أزمة نقص المياه تتزايد في العالم العربي، من المغرب إلى العراق

Photo of author

By العربية الآن


من المغرب إلى العراق.. أزمة شح المياه تتفاقم في العالم العربي

25 دولة في العالم تضم ربع سكان الأرض مهددة بشح في المياه
دول عربية عديدة مدرجة على قائمة الدول الأكثر معاناة من أزمة المياه (غيتي)

تواجه الدول العربية مستقبلًا قاتمًا نتيجة تفاقم أزمة الأمن المائي، حيث بلغ نصيب الفرد العربي من المياه العذبة 800 متر مكعب سنويًا، في حين أن الأمم المتحدة تحدد الفقر المائي عند ألف متر مكعب سنويًا.

يعرف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الأمن المائي بأنه توافر كمية ونوعية كافية وموثوقة من المياه العذبة تتناسب مع احتياجات المعيشة والصحة العامة والصناعة، إلى جانب تقليل المخاطر المرتبطة بالمياه.

أزمة المياه.. العالم العربي ليس استثناء

تؤثر ندرة المياه على كافة قارات العالم؛ وفقًا للأمم المتحدة، يعاني أكثر من مليار شخص من نقص المياه، كما يوجد حوالي 500 مليون شخص يواجهون خطرًا مماثلًا.

وتمثل أزمة المياه تحديًا كبيرًا، حيث يواجه 1.6 مليار إنسان نقصًا في المياه، ويموت حوالي 1.5 مليون نسمة سنويًا، معظمهم من الأطفال، بسبب نقص المياه أو تلوثها.

تجد معظم الدول العربية نفسها ضمن قائمة الدول الأكثر تضررًا من أزمة المياه، فتعاني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تضغط مائيًا، حيث يعاني 83% من سكان المنطقة ضغطًا مائيًا مرتفعًا.

إعلان

وفقًا لتقرير الأمم المتحدة حول المياه لعام 2023، يفتقر حوالي 50 مليون شخص في المنطقة العربية لمياه الشرب الأساسية، ويعاني 90% من سكان الوطن العربي من ندرة المياه.

يقول الباحث حسين رحيلي في حديثه لـ”الجزيرة نت” إن هذا الواقع يعني تراجع كمية المياه المتاحة للفرد لأقل من 500 متر مكعب سنويًا، مما يشير إلى تحول الندرة المائية إلى شح مائي.

حصتنا من المياه في تراجع مستمر

نادراً ما يتمتع المتواجدون في المنطقة العربية بإمدادات كافية من “إكسير الحياة”. حيث يحصل العرب على 1% فقط من موارد المياه العذبة العالمية، رغم أن إجمالي مساحتها يُمثل 10% من مساحة كوكب الأرض.

ويزداد الأمر سوءًا، إذ يواجه عدد من الدول العربية، تعاني من شح المياه، انعدامًا في الموارد المائية المتجددة. تتمتع موريتانيا فقط بالاكتفاء الذاتي، حيث يصل نصيب الفرد فيها إلى 1700 متر مكعب سنويًا.

توضح منظمة “اليونيسيف” أن 11 دولة من أصل 17 الأكثر تعرضًا لأزمة المياه تقع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يزيد من تهديد مستقبل الأطفال.

1737090145 235 أزمة نقص المياه تتزايد في العالم العربي، من المغرب إلى أزمة نقص المياه أزمة نقص المياه
الكثير من المياه يُهدر ويُلوث ولا تتم إدارتها بشكل مستدام (شترستوك)

المنطقة الأكثر ندرة في المياه

ندرة المياه مشكلة واضحة تتمثل في عدم توزيع مياه كوكب الأرض بشكل متساوٍ، حيث يعاني الكثير في المنطقة العربية فعليًا من شح المياه. إذا استمر الوضع بنفس الوتيرة، فقد تواجه المنطقة كارثة مائية في المستقبل القريب.

رابط المصدر

# أزمة المياه في الدول العربية

تعتبر أزمة المياه من أكبر التحديات التي تواجه الدول العربية، حيث تأتي نصف المياه المتجددة المتاحة سنويًا من خارج المنطقة عبر الأنهار والخزانات الجوفية المشتركة. وفي هذا السياق، يشير الباحث رحيلي إلى أن الموارد المائية في الوطن العربي، باستثناء مصر والعراق وسوريا، محدودة وغير مستقرة بسبب المناخ شبه الجاف ومعدلات التساقط الضعيفة.

## ندرة المياه في العراق ومصر

لكن حتى الدول التي كانت تُعتبر غنية بالمياه لم تسلم من خطر ندرة المياه. العراق، على سبيل المثال، يعاني من أزمة شح المياه نتيجة استغلال دول المنبع لنهري دجلة والفرات، مما يفاقم معاناة المواطنين من نقص منابع المياه.

على الجانب الآخر، تواجه مصر، الدولة العربية الأكبر من حيث عدد السكان، أزمة أكبر؛ حيث لا تمتلك سوى 55 مليار متر مكعب من الموارد المائية، يوفر نهر النيل أكثر من 90% منها. ورغم أن إمدادات المياه السنوية في مصر تصل إلى 60 مليار متر مكعب، إلا أنها لا تكفي لتلبية احتياجات سكانها الذين يتجاوز عددهم 100 مليون نسمة، مما يُنتج عجزًا سنويًا يتجاوز 20 مليار متر مكعب.

