تأثير فوز ترامب على السياسة الأوروبية
وارسو، بولندا (AP) — عبر النواب المحافظون في البرلمان البولندي عن فرحتهم بفوز دونالد ترامب، حيث قاموا بالوقوف وتصفيقوا بينما هتفوا باسم ترامب.
حماس اليمين الشعبوي
أثار احتمال فوز ترامب لفترة ثانية حماس الناس في اليمين الشعبوي في وسط أوروبا، الذين يشاركونه آرائه المناهضة للهجرة وازدراءه للمنظمات الدولية.
مخاوف من تخلي ترامب عن أوكرانيا
إلا أن العديد من الأشخاص في المنطقة القريبة من الحرب في أوكرانيا يشعرون بالقلق. حيث يخشون أن يتخلى ترامب عن أوكرانيا ويجبر كييف على قبول صفقة من شأنها أن تعزز المزيد من نفوذ روسيا، أو يسعى لتقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا.
ضرورة تعزيز الأمن الأوروبي
يشير ميهال بارانوفسكي، المدير الإداري لمؤسسة GMF East في وارسو، إلى أن التغيير في واشنطن يعني أنه يتعين على أوروبا أن تستثمر أكثر في أمنها ودفاعها بدلاً من الاعتماد على الحماية الأمريكية كما فعلت لعقود.
قال بارانوفسكي: “نحن الأوروبيون — البولنديون والفرنسيون والبريطانيون ومن المرغوب فيه الألمان كذلك — يجب أن نكون أكثر نشاطًا”. وتابع: “فقط من خلال تعزيز جهودنا يمكننا أن نكون لدينا فرصة لمنع أسوأ السيناريوهات من الحدوث، سواء كان ذلك صفقة سيئة في أوكرانيا أو ربما تقليص المشاركة الأمريكية في أوروبا”.
التاريخ الحديث لوسط وشرق أوروبا
عانت بولندا والدول البلطيقية وغيرها من البلدان في وسط وشرق أوروبا من السيطرة الروسية خلال الحرب الباردة. وعندما انتهت تلك الحقبة في عام 1989، تمكنت هذه البلدان من التوجه نحو الغرب. ولا تريد تلك الدول العودة لتكون مجرد تابعة لموسكو.
كأعضاء في الناتو الآن، تقلق تلك الدول من أن ترامب، في حال فوزه لفترة ثانية، قد ينهي الالتزام الطويل الأمد الذي يؤمن السلام في أوروبا.
وفي الأسبوع الجاري، تم افتتاح قاعدة دفاع صاروخي في شمال بولندا — وهي نتيجة لسنوات من التخطيط من قبل الإدارات الجمهورية والديمقراطية. وأعرب المسؤولون البولنديون عن أملهم بأن يكون ذلك علامة على أن الالتزام الأمريكي الثنائي للحزبين في المنطقة سيستمر.
تصريحات الرئيس البولندي
أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا: “العالم كله سيرى بوضوح أن هذه لم تعد دائرة اهتمام روسيا”.
تاريخ ترامب مع الناتو
يمتلك ترامب تاريخًا طويلًا في التقليل من أهمية الناتو، وقد قال مسؤولون سابقون في إدارته إنه هدد مرارًا بسحب الولايات المتحدة من التحالف.
أوصاف حلفائه لذلك تعكس أنه أسلوب مفاوضات قاسٍ دفع حلفاء أوروبيين آخرين لتحمل المزيد من المسؤوليات، ويزعمون أن ترامب لم يتخل عن الناتو.
تأثير نتائج الانتخابات الأمريكية على الحملة المحلية
غيرت التغيرات في واشنطن ديناميات الحملة الانتخابية الرئاسية في بولندا قبل الانتخابات القادمة في الربيع. حيث دخل وزير الخارجية رادك سيكورسكي، وهو وزير دفاع سابق ولديه علاقات في واشنطن، في سباق الترشح كمرشح عن حزب رئيس الوزراء الوسطي دونالد توسك، متحدىً المرشح المفضل منذ فترة طويلة، عمدة وارسو رافال ترزاسكوفسكي.
يجادل سيكورسكي بأن خبرته تجعل منه الخيار الأفضل في هذه الأوقات. ويؤكد خصومه أن آراء زوجته المناهضة لترامب، الأمريكية، قد تؤثر سلبًا على حملته السياسية.## أصداء فوز ترامب في أوروبا الشرقية
تترقب دول شرق أوروبا بلا شك ما ستجلبه فترة حكم ترامب الثانية. وقد أبدى المسؤولون في بولندا ودول البلطيق اهتمامهم بزيادة انفاقهم الدفاعي في رسائل التهنئة التي بعثوها له.
تواصل مع ترامب
أوضحت كيرستي كاليوسايد، الرئيسة السابقة لاستونيا، أن دول المنطقة، بما في ذلك إستونيا وبولندا، توصلت إلى طرق للتواصل مع ترامب في السابق، مؤكدة أن هذه المهارة لا تزال موجودة. الآن، يتساءل الجميع عمّا إذا كان ترامب سيتوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهو أمر يحمل أهمية بالغة لاستقرار المنطقة في السنوات المقبلة.
المخاوف من التنازلات
تتمثل المخاوف الأكبر في أن يتضمن أي اتفاق تنازلات كبيرة لروسيا تشمل أراض أوكرانية، مما يعكس انتهاك الرئيس فلاديمير بوتين للقانون الدولي ويسمح لموسكو بإعادة بناء قوتها العسكرية. وقد أكد دونالد توسك، زعيم المعارضة البولندية، على ضرورة عدم اتخاذ أي قرارات دون استشارة أوكرانيا والدول المجاورة.
الموقف البولندي
بارك توسك ترامب الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنه يعتمد نبرة تصالحية بعد انتقادات سابقة لموقفه تجاه بوتين. من جهته، عبر أندريه دودا، الرئيس البولندي، عن ثقته بأن ترامب لن يتخلى عن أوكرانيا، حيث استثمر دافعو الضرائب الأمريكيون مبالغ هائلة في دفاعها.
دعم الشعب البولندي
أثار فوز ترامب حماس البولنديين، حيث شهدت مسيرة في يوم الاستقلال مشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص، منهم من أبدى تأييده لموقف ترامب الودي تجاه روسيا في hopes لنهاية الحرب في أوكرانيا.
الزعماء المجاورون
يعتقد زعماء هنغاريا وسلوفاكيا، الذين يُنظر إليهم على أنهم داعمون لترامب وبوتين، أن أوكرانيا قد خسرت المعركة بالفعل، ويجب عدم استمرار تقديم المساعدات العسكرية الغربية لها. ورحب رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، بفوز ترامب بوصفه “هزيمة للأفكار الليبرالية”.
الرسالة الرئيسية
وفي تعليق تحليلي، قال بارانوفسكي إن إحدى الرسائل الأساسية في هذه الانتخابات هي ضرورة أن تنضج أوروبا جيوسياسياً بسرعة، مشيراً إلى أن أوروبا يمكنها أن تكون لها تأثير قوي إذا اتحدت وتقدمت.
ساهم في إعداد هذا التقرير جستين سبايك من بودابست، المجر، وياري تانر من هلسنكي، فنلندا، وكاريل يانيك من براغ.