أهمية المفكرين وآرائهم في بناء سوريا الجديدة: الكتابة كوسيلة لإنهاء الطغيان

Photo of author

By العربية الآن


أصحاب الفكر والرأي ودورهم القادم في سوريا الجديدة.. الكتابة ونهاية الطغيان

أهمية المفكرين وآرائهم في بناء سوريا الجديدة الكتابة كوسيلة لإنهاء المفكرين وآرائهم في بناء سوريا الجديدة المفكرين وآرائهم في بناء سوريا الجديدة
سقوط نظام الاستبداد والإجرام الذي قمع شعب سوريا 50 عاماً انتصار تاريخي عظيم لهذا الشعب الحر (رويترز)

بعد 54 عاماً من الحكم القاسي، يترك بشار الأسد عهده بعد أن ترك وراءه دماراً عظيماً وفقداناً لآلاف الأرواح. في ظل تلك الظروف، يتحدث كتّاب سوريون عن تجاربهم وآرائهم بعد توالي الأحداث الأخيرة.

انهيار حقبة وبدء أخرى

يؤكد الروائي فواز حداد أن المثقفين لم يكن لهم دور بارز في الإطاحة بالنظام، لكنهم ساهموا بعدم الصمت. ودعا إلى ضرورة استمرار المثقفين في التعبير من خلال الكتابة والفن والتأليف لمواجهة القمع، مشيراً إلى أن الضمير لم يمت رغم الصعوبات.

وأوضح حداد أن الثقافة والفنون كانت وسائل لحماية الشعب السوري. رغم أن تأثير الكلمة قد يكون محدوداً، إلا أن المثقفين حافظوا على القضية السورية حية وجعلوا معاناة الشعب مرئية على الساحة العربية والدولية.

تحدث حداد عن دور المثقفين الذين عانوا من التهجير والنزوح، حيث لعبوا دوراً مهماً في تسجيل تجاربهم ومعاناتهم، وكشفوا عن انتهاكات النظام في المعتقلات، مما أثار الوعي حول حقيقة الوضع في سوريا.

فواز حداد
الروائي السوري فواز حداد: بوسع الثقافة فعل الكثير لمستقبل الوطن (مواقع التواصل)

كما أشار حداد إلى أهمية توثيق الكُتّاب للممارسات الوحشية للنظام، موضحاً ضرورة استمرار الكتابة كمصدر للمعرفة والوعي في كل الأوقات، خاصةً في ظل الأزمات.

في حديثه عن مستقبل سوريا، أكد حداد على أهمية الحفاظ على الأمل في بناء دولة مدنية ديمقراطية، قائمة على الدستور والقانون، مشدداً على دور المثقفين في الحفاظ على هذا المسار الحيوي.

سوريا وأهلها أحرار

يقول البروفيسور نجيب جورج عوض إن سقوط نظام الاستبداد يعد انتصاراً تاريخياً للشعب السوري، حيث واجه ذلك النظام الذي أثبت أنه من أبشع الأنظمة في التاريخ. لقد أظهر الشعب بنفسه قوة مدهشة في وجه الظلم.

ويؤكد عوض أن الواجب الآن هو السعي لبناء سوريا جديدة قائمة على قيم الحرية والعدالة، وأن المثقفين يتحملون عبءاً كبيراً في هذا المسار، مؤكدين أن صوتهم سيكون له تأثير بالغ في تشكيل المستقبل.



رابط المصدر

## أهمية الفكر والمثقفين في إعادة بناء سوريا

### التغيير المنشود

يعتبر البروفيسور نجيب عوض أن “التغيير في سوريا سيؤثر بشكل جذري على منطقة الشرق الأوسط، ويفتح أفقاً لمستقبل جديد وغير مسبوق”. وأشار إلى أن هذا التحول يتطلب جهوداً فكرية وسياسية مكثفة لتحليله وفهمه وصياغة استراتيجيات للتعامل معه.

