“أهمية الإعلام الاجتماعي في عصر الجنون والواقع المتغير”

Photo of author

By العربية الآن



دور الإعلام الاجتماعي في زمن متغير وواقع جديد

blogs السوشيال ميديا هاتف
عصر الثورة التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي قد أحدث تغييرات جذرية في كيفية تعاملنا مع العالم والآخرين (مواقع التواصل الاجتماعي)

واقعنا الجديد في ظل الأزمات الاجتماعية والثورة التقنية يبرز الحاجة الملحة لإعادة تقييم مفاهيمنا واحتياجاتنا النفسية. فما دور الإعلام الاجتماعي في هذه المرحلة؟

في عالم يتغير بسرعة مذهلة، حيث تتداخل التقنيات الحديثة مع حياتنا اليومية، تتزايد التأثيرات الاجتماعية بشكل غير مسبوق. أصبح البحث عن الاستقرار والتوازن أمرًا حيويًا وضروريًا ونحن ننتقل من عالم تقليدي إلى آخر بلا حدود.

ما الذي تغير؟

قد تتساءل: بما أن احتياجات الإنسان تبقى ثابتة عاطفية وجسدية، فما الذي قد تغير؟

نحن لم نعد نعيش في حارات ضيقة، ولم تعد أصواتنا تُزعج الآخرين ولا ليالينا مظلمة كما كانت. نحن في منتصف الثورة التقنية، بين الماضي ومضامينه، والحاضر الذي يختلف عنه كثيرًا. كل شيء مختلف الآن، بدءًا من أدوات تنظيف المنزل، وصولًا لأسلوب حياتنا، واختيار شركاء الحياة.

قد يستحضر ذهنك عصور الرسائل纸ية، ورائحة الكتب والحبر، لكن كل ذلك يختفى سريعًا في زمن السرعة.

بينما تغيرت أدوات الحياة، بقيت الظواهر الاجتماعية كما هي؛ فانتقل التحرش من الحارات إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وتزايدت السرعة والسهولة.

تطور الاحتياجات النفسية والفكرية

مع تقدمنا نحو المدنية، تتعقد احتياجاتنا النفسية والفكرية. تبرز الحاجة إلى فهم أعمق لأنفسنا واستكشاف القضايا الاجتماعية بعمق، مما يستدعي إعادة ترتيب أولوياتنا.

أظهرت دراسة نشرتها مجلة “Current Psychiatry Reports” أن التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تؤدي إلى مشكلات نفسية مثل القلق والاكتئاب، مما يستدعي إعادة تقييم كيفية التعامل مع هذه التغيرات.

غياب العلاقات الحقيقية والتواصل العميق قد يكون أحد الأسباب وراء ارتفاع الاكتئاب. ويعاني الجيل الحالي من ضغوط متعددة، تتطلب منه مواجهة تحديات جديدة في عالم يتسم بالجنون.

عاش المجتمع العربي سنوات عديدة في غيبوبة، ومع صحوات الثورة نحو الوعي، وجد نفسه بحاجة إلى ثورة فكرية اجتماعية!

واقع جديد

كلما تقدمنا في المدنية والتكنولوجيا، تصبح احتياجاتنا النفسية والفكرية أكثر تعقيدًا. معظم الناس يعيشون بحالة من الفوضى الثقافية والحقوقية، بين الإرادة ومحاولة تجسيد الهوية في زمن مضطرب.

ما هي حقوق الإنسان؟ هل هي مجرد حرية التعبير أم تشمل حق الحياة والسكن والتعليم؟ والانفتاح الاجتماعي يعيد تشكيل هذه المفاهيم في المجتمع.

الانتقال إلى عالم بلا حدود

مع تسارع الأحداث وتضارب المعلومات، يصبح تعزيز الفهم والتقبل الذاتي أمرًا ضروريًا لتحقيق التوازن. العصر الرقمي غيّر كيفية تفاعلنا، ولم يعد بالإمكان تجاوز دوره المؤثر.

الإعلام -خصوصًا الجديد- قد تجاوز دوره التقليدي ليصبح قوة تؤثر مباشرة في عقول وقلوب الناس، مجسدًا لتغير الثقافات والقيم.

دور الإعلام الاجتماعي في المجتمع

من الضروري تسليط الضوء على الإعلام الاجتماعي كأداة لتفكيك القضايا المجتمعية. يقدم الإعلام الاجتماعي نظرة على واقعنا، إذ يساهم في تشكيل وعينا بالعالم من خلال محتوى يطرح تساؤلات تتعلق بحياتنا الشخصية.

إذا كان الإعلام هو الوسيلة الأساسية للوصول إلى الأجيال الجديدة، ينبغي علينا تطويره ليتماشى مع بيئتنا الاجتماعية المتغيرة.

في الوطن العربي، يتفاعل الإعلام الاجتماعي أحيانًا بشكل سطحي مع الأحداث، وقد يساهم في نشر مفاهيم بعيدة عن الواقع. لذا يتوجب علينا استخدام هذه الأدوات بوعي وذكاء، لتحسين الأداء والسلوكيات الاجتماعية.

الإعلام الاجتماعي يشكل هوية الإنسان والمجتمع، ويحتاج إلى إعادة تصميم واستراتيجيات تواصل مبتكرة لمواجهة التحديات الاجتماعية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.