مدينة حماة السورية تكشف أسرار مغناطيسية الأرض قبل 2700 سنة
<
div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content” aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
تاريخ حماة القديم
تحمل مدينة حماة السورية تراثًا عريقًا غارقًا في التاريخ، حيث دمرها الجيش الآشوري بقيادة الملك سرجون الثاني عام 720 قبل الميلاد، تاركًا وراءه بقايا من الفخار التي تحتوي على معلومات حيوية عن تلك الفترة.
من خلال دراسة مغناطيسية لهذه القطع الفخارية، وجد الباحثون في دراسة نشرت في "جورنال أوف أركيولوجيكال ساينس" أن الفخار المصنوع من الطين يمكنه الاحتفاظ بمعلومات عن المجال المغناطيسي للأرض عند تعرضه لدرجات حرارة عالية.
يستعرض إيف جاليت، الأستاذ في معهد باريس للفيزياء الأرضية والذي قاد الدراسة، كيف يمكن قياس المغناطيسية الموجودة في الفخار القديم لتحديد شكل المجال المغناطيسي للأرض في زمن تدمير المدينة، مما يساعد في فهم التغيرات التاريخية لحدة المجال المغناطيسي في المنطقة.
<figure id="attachment_7133808" aria-describedby="caption-attachment-7133808" style="width:770px" class="wp-caption aligncenter">
<img loading="lazy" class="size-arc-image-770 wp-image-7133808" src="https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/12/1733804066_45_أسرار-مغناطيسية-الأرض-تُكشف-في-مدينة-حماة-السورية-منذ-2700.jpg" alt="فخار مدينة حماة السورية احتفظ بمعلومات عن المجال المغناطيسي للأرض (المتحف الوطني الدنماركي)">
<figcaption id="caption-attachment-7133808" class="wp-caption-text">فخار مدينة حماة السورية احتفظ بمعلومات عن المجال المغناطيسي للأرض (المتحف الوطني الدانماركي)</figcaption>
</figure>
<h2>آلية احتفاظ المعادن بالبصمة المغناطيسية</h2>
أوضح جاليت كيف تحتفظ المعادن المغناطيسية، الموجودة في الطين، ببصمتها المغناطيسية عند تسخينها. عندما يُسخن الطين إلى درجات حرارة تتجاوز 600 درجة مئوية، تصبح المعادن الموجودة فيه حساسة للمجال المغناطيسي للأرض. وعند ذلك يمكنها فقدان مغناطيسيتها مؤقتًا، ولكن أثناء التبريد تعود المعادن إلى حالتها المغناطيسية الطبيعية، متأثرة بالمجال المغناطيسي للأرض في ذلك الزمن.
وعند انخفاض درجة الحرارة إلى ما دون "درجة كوري"، تُثبت المغناطيسية في تلك المعادن بشكل دائم، مما يمكن الفخار من حفظ المعلومات المغناطيسية لآلاف السنين.
في الوقت الحالي، يستخدم العلماء تقنيات لتحليل المغناطيسية المحفوظة، مما يساعد في فهم التغيرات التاريخية للمجال المغناطيسي.
حسب جاليت، "هذه الآلية تسمح لنا باستخدام الفخار القديم كأداة لفهم التغيرات في المجال المغناطيسي للأرض وتحديد فترات تصنيع الفخار والأحداث التاريخية كالتدمير الذي أثر على تلك المنتجات".
<h2>تطبيق هذه الآلية من قبل الباحثين</h2>
[المحتوى المتبقي]
## دراسة علمية تكشف الأسرار المغناطيسية في مدينة حماة
في إطار جهود علمية لاستكشاف تاريخ مدينة حماة السورية، جمع باحثون 16 قطعة من الفخار من أنقاض المدينة، وهي قطع استخدمت في الحياة اليومية وعثر عليها في مبانٍ ملكية أو مهمة.
استخدام تقنيات حديثة للقياس
استخدم العلماء جهازاً خاصاً يسمى “مغناطيسومتر ثلاثي المحاور” لقياس المجال المغناطيسي في الفخار. أظهرت النتائج أن القراءات تختلف بين القطع، حيث تراوحت بين 65 و81 ميكروتسلا بمتوسط 74.2 ميكروتسلا. هذا الاختلاف يعود إلى أن تلك القطع تم تصنيعها في أوقات مختلفة قبل تدمير المدينة.
فهم الاختلاف في القراءات
لشرح هذا التباين، جاء التشبيه بجمع أجهزة إلكترونية قديمة تحتوي على بطاريات توضح نسبة الطاقة في فترة معينة. حتى عند تدمير المدينة، كانت تلك الأجهزة قد عملت لفترات زمنية متباينة، مما أثر على قراءات الطاقة. في حالة الفخار، يشير الاختلاف إلى فترة استخدامها قبل تدمير المدينة، حيث إن بعض الأواني كانت قديمة واستُخدمت لعقود، بينما كانت أخرى جديدة نسبياً.
التنوع الزمني للفخار
أظهرت التحليلات أن الأواني الفخارية قد تكون استخدمت لمدة 30 سنة على الأقل قبل التدمير، وهو ما يمثل مفاجأة لأن هذه الأواني كانت مخصصة للاستخدام اليومي. كما لاحظ الباحثون التغيرات السريعة في شدة المجال المغناطيسي خلال القرن الذي سبق التدمير.
شدة المجال المغناطيسي
أفاد الباحثون بأن شدة المجال المغناطيسي في المنطقة كانت متجانسة تقريباً في الشرق الأوسط خلال تلك الفترة، مما يعني أن القيم المستخلصة من مواقع أثرية متعددة يجب أن تكون متشابهة إذا كانت تلك القطع تعود لنفس الفترة الزمنية.
التأثيرات الحرارية على الفخار
تناول الباحثون أيضاً بعض تأثيرات الحرارة الناجمة عن التدمير، موضحين أن الفخار يحتفظ بمغناطيسيته الأصلية حتى درجات حرارة تصل إلى 580 درجة مئوية. وفي حال تعرضه لحرارة أعلى، يمكن أن يتغير جزء من مغناطيسيته الأصلية.
اختلافات المغناطيسية
جاليت، أحد الباحثين المشاركين، أوضح أن الفروق في شدة المجال المغناطيسي ترجع إلى اختلاف المواد المغناطيسية في العينة وليس المواد الخام أو طرق التصنيع. كما أكد على أن القيم المأخوذة للمجال المغناطيسي ليست متأثرة بكيفية تصنيع الفخار طالما تم تسخينه لدرجات حرارة عالية.
أهمية النتائج
ختاماً، أشار جاليت إلى أن هذه النتائج تعزز إمكانية استخدام الفخار القديم لتتبع التغيرات السريعة في المجال المغناطيسي للأرض، كما يمكن أن تُستخدم معلوماته لإنشاء تسلسل زمني للأحداث، مما يوفر فهماً أوضح للفترات الزمنية التي كانت فيها تلك الأواني قيد الاستخدام.
المصدر: الجزيرة