أعلنت الولايات المتحدة أنها ستنشر نظامًا مضادًا للصواريخ على ارتفاعات عالية وطاقمًا عسكريًا في إسرائيل بهدف تعزيز الدفاعات الجوية للبلاد، بعد تعرضها لهجوم صاروخي من إيران في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال بيان من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الرئيس جو بايدن أمر بنشر بطارية “ثاد” (Terminal High-Altitude Area Defense) وطاقمها “لدفاع إسرائيل”.

أطلقت إيران حوالي 200 صاروخ باليستي تجاه إسرائيل في الأول من أكتوبر، وأعلنت القوات العسكرية الإسرائيلية أن معظمها تم اعتراضه، بينما أصاب عدد منها وسط وجنوب إسرائيل.

لم تعلن إسرائيل بعد عن كيفية ردها على الهجوم، لكن وزير الدفاع يوآف غالانت قال إنه سيكون “قاسيًا وبدقة وخصوصًا مفاجئًا”.

من جهتهم، أكدت إيران أنها لن تترك أي هجوم إسرائيلي بلا رد.

وأضاف البنتاغون أن نشر “ثاد” “يؤكد التزام الولايات المتحدة الثابت بالدفاع عن إسرائيل والدفاع عن الأمريكيين في إسرائيل ضد أي هجمات صاروخية باليستية إضافية من إيران”.

كان قد تم إرسال بطارية “ثاد” إلى الشرق الأوسط بعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي، كما تم إرسال بطارية ثالثة إلى إسرائيل في عام 2019 لأغراض التدريب وتمرین الدفاع الجوي.

لكن نشر طاقم أمريكي في إسرائيل يعتبر أمرًا نادرًا.

زعمت إيران أن هجومها الصاروخي في 1 أكتوبر كان ردًا على اغتيالات إسرائيل لقادة حزب الله، حسن نصر الله، وأحد الضباط الكبار في الحرس الثوري الإيراني في بيروت، ولزعيم حماس، إسماعيل هنية، في طهران.

وتصاعدت الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله المدعوم من إيران بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، حيث نفذت ضربات جوية قاتلة في جنوب وشرق لبنان وفي أجزاء من بيروت.

قبل ذلك، كانت إسرائيل وحزب الله يتبادلان إطلاق النار عبر الحدود تقريبًا بشكل يومي منذ أكتوبر الماضي، عندما بدأت حزب الله بإطلاق النار نحو إسرائيل في إظهار دعم للشعب الفلسطيني في غزة، وأكدت أنها ستتوقف عن القصف إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

ومع ذلك، فشلت الجهود الدولية حتى الآن في التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس في غزة.

تؤكد إعلان الولايات المتحدة على قلقها المتزايد بشأن تهديدات الصواريخ الباليستية الموجهة نحو إسرائيل.

يوفر نظام “ثاد” طبقة إضافية من الحماية ضد التهديدات الجوية، سواء داخل الغلاف الجوي أو خارجه، بتكلفة تقدر بحوالي مليار دولار لكل بطارية.

تصف شركة لوكهيد مارتن المصنعة هذا النظام بأنه فعال للغاية ضد الأهداف ذات المدى القصير والمتوسط والطويل.

صواريخ “ثاد”، التي يُقال إن مداها يصل إلى 200 كم (124 ميل)، هي من نوع “إصابة لتدمير” بدلاً من استخدام تفجير قريب لتدمير الأهداف.

تتضمن الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية نظام القبة الحديدية للصواريخ قصيرة المدى، ومقلاع داود للأسلحة ذات المدى الأطول وصواريخ كروز، بالإضافة إلى أنظمة السهم 2 والسهم 3 ضد الصواريخ الباليستية المُطلَقة من مسافة تزيد عن 1000 كم (621 ميل).

يعد مواجهة تهديدات الصواريخ الباليستية أمرًا صعبًا بشكل خاص بسبب سرعة تلك الصواريخ ومعدل التغير السريع في زاوية الطيران، خاصةً خلال مرحلتها النهائية.

وفقًا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، يمتلك حزب الله في لبنان حوالي 150,000 صاروخ – معظمها مُورّدة من إيران.