ألحان أربعة: تنوع وإبداع موسيقي

Photo of author

By العربية الآن

[ad_1]
أربعة ألحان

تأملات في الرمزية والموت

في حديقة «المنارة» القريبة من قلعة أربيل، لمحت سرباً من الطيور يمر فوقي، مانحاً إياي ظله الواسع وسط حفيف أجنحته. كان هذا المشهد مفاجئًا لي، وتذكرت عندها الآية من سورة لقمان: «وإذا غشِيَهم موجٌ كالظُّلَلِ دعوا الله مخلصين». فكما يتشابه موج البحر بالغيوم، يعبر عن عجز الإنسان أمام قوة الموت التي لا مفر منها.

البحث عن المعنى في التحف

للهروب من ذلك الشعور، شرعت في التجول بالشوارع القريبة من القلعة وزيارة سوق التحف. لكن لا شيء كان ليثير اهتمامي سوى خنجر قديم بتفاصيل مدهشة. يكتسي مقبضه بالجواهر، بينما النقش على نصله يُظهر طائراً طائراً بأجنحته مفتوحة، يعكس فكرة هجوم الموت الذي يكتنف الموجودات كما تغشي الظلال. يُذكرنا هذا التصميم بالآية الكريمة: «وكلَّ إنسانٍ ألزمناهُ طائرَه في عنقه».

سيوف قديمة وحكايات عتيقة

التراث يحوي فصولًا تروي فن الخط على السيوف والأسلحة. عن سيف اقتنيته من تاجر تحف في بغداد، كان طوله يعادل ذراعًا. علمت من صديقي التاجر كيفية فحص الأصالة واكتشفت أن القشور على حد السيف تُخبر قصصاً عن الأرواح التي سُفكت بواسطته. النقش المكتوب عليه «عبدٌ بلا سلاح | كالطّير بلا جناح» يدلل على ضرورة السلاح في حياة المحارب.

الاحتفال والتحول إلى رجل

في يوم مشمس، اجتمع أكثر من ألف شخص للاحتفال حيث بدأ الفتى عامر عرض مهاراته في المبارزات. على الرغم من كونه ليس ابن رئيس القبيلة، إلا أن الاحتفال كان قويًا ومؤثرًا، إذ أسعد الحضور برقصاته. لكن الفتى سرعان ما أوقف الفوضى أمامه ليدعو لإجراء طقوسه الخاصة.

في لحظة من اللحظات، تحت الأنظار المتطلعة، قسم المطهّر جزءاً من جسده، لكن عامر لم يُظهر أي نوع من الألم. بل بالعكس، كانت الابتسامة تعلو وجهه، لأن تلك اللحظة كانت حلمه منذ فترة طويلة، إذ أضحى الآن عنصرًا في قبيلته.

تحول الحفل إلى احتفالية حرب

عند قيام شيخ القبيلة بإطلاق النار، انتقلت أجواء الفرح إلى تحمس جديد حيث بدأ الرجال في تنظيم صفوفهم واستخراج سيوفهم. تبادل الأصداء المدوية للسيوف المضيئة كان يتناغم مع أنغام الطبول، وفي ذروة الاحتفالات، حمل الفتى ألوان بلاده بفخر.

ختام الاحتفالية

مع غروب الشمس، قامت النساء بتوفير العشاء للضيوف، وفي تلك اللحظة بدأ عازف الربابة العزف بألحان خاصة، كل لحن سَرد حكاية تتراوح بين الحب والسعادة والموت.

رابط المصدر

[ad_2]

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.