لحظة صعبة على لبنان
تاريخ مؤلم
لبنان بلد يعرف الحرب جيدًا، ولا يرغب في المزيد منها. لا يزال يعاني من آثار الحرب الأهلية التي استمرت لمدة 15 عامًا بين عامي 1975 و1990، ومن الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006. ومع ذلك، يشعر البعض، بما في ذلك محافظ بيروت مروان عبود، أن التصعيد الأخير من جانب إسرائيل أسوأ مما مضى.
تزايد الضحايا
خلال الأيام العشرة الماضية، شهدت البلاد خسائر كبيرة نتيجة انفجار الأجهزة المتنقلة، واغتيالات واسعة لقيادات عسكرية من حزب الله، بالإضافة إلى غارات جوية مدمرة. تُستخدم أيضًا القنابل المصممة لتفجير المخابئ في بيروت، والتي أسفرت عن مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم الجمعة.
تأكيدات المحافظ
قال مروان عبود، الذي لا يملك ارتباطات بحزب الله، “إنها أسوأ لحظة مرت بها البلاد”. وأبدى حزنه الشديد لعدد الضحايا من المدنيين، وشجب صمت المجتمع الدولي – وكأن ما يحدث هنا لا يعني شيئا.
معاناة المدنيين
تحدثنا مع عبود على حافة ساحة الشهداء في بيروت، حيث نام العديد من الأسر في العراء ليلة أمس بعد فرارهم من الغارات الإسرائيلية في الضاحية الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله. لا يزال هؤلاء في الساحة، غير متأكدين أين يمكنهم العثور على الأمان، مثل العديد من اللبنانيين.
كلمة أخيرة
وعند سؤاله عن ما يتوقع أن تفعله إسرائيل، قال المحافظ: “لا أعرف، لكن إسرائيل تريد القتل وتريد القتل وتريد القتل. الله يحمي هذا البلد.” وكانت كلماته الختامية قاتمة، حيث قال: “إنه الحزين يوم في حياتي”، وكانت نبرته مشحونة بالعواطف.
على بعد خطوات، التقينا بأسرة كبيرة، تجلس على الأرض الخرسانية تحت أشعة الشمس القاسية.
كانت مدينا مصطفى علي تهز طفلها الرضيع أمير البالغ من العمر سبعة أشهر في حجرها، وتسترجع ذكريات ليلة الجمعة المأساوية.
قالت: “حدث انفجار، وشعرنا بالخوف، خاصة على الأطفال. لذا هربنا وجئنا إلى هنا. هذا هو المكان الذي نمنا فيه”.
وأوضحت أن الأسرة ستبقى في الساحة مؤقتًا لأنها ليس لديها أي مكان آخر تذهب إليه.
بينما يهرب آخرون، يتجه بعضهم إلى شمال لبنان، حيث أن الجنوب لم يعد خيارًا؛ إذ يتعرض لضغوط كبيرة.
أثناء قيادتنا في المدينة، رأينا أسرًا تتحرك، بعضهم مزدحم في سيارات مع مراتب رقيقة مربوطة على السقف، وآخرون متجمعون على الدراجات النارية.
هنا وهناك، رأينا أشخاصاً يسيرون حاملين بعض الأمتعة.
هذا هو المشهد الجديد في بيروت: متاجر مغلقة، عدد أقل من الناس، وزيادة في مشاعر الخوف، خاصة منذ تأكيد خبر مقتل نصرالله.
طوال اليوم، كانت أعمدة الدخان الأسود تتصاعد من الضاحية الجنوبية، حيث عانت معاقل حزب الله من الضعف. بدت الشوارع الأكثر ازدحامًا شبه مهجورة، والعديد من المباني السكنية فارغة.
رصدنا أعضاء من حزب الله يحرسون موقع غارة جوية، أحدهم يحمل بندقية كلاشنيكوف. قد يكون هذا مؤشرًا على التوتر أو اليأس، حيث إن المجموعة المسلحة عادة لا تُظهر أسلحتها في الشوارع.
لم يكن حزب الله يراقب كل تحركاتنا اليوم – كانوا ربما أكثر تركيزًا على التهديد من الأعلى.
كنا نحن أيضًا نراقب السماء، حيث كانت الطائرات بدون طيار تحلق.
عند موقع إحدى الضربات الإسرائيلية، رأينا smoke ما زالت تتصاعد من أنقاض ما بدا وكأنه مصنع. وقد قيل لنا إنه كان يقوم بتصنيع ورق المطبخ، وكان هناك الكثير من ذلك ممزقًا على الأرض.
لقد تحولت لبنان إلى منطقة حرب، لكن هناك مخاطر متزايدة على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. وهناك الكثير من الأسئلة.
هل سيضرب حزب الله إسرائيل بقوة؟ هل لديه القدرة على ذلك؟
هل سيتدخل داعموه الإيرانيون؟ حتى الآن، لم يكن لديهم عجلة من الأمر.
وهل ستتدخل وكلاء طهران الآخرين في العراق وسوريا واليمن؟