أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في اجتماع عُقد يوم الاثنين أنه ملتزم بالوصول إلى اتفاق يتعلق بأسرى غزة ووقف إطلاق النار. ومع ذلك، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأنه أبدى رفضه لمنح فريقه المعني بالمفاوضات المجال الكافي لإبرام صفقة.

وكشفت تقرير “العربية الآن” أن فريق التفاوض الخاص بنتنياهو أطلعهم على أن توفير مساحة أكبر لهم قد يساعد في التوصل إلى اتفاق، إلا أن رئيس الوزراء رفض ذلك، مُنتقدًا إياهم على “الاستسلام”، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين كبار تحدثوا مع الموقع الأمريكي.

حماس لن توافق

أبلغ المفاوضون الإسرائيليون، بما في ذلك رئيس الموساد ديفيد برنيع ورئيس الشاباك (شين بيت) رونين بار، أن التوصل إلى اتفاق بناءً على المواقف الحالية لنتنياهو غير ممكن. لكن نتنياهو يعتقد أن حركة حماس ستنصاع في النهاية إذا صمدت إسرائيل.

ووفقًا لتقرير باراك رافيد في “العربية الآن”، فإن حركة حماس قد رفضت المقترح الأمريكي الأخير، مُلقية اللوم على مواقف نتنياهو المتشددة، بعد ادعاء البيت الأبيض بأنه تم إحراز تقدم ملموس خلال محادثات الدوحة. كما أعلن بلينكن أن نتنياهو قد قبل الاقتراح الأمريكي، مشيرًا إلى أنه يتوجب على حماس الآن أن تحذو حذوه.

حيرة المفاوضين الإسرائيليين

تشير الحقائق -وفقًا للمصادر- إلى أن هذا الإعلان قد حير العديد من المسؤولين الإسرائيليين الذين يعتقدون أن التشدد الحالي لمواقف نتنياهو يصعّب الوصول إلى اتفاق. كما أن تأييده للاقتراح الأمريكي، الذي يتضمن بعض مطالبه, كان مدفوعًا بأدراكه أن حماس سترفضه.

وأضافت “العربية الآن” أن الفجوات التي تم تضييقها في الدوحة كانت بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية، وليس بين إسرائيل وحماس، حيث لم يشعر الوسطاء المصريون والقطريون بأي تقدم حقيقي رغم التصريحات التفاؤلية لواشنطن.

تتمثل المعوقات الرئيسية في تفاوضات في المطالب الجديدة التي قدمها نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، مثل السيطرة العسكرية الإسرائيلية على ممر فيلادلفيا بين مصر وغزة وإنشاء آلية لمنع تهريب الأسلحة من جنوب غزة إلى الشمال، وقد قوبل كلا المطلبين بالرفض من حركة حماس.

ممر فيلادلفيا

في الواقع، عُقدت اجتماعات بين المسؤولين الإسرائيليين والمصريين والأمريكيين في القاهرة يومي الأحد والاثنين لمناقشة موضوع ممر فيلادلفيا. وأفاد المسؤولون الإسرائيليون بأن وفدهم قدم، بناءً على توجيهات نتنياهو، خارطة توضح تقليص القوات الإسرائيلية في هذا الممر، وهو ما رفضته مصر.

وأشار أحد المسؤولين لـ”العربية الآن” إلى أن “المحادثات في القاهرة كانت بلا جدوى.. نحن بالتأكيد عالقون”.

أما الخطوة المقبلة، وفقًا للمصدر، فتتمثل في نية نتنياهو إرسال رؤساء فريق التفاوض إلى قمة متابعة في القاهرة لاحقًا، ولكن “الأهم ليس في إرسال المفاوضين، بل في تحديد ما إذا كان التفويض الممنوح لهم كافيًا للتوصل إلى اتفاق” كما أكده مسؤول إسرائيلي.