مصر الآن تعاني من مستوى خطر كبير، يقترب من مرحلة ندرة المياه المطلقة، والتي حددتها الأمم المتحدة بأقل من 500 متر مكعب لكل فرد سنويًا.

## التأثيرات المترتبة على سد النهضة الإثيوبي

هناك مخاوف متزايدة من تأثير سد النهضة في إثيوبيا على حصة مصر من مياه النيل. وتشير التقارير إلى أن ملء السد قد يؤثر بشكل مباشر على الموارد المائية المتاحة لمصر.

## أزمة المياه في دول الخليج

تعاني دول الخليج أيضًا من أزمة مياه مقلقة، إذ تقع في صحراء شديدة الجفاف. يعتمد مخزون المياه الجوفي في المنطقة بشكل أساسي على الأمطار، حيث يتم تجديد ما يقرب من 42 مليار متر مكعب سنويًا، بينما يُستخدم سنويًا ما يتجاوز 4 أضعاف النسبة الآمنة.

نتيجة لهذه الضغوط، اتجهت دول الخليج نحو الحلول الصناعية مثل تحلية مياه البحر، حيث تنتج 40% من المياه المحلاة عالميًا، بما في ذلك المملكة العربية السعودية التي تُنتج وحدها 20% من هذه الكمية.

## سرقة مياه فلسطين

ولا تقتصر أزمة المياه على الدول العربية فقط، بل تشمل أيضًا قضية فلسطين. حيث أن نصيب المواطن الفلسطيني كان 45 لترًا يوميًا فقط، بينما يحصل الإسرائيلي على 250 لترًا، والمستوطن على 400 لتر في ذات الفترة.

## تحديات شمال إفريقيا

تقبل دول شمال إفريقيا على تحديات مماثلة، حيث لا يزال الوضع مقلقًا في عدة دول كليبيا وتونس والجزائر والمغرب. على سبيل المثال، لجأت تونس العام الماضي إلى قطع المياه عن المنازل لمدة 7 ساعات يوميًا في ظل تكرار سنوات الجفاف.

يدل هذا الوضع على أن أزمة المياه في العالم العربي تحتاج إلى معالجة شاملة وإستراتيجيات طويلة الأمد للحفاظ على هذه الموارد الحيوية وتأمينها للأجيال القادمة.

رابط المصدر

# أزمة المياه في تونس والمغرب: تراجع خطير في الموارد

تعاني تونس من تراجع ملحوظ في حجم المياه، حيث تسجل سدودها التقليدية والاستراتيجية نسبة امتلاء تصل إلى 23.1% فقط في سبتمبر/أيلول الماضي، وفقًا للمرصد الوطني للفلاحة، ما يعكس الوضع المائي المتدهور في البلاد.

## تراجع حاد في موارد المياه في المغرب

تشهد المغرب انخفاضًا كبيرًا في واردات المياه التي بلغت 14 مليار متر مكعب، مما يعني أن نصيب الفرد من المياه أصبح حوالي 650 مترًا مكعبًا. وهذا يمثل انحدارًا كبيرًا عن المعدل الذي كان عليه الوضع في عام 1960، عندما كان نصيب الفرد يصل إلى 2500 متر مكعب.

## دور المناخ في أزمة المياه

يؤكد رشاد الشوا، مؤسس بنك المياه الدولي، أن أزمة الفقر المائي في الدول العربية ناتجة عن عدة عوامل متصلة، منها الخيارات السياسية والنمو السكاني. كما يلعب المناخ الصحراوي دورًا مهما، حيث تُشكل الصحاري 87% من أراضي العالم العربي، مما يزيد الطين بلة بالتدهور البيئي والتغيرات المناخية.

## تأثير التغير المناخي على الأمن المائي

تشير الدراسات إلى أن متوسط هطول الأمطار في المنطقة العربية لا يتعدى 2% من إجمالي التساقطات العالمية، مما يزيد من تحديات الأمن المائي، حيث يشهد بعض الدول أمطارًا غزيرة تؤدي إلى الفيضانات، بينما تعاني دول أخرى من الجفاف.

تسجل الدول العربية نسبة هطول أمطار صيفية تصل إلى 60%، بينما تمثل نسبة التساقطات الشتوية 4% فقط.

## شح الموارد المائية في الجزائر

الجزائر بدورها تعاني من تداعيات تغير المناخ، حيث جفت العديد من المصادر المائية وواجهت حرائق الغابات. ووضعت الحكومة خطة عاجلة لمواجهة نقص المياه تتمثل في مراقبة استخدام المياه لمكافحة الهدر.

## استهلاك المياه في العالم العربي

تستأثر الزراعة بحصة الأسد من استهلاك المياه في العالم العربي، بمعدل 91%، بينما تمثل مصادر الاستخدام الأخرى مثل الصناعة 4% والشرب 5%. وهذا يتسبب في تهديدات حقيقية للأمن الغذائي في المنطقة.

## دعوة للتغيير

تنبه التقارير إلى الحاجة الملحة لتغيير ثقافة استهلاك المياه. على سبيل المثال، يظهر أن المواطن السعودي هو ثالث أكبر مستهلك للمياه عالميًا بمتوسط يتراوح بين 263 و300 لتر يوميًا.

## توقعات المستقبل

من المتوقع أن تفاقم أزمة ندرة المياه بشكل كبير خلال العقدين القادمين، حيث يُتوقع أن يعيش حوالي نصف سكان المناطق الحضرية في العالم في مناطق تعاني من شح المياه بحلول عام 2050.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.