حزب “الجبهة الوطنية”: دعاية مثيرة للجدل تجذب الانتباه
ظهر حزب “الجبهة الوطنية” حديثًا في مصر، واستطاع جذب الانتباه سريعًا بفضل دعاية مبتكرة. وتضمنت هذه الدعاية مواكب لسيارات دفع رباعي سوداء تجوب شوارع القاهرة، حاملة رايات الحزب، إضافة إلى تجمعات من المؤيدين أمام مكاتب “الشهر العقاري” في عدة محافظات لتسجيل توكيلات، استعدادًا لتقديم أوراق تأسيس الحزب.
شروط تأسيس الحزب
لتأسيس حزب جديد، يتوجب تقديم إخطار إلى لجنة شؤون الأحزاب مصحوبًا بتوكيلات من 5000 عضو مؤسس كحد أدنى، موزعين على 10 محافظات على الأقل، بحد أدنى 300 عضو من كل محافظة.
وخلال مؤتمر ضخم عُقد في 30 ديسمبر الماضي بفندق “الماسة” في العاصمة الإدارية، أكد السيد قصير، عضو الهيئة التأسيسية للحزب ووزير الزراعة السابق، أن الحزب في جعبته عدد كبير من التوكيلات يتجاوز ما يحتاجه للتأسيس.
الخلفية السياسية والدعم المقدم
لا تزال السيارات التي تحمل شعار الحزب تجوب الشوارع، محاطة بمئات من المؤيدين الذين وقعوا على التوكيلات أو ينتظرون التوقيع. وقد تداول بعض النشطاء صورًا لهذه السيارات، داعين المواطنين للانضمام إلى الحزب، بينما انتقد آخرون ذلك باعتباره مبالغ فيه.
ارتبطت هذه الحملة بأحد رجال الأعمال المصريين، إبراهيم العرجاني، الذي يُعتقد أن ابنه جزء من الهيئة المؤسِّسة للحزب. وأكد عاصم الجزار، وكيل مؤسسي الحزب، دعم الحزب من رجال الأعمال دون نفي ذلك، معبرًا عن رغبته في تقديم دعم مجتمعي بدلاً من إعانات معروفة.
انتقادات ودعم رسمي وأهداف الحزب
من جهته، اعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، إجراءات الحزب مفتعلة، مؤكدًا عدم تمثيلها لحراك حقيقي في الحياة السياسية، مشيرًا إلى أنها مشابهة لتجربة حزب “مستقبل وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية. واعتبر أن الدعم الرسمي الكبير للحزب قد يقود إلى نتائج عكسية.
كما ربط ربيع مشهد الحزب بتجربة “الاتحاد الاشتراكي” التي أسسها النظام الناصري في الستينيات. بينما ذكر وكيل مؤسسي الحزب أن هدف الحزب يتمثل في تحسين الحياة السياسية ولا يتجه نحو الموالاة أو المعارضة.
الآراء المتباينة حول الحزب
وفي رد على الانتقادات، قالت النائبة فريدة الشوباشي، عضو الهيئة التأسيسية للحزب، إن التجاوب الجماهيري كان كبيرًا، مشددة على أهمية الانتظار لرؤية نتائج الحزب على الأرض. في المقابل، انتقد أستاذ الإعلام حسن عماد مكاوي الدعاية المبالغ فيها، معتبرًا أن أغلب الأحزاب في مصر ليست لها تأثير حقيقي.
على الرغم من النقد المستمر، يستمر الحزب في فعالياته الدعائية، مثل جلسة مع عدد من السيدات في الجيزة، حيث أشار إلى التزامه بالتفاعل مع المواطنين وتعزيز المشاركة المجتمعية.
في النهاية، أكد محمد مصطفى شردي، عضو الهيئة المؤسِّسة للحزب، على أن الحزب لم يبدأ نشاطه السياسي بعد، مدعيًا أن التأييد الذي حصل عليه كان رد فعل من مؤيدين لقيادات سياسية كبيرة أعلنت دعمها للحزب الجديد.
