# تساؤلات حول مستقبل حزب الله بعد اتفاق وقف إطلاق النار
## مشهد مأساوي في الشوارع
في يوم الثلاثاء، كانت الشوارع مظلمة والسيارات مكتظة. كان الناس، الذين تحركوا سيراً على الأقدام، يحملون حقائب تحتوي على متعلقاتهم، غير متأكدين من وجهتهم ولكنهم متيقنون من أنهم لا يستطيعون البقاء. هكذا كانت الأجواء في منطقة النويري وسط بيروت، بعد أن أصدرت القوات الإسرائيلية تحذيرات بالإخلاء، وهي الأولى من نوعها لهذه المناطق.
حاولنا الاقتراب من موقع إحدى الغارات الإسرائيلية التي وقعت بعد ظهر نفس اليوم، والتي جاءت دون سابق إنذار، وأسفرت عن هدم مبنى ومقتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص. ولكننا لم نتمكن من الوصول إلى هناك.
كان هناك حشود تغادر، وأوقفنا رجال على دراجات نارية، مُشيرين إلى أن الوضع غير آمن. وبعد دقائق، سمعنا عدة انفجارات، جاءت نتيجة مزيد من الهجمات، واستمر ذلك لعدة ساعات.
كانت الأصوات تصدر من مسافات مختلفة، بعضها بعيد والأخر قريب. كما كانت الطلقات النارية تثير المزيد من التحذيرات، مُطالبة الناس بالبحث عن أماكن آمنة، وكل ذلك مع الصوت الدائم لطائرة مسيّرة إسرائيلية تحلق فوق رؤوسنا.
أتى هذا التصعيد الدراماتيكي في وقت كانت البلاد تنتظر قراراً إسرائيلياً بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، والذي كان الأمل الرئيسي لإنهاء أكثر من عام من الصراع مع حزب الله، الحركة القوية المدعومة من إيران.
في انتظار هذا القرار، أطلقت إسرائيل أكبر قصف لها على بيروت خلال الصراع. في غضون دقيقتين فقط بعد الهجوم على النويري، قامت الطائرات المقاتلة بضرب 20 هدفاً في الضواحي الجنوبية للمدينة، المعروفة بدahiyeh، حيث يوجد مقر حزب الله.
أعلنت القوات الدفاعية الإسرائيلية أن الأهداف المستهدفة كانت منشآت تستخدمها حزب الله، وسمع دوي الهجمات في جميع أنحاء المدينة.
## حالة لبنان بعد وقف إطلاق النار
الآن، تم الإعلان رسمياً عن وقف إطلاق النار، ولكن التساؤلات لا تزال قائمة. كانت الحرب مدمرة للبنان، حيث قُتل أكثر من 3700 شخص منذ بداية الأعمال العدائية في أكتوبر 2023، وتهجر مليون ساكن في المناطق التي تتواجد فيها قوة حزب الله.
تقدر البنك الدولي الخسائر الاقتصادية بما يزيد عن 8.5 مليار دولار. ومن الواضح أن عملية التعافي ستستغرق وقتاً، ولا يبدو أن هناك إجابات واضحة بشأن المسؤول عن تغطية تكاليفها.
تحت هذا الاتفاق، سيتم نشر الآلاف من الجنود اللبنانيين في الجنوب بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله. لكن كيفية نشرهم لا تزال غير واضحة، حيث اشتكى الجيش من عدم توفر الموارد اللازمة – المال، manpower، والمعدات – لتلبية هذه الالتزامات.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بالتمويل، الذي من المحتمل أن يأتي من بعض حلفاء لبنان الدوليين. هل سيواجه الجيش اللبناني حزب الله إذا لزم الأمر؟ هذا الأمر قد يضع اللبنانيين في مواجهة بعضهم البعض، وهو دائماً مخاطرة في بلد تتغلغل فيه الانقسامات الطائفية.
تبدو السلطات اللبنانية في طريقها للاعتراف بوجوب تغيير الأمور، حسبما أخبرني أحد الدبلوماسيين، ويبدو أن هناك إرادة سياسية لذلك.
لقد تأثرت حزب الله بشكل كبير، حيث قُتل العديد من قادته، من بينهم الزعيم الطويل الأمد حسن نصر الله، بينما تعرضت بنيته التحتية لأضرار بالغة. كيف ستبدو الأمور بعد الحرب هو أمر آخر غير معلوم.
لم يتم تدمير الحزب، ولكنه أصبح ضعيفًا، وقد يعتبره البعض مُهيناً، ولكنه لا يزال أكثر من مجرد ميليشا: إنه حزب سياسي ذو تمثيل في البرلمان، ومنظمة اجتماعية، ويملك دعمًا كبيرًا بين شيعة لبنان.
ربما يرى خصومه في هذا الوضع فرصة للحد من نفوذه. قبل الصراع، وصفت حزب الله في كثير من الأحيان بأنه دولة داخل دولة في لبنان.
على مدار شهور، قال الناس خارج قاعدة دعم حزب الله إن الحزب جرّ البلاد إلى حرب لم تكن في مصلحتها.
قد bring هذا الاتفاق إلى نهاية النزاع مع إسرائيل. لكن الكثيرين في لبنان يخشون من أن نزاعًا داخليًا جديد قد يتبع ذلك.