ألمانيا تنقل سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان
بانكوك (AP) – قامت ألمانيا بإرسال سفينتين حربيتين عبر مضيق تايوان يوم الجمعة، وذلك في أول عبور لها لهذه المياه المتنازع عليها منذ أكثر من عشرين عامًا، في إطار سعي برلين لزيادة تفاعلها الدفاعي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
الموقف الصيني من عبور السفن
تعد الصين الجزيرة الديمقراطية المستقلة تايوان جزءًا من أراضيها، واعتبرت مثل هذه العمليات عبثًا استفزازيًا.
تحديًا لمزاعم الصين، قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك أستراليا وكندا وبريطانيا وفرنسا، بتنفيذ عمليات منتظمة “لحرية الملاحة” في تلك المنطقة، حيث تبحر السفن عبر المضيق لتأكيد أنه مياه دولية.
تحفظ ألمانيا السابق وتغيير النهج
خلال عملية نشرها البحرية الأخيرة في المنطقة عام 2021-22، سعت ألمانيا لتجنب مواجهة الصين، وحاولت تحقيق توازن دبلوماسي من خلال محاولة زيارة أحد الموانئ الصينية، إلا أن بكين رفضت ذلك، ولم تقم بالسفر عبر مضيق تايوان.
لقد قوبل هذا النهج بانتقادات واسعة، وفي هذه المرة، قرر القادة المرور عبر المضيق في طريقهم من كوريا الجنوبية إلى الفلبين، وهو قرار تم إبلاغه على نطاق واسع.
رسالة واضحة من برلين
قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس للصحفيين في برلين: “الرسالة بسيطة جداً، وقد كنا نؤكدها دائمًا. المياه الدولية هي مياه دولية.”
تأكيد الدفاع التايواني
أكدت وزارة الدفاع التايوانية في منشور على منصة “X” أن الفرقاطة “بادن-فورتمبرغ” وسفينة الدعم “فرانكفورت أم ماين” قد عبرتا المضيق من الشمال إلى الجنوب، مضيفةً أن “الوضع ظل طبيعيًا” طوال فترة الإبحار.
ردود الفعل الصينية
بينما تتفاعل الصين غالبًا بصورة حادة مع عبور السفن الحربية الأمريكية عبر المضيق، كانت استجابتها هذه المرة أكثر هدوءًا. حيث صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ للصحفيين بأن “قضية تايوان ليست قضية حرية ملاحة، بل قضية تتعلق بس السيادة وسلامة الأراضي الصينية.” وأضافت أن الصين تحترم حقوق الملاحة لجميع الدول، لكنها “تعارض بشدة الاستفزازات التي تهدد سيادة وأمن الصين تحت اسم حرية الملاحة.”
استراتيجية الاتحاد الأوروبي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ
بدأ الاتحاد الأوروبي قبل ثلاث سنوات استراتيجية جديدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية والدفاعية. وقد كان جزء من هذه الاستراتيجية يركز على تحسين الأمن البحري وضمان المرور الآمن عبر الممرات البحرية.
تأتي هذه الأحداث في وقت تزداد فيه الصين تشددًا في دفع مزاعمها البحرية في المنطقة، بما في ذلك معظم بحر الصين الجنوبي وتايوان.
تؤكد الصين أن تايوان جزء من أراضيها، ولم يستبعد الرئيس شي جين بينغ استعادتها بالقوة.
وترسل الصين طائرات حربية وسفن حربية بالقرب من تايوان بشكل شبه يومي كوسيلة لإرهاب مواطنيها وتعطيل دفاعات الجزيرة.
ردًا على ذلك، قامت تايوان بتمديد فترة الخدمة العسكرية الوطنية إلى عام واحد، وبدأت في بناء غواصاتها واستيراد معدات متطورة من الولايات المتحدة.
يغلب على أغلبية السكان التايوانيين تأييدهم للوضع الحالي لجزيرتهم، التي انفصلت عن الصين القارية وسط حرب أهلية في عام 1949.