من أين جاء النيزك الذي أدى إلى انقراض الديناصورات؟
وفقا للسجلات التاريخية، فإن النيزك، الذي يتراوح قطره بين 10 إلى 15 كيلومتراً، اصطدم بالأرض قبل حوالي 66 مليون سنة قرب شبه جزيرة يوكاتان في خليج المكسيك. وقد حسمت دراسة حديثة الجدل حول خصائص هذا النيزك، مشيرة إلى أنه قطع مسافة طويلة قبل أن يصطدم بالأرض، قادماً من الفضاء الخارجي، حيث يعتقد أنه جاء من المناطق البعيدة إلى ما وراء حزام الكويكبات بين كوكبي المشتري والمريخ.
حادثة فوهة “تشيكشولوب”
في عام 1980، أثار الجيولوجي والتر ألفاريز ووالده لويس ألفاريز، الحائز على جائزة نوبل، اهتمام المجتمع العلمي عندما اقترحا نظرية تتعلق بنيازك ضخمة أصابت الأرض، بعد اكتشافهم لفوهة كبيرة تحت مياه خليج المكسيك، وكانت الفوهة واضحة المعالم بطريقة تشبه الحادثة الحديثة.
لاحظ العالمان وجود عنصر الإيريديوم في تلك المنطقة، وهو عنصر نادر على سطح الأرض وعادة ما يوجد مع النيازك والشهب. عقب تحليل بعض العينات من الفوهة، قاما بتحديد وقوع الحادثة خلال الانتقال من عصر الطباشيري إلى عصر الباليوجيني قبل حوالي 66 مليون عام.
تشير دراسات لاحقة من كلية لندن الإمبراطورية للعلوم والتكنولوجيا إلى أن النيزك كان يسير بسرعة تفوق سرعة الصوت بـ 60 مرة، فهو اخترق الغلاف الجوي خلال ثوانٍ معدودة، ليصطدم بالأرض بقوة تعادل بين 21 و921 مليار قنبلة نووية مثل تلك التي ألقيت على هيروشيما، كما جاء في دراسة صدرت في عام 2014.
من أعماق الفضاء متربصا بالأرض
أعادت الدراسة الأخيرة النظر في تأثير النيزك الذي يعتقد أنه جاء من أقاصي النظام الشمسي ليصطدم بالأرض، مما أدى إلى انقراض الديناصورات. وقد ركز الباحثون على مجموعة من العناصر الكيميائية الموجودة في النيزك، بما في ذلك الإيريديوم والروثينيوم والأوزميوم والروديوم والبلاتين والبلاديوم، وهي معادن نادرة على الأرض.
قام العلماء بإيلاء اهتمام خاص لعناصر الروثينيوم، حيث قارنوا نظائره الكيميائية مع تلك الموجودة في الكويكبات، ووجدوا أن نسب نظائر الروثينيوم في النيزك تتوافق مع تلك الموجودة في الكويكبات الكربونية من النوع “سي”، مما يشير إلى أنها جاءت من النظام الشمسي الخارجي، تحديدًا من المنطقة التي تقع بعد كوكب المشتري.
تُعتبر الكويكبات الكربونية من النوع “سي” الأكثر شيوعاً في المجموعة الشمسية، ويُعتقد أنها تشكلت في الوقت الذي ظهرت فيه المجموعة الشمسية نفسها، ولكن على مسافات بعيدة عن الشمس. يليها الكويكبات الحجرية من النوع “إس”، ثم الكويكبات المعدنية النادرة من النوع “إم”.
رابط المصدر