل كسب الحسنات، بل لنعيش بسلام.

سنجاحنا يكمن في استعادة ما تبقى من إنسانيتنا وأخلاقياتنا، ومع وجود قوانين صارمة للمرور، من الذي سيقود سلوكياتنا في بقية جوانب الحياة؟

لا يزال هنالك الخير، فبعض الأشخاص يتعاملون بلطف، مفسحين المجال للآخرين دون معرفة سابقة، أو يساعدون في توجيههم إذا احتاجوا لمساعدة. هذه المواقف تعكس النماذج الجيدة التي تُبشر بجيل حضاري. المهم هو كيفية تعاملنا، بصرف النظر عن الجنس أو الاسم أو القبيلة.

لسوء الحظ، بعض الناس يتحركون فقط وفق القوانين، ولا يحترم السائقون الآخرون المشاة، فنراهم غير مكترثين لوجود الآخرين كأنهم مجرد عوائق. الأميرة أو الوزير يجد نفسه في موقع القيادة ويتصرف كأن للسيطرة عليه. بينما قد لا تلتزم بعض النساء بآداب القيادة، ما يؤدي لتزايد المنازعات يوميًا، وهذا يتطلب تقوية القوانين المتعلقة بالقيادة، ورغم انعدام المال، ستظل غرامات المخالفات في ارتفاع.

نحتاج لاستعادة إنسانيتنا وأخلاقنا. فإذا كان هناك من ينظم تصرفاتنا في المرور، فمن يتولى تنظيم سلوكياتنا في باقي مجالات الحياة؟ وكيف تعكس سياقتك من تكون؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.