الولايات المتحدة: “لن نقبل بوجود حماس في قطر”
موقف واشنطن من حماس
أكدت مصادر رفيعة المستوى في الولايات المتحدة أن واشنطن لن تقبل بوجود ممثلين لحركة حماس في قطر، موجهة اتهامات للحركة الفلسطينية بعدم قبول المقترحات الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة وتوصل إلى صفقة تبادل الرهائن.
قرار قطري بخصوص حماس
في إحاطات سرية لوكالة رويترز، ذكر المسؤولون أن الحكومة القطرية وافقت على إبلاغ حماس بإغلاق مكتبها السياسي قبل 10 أيام. وقد أنشأت حماس قاعدة سياسية في الدوحة منذ عام 2012 بناءً على طلب إدارة أوباما، مما سمح بإجراء اتصالات مع الحركة.
لكن مسؤولين من حماس نفوا هذه التقارير لـ”بي بي سي”، بينما لم يصدر بعد تعليق من الحكومة القطرية.
دور قطر في السياسة الإقليمية
تشكل قطر، رغم حجمها الصغير، حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المنطقة. فهي تستضيف قاعدة جوية أمريكية كبيرة وشاركت في العديد من المفاوضات السياسية الحساسة، بما في ذلك مع إيران وطالبان وروسيا. بالإضافة إلى ذلك، تساهم قطر، جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة ومصر، في محاولات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ عام بين إسرائيل وحماس في غزة.
محادثات فاشلة
فشلت الجولة الأخيرة من المحادثات التي جرت في منتصف أكتوبر في تحقيق اتفاق، حيث رفضت حماس اقتراحًا لوقف إطلاق النار لفترة قصيرة. وتطالب حماس دائمًا بإنهاء كامل للحرب وسحب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
وفي غضون ذلك، اتُهمت إسرائيل أيضًا برفض صفقات، حيث اتهم وزير الدفاع السابق يوآف جالانت، الذي أُقيل مؤخرًا، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفض اتفاق سلام بناءً على نصائح قادة الأمن لديه.
التهديدات على حماس
توقع الدكتور ه. أ. هيلير، زميل بارز في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن هذه التقارير موثوقة. وأشار إلى أن “الكتابة على الجدار كانت موجودة منذ شهور” مما يعني أن حماس قد تكون مجبرة على الانتقال من قطر.
تبدو دعوة الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها لطرد حماس من قطر محاولة للإجبار على التوصل إلى نوع من اتفاق السلام قبل انتهاء ولاية بايدن في يناير.
خيارات جديدة ومخاوف أمنية
في حال تم إجبار حماس على مغادرة الدوحة، سيكون من غير الواضح أين يمكن أن تنشئ مكتبها السياسي الجديد. من المحتمل أن تكون إيران خيارًا محتملًا، ولكن الحادث الذي أسفر عن اغتيال الزعيم السابق إسماعيل هنية في طهران في يوليو يشير إلى أنهم قد يكونون معرضين للخطر إذا تمركزوا هناك، كما أن ذلك لن يمنحهم نفس القنوات الدبلوماسية مع الغرب.
خيار آخر أكثر احتمالاً قد يكون تركيا. باعتبارها عضوًا في الناتو ولكن أيضًا دولة ذات أغلبية سنية، قد توفر لهم قاعدة للعمل بأمان نسبي. في أبريل الماضي، استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هنية ووفده في إسطنبول، حيث ناقشوا “ما يجب القيام به لضمان تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، وعملية سلام عادلة ودائمة في المنطقة”.
من المتوقع أن يكون هذا التحول مرحبًا به من قبل أنقرة، التي تسعى غالبًا لتأكيد نفسها كوسيط بين الشرق والغرب.
اهتمام حماس بالسلامة الشخصية
يعتبر أمان قيادة حماس الآن مصدر قلق رئيسي للحركة، التي فقدت زعيمين خلال أقل من أربعة أشهر. بالإضافة إلى وفاة هنية في يوليو، قتلت إسرائيل في أكتوبر يحيى السنوار في غزة، الذي كان العقل المدبر وراء الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.
تشير تقارير إلى أن حماس اعتمدت نموذج قيادة جماعية مؤقتة لتقليل تأثير الاغتيالات الإسرائيلية المستقبلية. يعتقد الدكتور هيلير أنه لن يكون هناك مكان يمكن أن يوفر لهم حماية من محاولات الاغتيال الإسرائيلية.### تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإسرائيل وسط القلق من الوضع الإنساني في غزة
تزايدت حدة التوتر بين المسؤولين الأمريكيين والحكومة الإسرائيلية في ظل تصاعد القلق بشأن الوضع الإنساني المتدهور في غزة. حيث أعرب وزراء الخارجية والدفاع الأمريكيون عن عدم رضاهم عن الخطوات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية لإنهاء النزاع، مشيرين إلى ضرورة السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. وقد أُعطي لإسرائيل مهلة قدرها 30 يوماً للامتثال، وإلا ستواجه “عواقب سياسية غير محددة”.
تحذيرات من الكارثة الإنسانية في غزة
وفي الوقت ذاته، حذر عدد من مسؤولي الأمم المتحدة من أن الوضع في شمال غزة أصبح “كارثياً”. وأكدت لجنة الاستعراض المستقل للجوع أن هناك “احتمالية قوية لحدوث مجاعة في المناطق المتضررة”.
تدهور العلاقة بين بايدن ونتنياهو
علاقة الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شهدت تدهوراً خلال فترة النزاع، حيث تتزايد الضغوط من واشنطن لتحسين الوضع الإنساني للفلسطينيين والسعي للتوصل إلى حل تفاوضي.
إشكالية المحادثات الأمريكية وموقف نتنياهو
من جهة أخرى، يعتقد الدكتور هاليير أن محاولات الولايات المتحدة للتفاوض تعاني من عيوب قاتلة، مشيراً إلى أن إدارة بايدن قد شجعت المزيد من الإفلات من العقاب من خلال عدم فرض عواقب على تجاوزات نتنياهو. بينما لم تُعطَ الاقتراحات من قبل بايدن مصداقية، حيث تم رفضها عدة مرات من قبل الائتلاف اليميني.
توقعات بشأن تأثير ترامب المحتمل
مع اقتراب احتمال عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة، يعتقد البعض أنه سيكون من المرجح أن يسمح لإسرائيل بالتصرف وفقاً لشروطها الخاصة. وقد أشار ترامب في السابق إلى أنه يجب على إسرائيل “إنهاء ما بدأته” في غزة خلال فترة ولايته الأخيرة، حيث اتخذ خطوات عديدة لصالح إسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ضغوط على حماس من أجل تحقيق تسوية
يبدو أنه من المرجح أن تتقلص تأثيرات الإدارة الحالية على الحكومة في تل أبيب. لذلك، قد تلجأ الحكومة الأمريكية إلى الضغط على حماس كسبيل لتحقيق بعض الترتيبات، مما يعتمد على الموقف القطري المعروف كحليف موثوق.