لماذا يعجز العلماء عن حل لغز صخرة النصلة في السعودية؟
تتواجد في مختلف أنحاء العالم تشكيلات صخرية رائعة، مثل أولورو في أستراليا وصخور أربول دي بيدرا في بوليفيا وجسر العمالقة في أيرلندا. لكن صخرة النصلة الواقعة في تبوك شمال السعودية تثير تساؤلات عديدة حول أصلها، حيث تبدو كأنها ناتجة عن عمل بشري.
انشطار مثير للجدل
تتميز صخرة النصلة بشكلها الفريد، حيث تتكون من حجرين كبيرين يقفان على قاعدة صغيرة، مما يعطي انطباعًا بأنهما يطفوان في الهواء. يبلغ ارتفاع الصخرة 6 أمتار وطولها حوالي 9 أمتار، وهي مكونة من طبقات سميكة من الأحجار الرملية.
وفقا للأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله بن لعبون، رئيس مجلس إدارة جمعية “الجيولوجيون السعوديون”، فإن عمر صخرة النصلة يتجاوز 400 مليون سنة، مرجحًا أنها انشقت منذ زمن بعيد، حيث لا توجد أي رسومات تربط بين جانبيها.
سر نقوش النصلة
تكتسب صخرة النصلة أهمية كبيرة بسبب خصائصها الجيولوجية المميزة، إذ تعتمد على دعائم صخرية صغيرة غير قادرة على تحمل وزنها، ورغم ذلك لم تتأثر عبر الزمن. وحسب المعلومات المتاحة، لم يكن هناك علم بوجود هذه العجيبة الجيولوجية حتى عام 2010. ومنذ ذلك الحين، ظهرت نظريات متنوعة حول أسباب انشطار الصخرة، بما في ذلك بعض الإفتراضات حول نحتها من قبل سكان قدامى.
تحمل الصخرة نقوشًا تعود لما يقرب من 3000 سنة، تصور الحياة القديمة في المنطقة، بما في ذلك صور لحيوانات وطيور، وكانت تستخدم كعلامات للقوافل.
لمَ انقسمت؟
تحيط بصخرة النصلة العديد من الأساطير، بما في ذلك روايات حول ناقة النبي صالح وقصص حب قديمة. رغم ذلك، يعكف الجيولوجيون على تقديم تفسيرات علمية، حيث تشير الأدلة إلى أن الانقسام قد نجم عن تحركات أرضية بسيطة أدت إلى فصل الصخرة دون سقوط أي جزء منها.
يرجح عدد من العلماء أن هذا الانقسام ناتج عن عوامل طبيعية مثل التجوية وتساقط الأمطار، بينما تُشير عالمة الجيولوجيا شيري لويس إلى أن الانقسام حصل نتيجة لتكرار التجمد والذوبان، مما أدى إلى تآكل الصخرة عبر الزمن.
تشير تجارب مماثلة حول العالم إلى وجود صخور أخرى تظهر انقسامات مشابهة، مثل صخرة التفاح المنقسمة في نيوزيلندا، مما يفتح المجال لإجراء المزيد من الأبحاث والدراسات حول هذه الظواهر الجيولوجية الغامضة.