مهاجم ماغدبورغ: عملية دهس مروعة تثير الجدل في ألمانيا
قام المستشار الألماني أولاف شولتس بزيارة لموقع حادثة دهس في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ شرق ألمانيا، والتي وقعت ليلة الجمعة وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة أكثر من 200 شخص. دعا شولتس خلال الزيارة إلى ضرورة الوحدة الوطنية لمواجهة هذه “الكارثة الرهيبة”.
تفاصيل الهجوم والاعتقال
أُلقي القبض على الجاني، الذي يُعرف حسب التقارير باسم طالب عبد المحسن، وهو طبيب سعودي يعيش في ألمانيا منذ نحو عشرين عاماً، في موقع الحادث حيث كان بجوار السيارة التي دهست المارة. أكد شولتس وجود إجراءات صارمة لمواجهة هذا الهجوم، وسط نقاشات حادة في البلاد بشأن قضايا الهجرة والأمن، وخاصة مع اقتراب الانتخابات في فبراير (شباط) القادم. وشدد على أهمية الشعور بالتضامن من قبل الدول الأخرى في الوقت الذي تسعى فيه ألمانيا لمواجهة هذه المأساة.
السعودية تدين الحادث
أدانت الحكومة السعودية الحادث، معبرةً عن تضامنها مع الشعب الألماني وعائلات الضحايا، وأكدت في بيان لوزارة الخارجية على ضرورة نبذ العنف، مقدمة تعازيها لأسر الضحايا وتمنياتها للشفاء العاجل للمصابين.
دوافع المهاجم تحت التحقيق
أكدت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أن المهاجم يحمل أفكاراً متطرفة ومعادية للإسلام. وقد أشارت التحقيقات الأولية إلى أن طالب كان تحت تأثير المخدرات أثناء تنفيذ الجريمة. يعمل عبد المحسن، البالغ من العمر 50 عاماً، كطبيب نفسي في عيادة بمستشفى في بيرنبورغ، ويمتلك إقامة دائمة في ألمانيا منذ عام 2006. يُظهر حسابه على منصة “إكس” الكثير من التحريض والتهديد ضد الألمان، وهو ما تم تجاهله من قِبَل السلطات.
تحذيرات سابقة من السعودية
أفاد مصدر سعودي لوكالة “رويترز” أن السلطات السعودية حذرت ألمانيا من المشتبه به بعد أن عبر عن آراء متطرفة، حيث أُرسلت عدة تحذيرات خلال عامي 2023 و2024، ولم يتم اتخاذ إجراءات كافية تجاه تلك التحذيرات.
نمط حياة الجاني
عبد المحسن نشأ في بيئة محافظة في قرية القارة بمحافظة الأحساء، وقد شهد موت والده في سن مبكرة. تعرض لتمرد على تقاليد أسرته بعد أن فقد التواصل معها. وفقاً للتقارير، تزوج لفترة قصيرة ثم وقع الطلاق، مما أثر على استقراره النفسي. سعى للحصول على الدكتوراه في ألمانيا حيث أعلن إلحاده، الأمر الذي دفع عائلته للتبرؤ منه.
توجهاته المتطرفة في ألمانيا
انخرط عبد المحسن في تقديم الدعم لفتيات من السعودية للخروج من بلادهن تحت علم الاضطهاد بينما كان أيضًا يعبر عن أفكاره المتطرفة ضد الإسلام. ومع تزايد مشاكله مع الشرطة، استمر في نشر تهديداته بدون اهتمام من قبل السلطات.
هذه الحادثة تُظهر الحاجة الملحّة للتحقيقات في دوافع المهاجم والإجراءات اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الجرائم في المستقبل.