معضلة النموذج الأمريكي وتأثيره على العالم: شرعية الحكم بأسس ميثولوجية
تتميز الولايات المتحدة بمسيرة معقدة عبر العصور السياسية المختلفة، حيث تختلف تركيبتها الاجتماعية والثقافية والسياسية عن كثير من الدول. وهذا يثير تساؤلات عن شرعيات حكمها.
يدعو مقال بايدن إلى إعادة التفكير في كيفية قيادتها للعالم في المستقبل، وكأن شرعيتها تحظى بقبول مسلم به عالميًا.
رغم انطوائيتها التي استمرت لأكثر من 150 عامًا منذ تأسيسها في عام 1783، استطاعت الولايات المتحدة أن تظهر كقوة بارزة في الشؤون الدولية، بفضل عدة عوامل منها: موقعها الجغرافي البعيد عن قارات العالم القديم، وضعف القوى الاستعمارية التقليدية بعد الحرب العالمية الأولى، وتأثير انتصاراتها في الحرب العالمية الثانية.
شرعية تاريخية: ملطخة بالدماء
يركز التاريخ على أن الولايات المتحدة حصلت على شرعيتها من خلال استعماريتها المفرطة، بدءًا من غزوها للسكان الأصليين من الهنود الحمر. استُبعدت غالبية أراضي السكان الأصليين على يد قوى الاستعمار الأوروبية، مما تسبب في آلام مستمرة ترافق المجتمع حتى اليوم.
لا يزال الأمريكيون يعتزون بهويتهم كدولة جديدة ويعتبرون أن أميركا تمثل التقدم البشري.
شرعية اجتماعية مضطربة: ملامح المجتمع الأمريكي
في كتابه “ميلاد مجتمع”، يطرح مالك بن نبي إطارًا لفهم طبيعة المجتمع، موضحًا أن التاريخ هو الذي يشكل المجتمعات. تأسس المجتمع الأمريكي على حدثين بارزين: غزو كولومبوس وحرب الاستقلال الأميركية. ومع ذلك، هناك بُعد ديني مسيحي مهم يعزز هذا النسيج الاجتماعي، رغم تجاهل بعض الدراسات لهذا الجانب.
تظهر الاستجابة الأمريكية من خلال فكرة الحلم الأميركي، التي ترتكز على آمال إيجابية للخروج من ظلال الماضي الاستعماري، بينما تربط نفسها بفكرة “النقيض” في البحث عن أعداء لتعزيز هويتها.
يدعو المقال إلى اتخاذ مسار محدد: إما طريق الحق أو طريق الباطل، مع ما يرتبط بكل منهما من تداعيات.
الولايات المتحدة اليوم تمثل قوة مؤثرة تستخدم وسائلها الناعمة، متجاهلة الأبعاد الأخلاقية ومتبعة سياسة السيطرة غير المباشرة، مما يزيد من التباين بين مبادئها الإنسانية والمبادئ السائدة. وبالتالي، فإن القضايا العالمية تعكس صراعًا بين تطلعات الحلم الأميركي ومعالجة آثار الماضي الاستعماري.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.