التعاون التركي العراقي في مكافحة الإرهاب
أعلنت تركيا والعراق عن إرادة مشتركة قوية في مجال مكافحة الإرهاب، حيث يعتبر البلدان أن تعاونهما في مشروع “طريق التنمية” سيساهم بشكل كبير في تعزيز اقتصادات المنطقة والدول المعنية.
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كيتشالي، أكد على تنامي الإرادة المشتركة بين البلدين في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى التعاون القائم لكشف تفاصيل حادث سقوط طائرة مسيّرة تركية في كركوك.
وأوضح كيتشالي، في تغريدة له على “إكس”، أنه تم البدء بالتنسيق مع السلطات العراقية لتوضيح ملابسات الحادث، مشيراً إلى أن بيان قيادة العمليات المشتركة العراقية حول هذا الأمر جاء في إطار هذا التعاون.
عزم تركيا على محاربة الإرهاب
شدد كيتشالي على التزام تركيا بمكافحة الإرهاب، حيث تستمر في مواجهة “تنظيم حزب العمال الكردستاني” الذي يتواجد في العراق، بما يتماشى مع الحق في الدفاع المشروع المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
كما ذكر أن العراق اعتبر “العمال الكردستاني” منظمة محظورة، مشيراً إلى توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والعسكري بين البلدين في 15 أغسطس الحالي، وهي خطوة تعزز التعاون في جهود مكافحة الإرهاب.
وأكد كيتشالي على أهمية تحقيق نتائج ملموسة من هذا التعاون، وزيادة التنسيق بين الجهات المعنية في كلا البلدين.
عمليات مكافحة عناصر العمال الكردستاني
في سياق متصل، أظهرت المعلومات من المخابرات التركية عن مقتل اثنتين من عناصر “العمال الكردستاني” في عملية نفذت في هاكورك شمال العراق.
كشف مصادر أمنية أن العملية قد أسفرت عن مقتل بهار أكيول المعروفة بلقب “فارشين غابار” ونوربهار كارا داغلي بلقب “تيجدا جيان”، إذ كانتا مسؤولتين عن تصنيع العبوات المتفجرة لاستهدافات التنظيم.
وبينت المصادر أن أكيول انضمت إلى “العمال الكردستاني” في عام 2015 بعد تدريب على الأسلحة في معسكرات التنظيم بالعراق، بينما انضمت كارا داغلي إلى التنظيم في 2014 ودرّبت في هاكورك منتصف 2023 للإعداد لتنفيذ الهجمات الإرهابية.
تدشين مشروع “طريق التنمية”
على صعيد آخر، شددت تركيا والعراق على أن تعاونهما في مشروع “طريق التنمية” سيكون أكثر قوة وفعالية. فقد عُقد الاجتماع الوزاري الرباعي الأول بشأن هذا المشروع في قصر دولمة بهشة بإسطنبول، بمشاركة وزيري النقل والبنية التحتية من تركيا والعراق، بينما شارك وزيران من الإمارات وقطر عبر الفيديو كونفرنس.
صرح أورال أوغلو، وزير النقل والبنية التحتية التركي، بأنه سيساهم المشروع بصورة مباشرة في تعزيز التجارة العالمية وتنمية الدول المشاركة فيه، مشيراً إلى أن الاقتصاد الحديث يعتمد بشكل كبير على الإنتاج متعدد الجنسيات وحركة التجارة الدولية.
كما ذكر أن الاجتماع تناول مستقبل النقل والخدمات اللوجستية والمستقبل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلدان الأربعة، مؤكدًا على أهمية توفير مرافق نقل آمنة وسريعة لتعزيز التعاون الاقتصادي الضروري.
يعتبر مشروع “طريق التنمية” طريقاً برياً وسكة حديد تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها، بطول 1200 كيلومتر، بهدف تسهيل نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج، مما يساهم في إقامة مشاريع وإنشاء مرافق للخدمات اللوجستية في ميناء “الفاو” العراقي.
يتوقع أن يقلل المشروع زمن نقل البضائع بين ميناء شنغهاي في الصين وميناء روتردام في هولندا من 33 يوماً إلى 15 يوماً، حيث يتضمن أيضاً إنشاء بنية تحتية للنقل والطاقة والاتصالات.
