أرشد هورموزلو: الثقافة كالطيور المهاجرة لا تحتاج إلى تأشيرات دخول
6/1/2025
–
|
آخر تحديث: 7/1/202509:41 ص (توقيت مكة)
الدوحة – يعد الأكاديمي والمترجم التركي أرشد هورموزلو أحد الشخصيات الرئيسية في مجال العلاقات التركية-العربية والدراسات الشرق أوسطية. وهو رئيس المنتدى الدولي للحوار العربي-التركي ويمتلك مساهمات فكرية وأكاديمية مميزة، حيث ألف 20 كتاباً باللغات العربية والتركية والإنجليزية، تناولت قضايا الشرق الأوسط والتاريخ والأقليات العرقية. كما قام بترجمة العديد من الكتب بين التركية والألمانية والعربية.
ويتمتع هورموزلو بخبرة إدارية، حيث شغل منصب المدير العام والمدير التنفيذي في عدة شركات تركية وعربية وعالمية. ومن 2008 حتى 2014، عمل كمستشار للرئيس التركي “عبد الله غول” في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات التركية-العربية، وتمثيل الرئيس في مهام دبلوماسية متعددة.
رؤى حول العلاقات التركية-العربية
في هذا الحوار مع “الجزيرة نت”، نتعرف على رؤى أرشد هورموزلو حول العلاقات التركية-العربية، وتجربته الثرية في مجال الترجمة والتأليف، وآرائه حول قضايا الشرق الأوسط المعاصرة.
-
كيف أثرت البيئة الثقافية الغنية والمتعددة لمدينة كركوك التي نشأتم بها على أعمالكم الأدبية؟
نحن ننتمي إلى عائلة تركية الأصل، وأهلنا يعيشون في تركيا وشمال العراق، وبالتحديد في مدينة كركوك. لقد اكتسبنا الكثير من الثقافة العربية خلال فترة إقامتنا هناك. كنت محظوظا بالانضمام إلى كلية الحقوق في جامعة بغداد، كما درست اقتصاديات التأمين في العاصمة العراقية. بعد ذلك، عملت في منطقة الخليج العربي لفترة، ثم عدت إلى تركيا.
اختيارنا للشعر والأدب جاء نتيجة لتأثير بيئتنا الثقافية الغنية. نحن جيل نشأ على حب اللغة العربية وآدابها، وبدأنا في سنوات الدراسة المتوسطة بقراءة الروايات والكتب العربية. لقد تعرفنا على كتّاب من مصر وسوريا ومن مختلف الدول العربية، حيث أن اللغة العربية تعد بحراً واسعاً يغمر من يسعى للغوص في أعماقها.
-
يقولون دائماً إن “الإبداع ينشأ في التخوم الحضارية”.. كيف ترى تجربة الشعر بين الثقافتين العربية والتركية؟
الثقافة كالطيور المهاجرة، لا تحتاج إلى تأشيرات دخول بين المناطق والدول. يمكن أن يتأثر الأدب العربي بثقافات الأمم الأخرى كما يمكن للثقافات الأخرى أن تتأثر بالثقافة العربية، التي لها تاريخ طويل في هذا المجال. خلال ندوة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، كان الشعار “من العربية إلى البشرية”، وبالتالي نشهد تفاعلاً متبادلاً بين الثقافات.
لقد أثر المجتمع التركماني في الساحة العربية بشكل واضح، فمن كل من عُرفوا في الثقافة العربية مثل “مصطفى جواد” و”صفاء خلوصي” و”عبد الوهاب البياتي”. كما برز زعماء كبار مثلاً “مصطفى راغب” و”عمر علي”، الذين قدموا خدمات جليلة للعراق والأمة الإسلامية. أنا ركزت في أعمالي على التاريخ التركي قبل الحقبة العثمانية، وهو ما كان مجهولًا لكثير من إخواننا العرب.
