أزمة الكهرباء في لبنان تتجه نحو تفاقم حاد بعد تأثيرها على الخدمات الأساسية.

Photo of author

By العربية الآن



تدهور أزمة الكهرباء في لبنان يهدد المرافق الحيوية

يعاني لبنان من أزمة من قطاع الكهرباء منذ التسعينيات الجزيرة
يعاني لبنان من أزمة في قطاع الكهرباء منذ التسعينيات (الجزيرة)
بيروت- يعبر المواطن اللبناني أحمد الخليل عن استيائه من انقطاع الكهرباء الدائم، قائلاً: “هذا الانقطاع جزء من حياتنا اليومية، وهو يذكرنا بمعاناتنا المستمرة مع أزمة الطاقة”. ويشير إلى أن الشارع اللبناني لم يستغرب قرار قطع التيار الكهربائي عن جميع المناطق بما في ذلك المرافق الحيوية.

فقد جاء قرار شركة كهرباء لبنان بوقف التيار الكهربائي في وقت توقع الكثيرون حدوث ذلك، حيث بدأت مؤشرات الأزمة تتضاعف في بداية الأسبوع.

علاوة على ذلك، لم تتمكن الجهات المسؤولة، بما في ذلك الحكومة ووزارات الطاقة والمالية، من التغلب على حالة العجز، حيث أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان عن توقف آخر الوحدات التشغيلية في معمل الزهراني بسبب نفاد الوقود.

وأوضحت المؤسسة في بيانها أن القطع شمل مرافق مهمة مثل مطار رفيق الحريري الدولي ومرفأ بيروت والسجون ومرافق صرف المياه. وأكدت أنه سيتم إعادة تشغيل المحطات فور توافر الوقود، لاستئناف التيار الكهربائي بشكل تدريجي.

تواجه شركة كهرباء لبنان أزمة حادة في السيولة في ظل أكبر أزمة اقتصادية منذ 2019 الجزيرة
تواجه شركة كهرباء لبنان أزمة حادة في السيولة في ظل أكبر أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عام 2019 (الجزيرة)

أزمة سيولة حادة

تعد مشكلة انقطاع الكهرباء إحدى أبرز التحديات في لبنان، حيث يشكل قطاع الكهرباء تقريبًا نصف الدين العام البالغ حوالي 40 مليار دولار، مما يعكس مدى تأثير هذه الأزمة على حياة المواطنين والاقتصاد.

تواجه شركة كهرباء لبنان، التابعة للدولة، أزمة سيولة خانقة في ظل أسوأ أزمة اقتصادية منذ عام 2019، مما دفع المواطنين للاعتماد على المولدات الخاصة والطاقة الشمسية.

هذا التحول يعكس التأثير العميق لأزمة الكهرباء على الحياة اليومية، ويبرز الحاجة الملحة لإصلاحات جذرية في هذه القطاع لضمان توفير الكهرباء بشكل مستدام.

منذ عام 2019، تفاقمت أزمة الكهرباء ليصل انقطاع التيار يوميًا إلى 22 ساعة في عام 2020، والآن تتراوح فترات الانقطاع بين 15 و20 ساعة يوميًا.

أزمة منذ التسعينيات

وفي هذا السياق، أشار مدير عام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، سامي علوية، إلى أن مشكلة الكهرباء تعود إلى التسعينيات، حيث كان لبنان يعاني من تأمين الوقود لتشغيل محطات الكهرباء.

حتى عام 2023، كانت الحكومة تدعم هذا القطاع باستخدام أموال المودعين، مما مكّن المواطنين من الحصول على الكهرباء بأسعار منخفضة. لكن هذا الأمر تغير بعد زيادة تعرفة الكهرباء في خطة الطوارئ.

وسلط علوية الضوء على أزمة السيولة التي دفعت لبنان لاستيراد الوقود، مما أدى إلى تراكم مستحقات مالية تصل إلى 800 مليون دولار.

واقترح وزير الطاقة، وليد فياض، حلاً مؤقتًا بتأمين 5000 طن من الوقود من المخزون الاستراتيجي للجيش اللبناني، والذي سيحتاج إلى موافقة من مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان.

وأكد علوية أن القطاع بحاجة إلى إصلاحات شاملة، تشمل وضع قواعد تنظيمية، وإشراك القطاع الخاص، وزيادة الشفافية.

المصدر الوحيد للطاقة

وأوضح علوية أن مصلحة مياه نهر الليطاني تنتج حاليًا 164 كيلووات من الطاقة، وهي المصدر الوحيد للطاقة في لبنان، حيث تبيعها لمؤسسة كهرباء لبنان.

وكشف عن عروض قدمتها قطر والكويت وألمانيا لمساعدة لبنان، ولكن المشاكل الإدارية حالت دون تنفيذها.

من جهة أخرى، أفاد مصدر من مطار بيروت بأن المطار يعتمد على مولدات احتياطية، مشيرًا إلى أن هذه المولدات تعمل بشكل مستمر منذ أكثر من 36 ساعة بسبب انقطاع الكهرباء.

وأشار المصدر إلى وعود بإعادة تزويد المطار بالكهرباء خلال يومين، لكنه حذر من أن أي عطل في المولدات قد يؤدي لحدوث أزمة خطيرة تتطلب إجراءات طارئة.

المصدر: الجزيرة



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.