في الأساس، لا توجد لغة تسمى “اللغة التركمانية”، بل هي اللغة التركية بلهجات متعددة، تماماً كما هو الحال في اللغة العربية مع لهجاتها. وعندما نكتب، نستخدم اللغة التركية الحديثة، وهو ما يُلاحظ بوضوح في الجمهورية التركية.
نشاطات ثقافية ومؤسسية
لقد أنشأنا نشاطات في مؤسسة “وقف كركوك للثقافة والأبحاث”، وهي مؤسسة وقفية تهتم بالأدب في منطقة الخليج والدول العربية، بالإضافة للأقوام التركية. أصدرنا أكثر من 120 كتاباً تشمل تراجم وكتبًا وأبحاثاً تركز على هذه المفاهيم.
-
كيف أثر منصبكم كمستشار كبير للرئيس التركي السابق “عبد الله غول” على نشاطكم الثقافي ورؤيتكم الفكرية؟
عندما تم اختياري في هذا المنصب، شعر### تواصل تركيا مع العالم العربي: خطوات لتعزيز الفهم المتبادل
قال كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية لشؤون الشرق الأوسط، إن اهتمامه الرئيسي كان تعزيز التواصل والتفاهم مع الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط. وقد أشار إلى أهمية الرحلات والمقابلات التي أجراها مع وسائل الإعلام العربية، حيث سجل أكثر من 30 مقابلة تلفزيونية مع فخامة الرئيس. هذه الخطوات تُعتبر سابقة في التاريخ التركي، وقد أسفرت عن وجود تفاهم وتناغم أكبر بين تركيا ودول الخليج والدول العربية.
### تحديات القراءة في العصر الرقمي
تحدث المستشار عن تراجع القراءة بين الأجيال الجديدة، ورأى أن وسائل التواصل الاجتماعي والمرئيات تؤثر سلباً على إقبال الناس على الكتب. وأكد على أهمية الكتاب كصديق، مشدداً على ضرورة عدم إهماله. وأوضح أن الترجمة تلعب دوراً مهما في تبادل المفاهيم الأدبية والثقافية بين المجتمعات، الأمر الذي يساهم في التعرف على الثقافات المختلفة.
### دور الثقافة في المجتمع الشامي
في سياق الحديث عن منطقة الشام، أبدى المستشار أمله في أن تسهم الثقافة في بناء جسور التواصل بين المجتمعات. وقد زار العديد من المناطق المليئة بالتنوع الثقافي، مثل تركمان فلسطين والأقليات في لبنان وسوريا. وأكد أن المحبة والمودة تجمع بين هذه المجتمعات رغم الفروقات الثقافية.
وأشار إلى أهمية سوريا الحضارية، وذكر أنه خلال فترات تاريخية مهمة، كان المعلمون يأتيون من سوريا للعراق لتدريس اللغة العربية. كما ذكر أسماء بارزة مثل نزار قباني وأمين معلوف، مما يعكس دور هذه البلاد في الحضارة العربية والفكر العالمي.
### التجربة في الترجمة والعمل الأكاديمي
تناول المستشار تجربته في الترجمة بين اللغات الألمانية والعربية والتركية، موضحاً التحديات التي واجهها في الترجمة بالنظر للاختلاف بين اللغات. وبيّن أنه حصل على العديد من الوثائق من الأرشيف البريطاني، مما ساعده في أعماله الترجميّة.
### المنتدى الدولي للحوار العربي التركي
بصفته رئيس المنتدى الدولي للحوار العربي التركي، أشار إلى أهداف المنظمة ونشاطاتها. تأسس المنتدى في تركيا ويضم أعضاء من معظم الدول العربية، حيث تم اختيار إسطنبول كمقر له لتسهيل التسجيل. يعنى المنتدى بنشر الثقافة العربية والتركية وتعزيز العلاقات بين الشعبين، ويدعو لتشجيع الترجمة وتدريس اللغات بلا التدخل في القضايا السياسية.
المصدر: الجزيرة
رابط المصدر