### دور المثقف في إعادة بناء الدولة

وفي حديثه مع الجزيرة نت، أبدى عوض قناعته بأن دور المثقفين، خاصة من يحملون راية العلم والفكر، لا يجب أن يعكس صور المثقف التقليدي الذي طغى خلال العقود الخمسة الماضية. وأوضح أن “المثقف يجب أن يكون صوت الشارع وناقداً للسلطة، وليس مجرد ناقل لأفكار الهيمنة”.

### تحديات المثقف في المرحلة القادمة

شدد عوض على أن سوريا قد عانت من تأثيرات سلبية نتيجة دور المثقفين المرتبطين بالنظام السابق. وأكد على المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتقهم في عملية إعادة البناء المعقدة التي تتطلب أفكاراً وقيماً جديدة.

### الاحتفال بالنصر

وعن الاحتفال المرتقب في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، وصفه عوض بيوم الفرح والانتصار الذي يستحق التقدير والاحتفال، منوهاً بأهمية هذا اليوم في تاريخ سوريا.

## المثقفون في المنافي

### واقع الثقافة تحت حكم الأسد

يقول الروائي ثائر الناشف، المقيم في النمسا، إن الحياة الثقافية خلال فترة حكم الأسد كانت شبه معدومة. “فقد هرب المثقفون الحقيقيون، ومن البقيّة من استمروا تحت الحكم أصبحوا جزءاً من النظام الذي استخدم الثقافة كواجهة لإظهار قوة النظام”.

### إصلاح الفجوة الثقافية

أوضح الناشف ضرورة العمل الجاد لردم الفجوة الثقافية من خلال مشاريع ثقافية متنوعة وعقد مراجعات موضوعية. وأكد على أهمية التركيز على النظام التعليمي كأحد الأسس الثقافية لبناء مستقبل سوريا.

### إحياء الأنشطة الثقافية

وأشار الناشف إلى أهمية توجيه الأنشطة الثقافية نحو سوريا الجديدة بدلاً من الاقتصار على بلدان الشتات، مؤكداً ضرورة تواصل الأدباء والفنانين مع الجماهير في الوطن.

## بناء الإنسان ووحدة المجتمع

### دور المثقفين في إعادة البناء

يؤكد الدكتور عبد الله المجيدل أن المرحلة المقبلة تتطلب من النخبة الثقافية في سوريا إعادة تشكيل وعي المواطن كأساس للمواطنة. ويعتبر أن هذه المرحلة تشكل لحظة تاريخية لدعم الوحدة الوطنية بين مختلف مكونات المجتمع.

### أهمية التعليم

شدد المجيدل على ضرورة وجود فلسفة تربوية جديدة تعزز من مفهوم المواطنة وتساعد في تعزيز الانتماء. واعتبر أن التجربة الألمانية في الاستفادة من العمل التطوعي بعد الحرب تعد مثالاً على القدرة على إعادة بناء الأوطان.

### رسالة إلى النخب الفكرية

ذكّر المجيدل النخب الثقافية بأهمية العمل التطوعي ودوره المهم في إعمار الوطن، مشيراً إلى أن التاريخ يسجل الأثر الكبير للجهود الجماعية في بناء المجتمعات بعد الفترات الصعبة.

![انتصرت الثورة الحرة، التي دعمتها من اللحظة الأولى ووقفت معها وحملت صوتها وقضيتها إلى كل المنابر على جانبي المحيط الأطلسي، ودفعت مع أهلي وأخوتي أثماناً مهولة لموقفي هذا، كأكاديمي صاحب فكر ورأي وصوت](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/01/أهمية-المفكرين-وآرائهم-في-بناء-سوريا-الجديدة-الكتابة-كوسيلة-لإنهاء.webp.jpeg)
*(جورج عوض: انتصرت الثورة وقد دفعت مع أهلي وإخوتي أثماناً مهولة)*

سوريا الجديدة وتحديات النهوض

أكد الناشر والمترجم سامح خلف، المقيم في السويد، أنه “في فجر يوم الأحد الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، انتهت حقبة مظلمة ومؤلمة من تاريخ سوريا.” فر الدكتاتور إلى مكان غير معروف، قبل وصول الثوار إلى دمشق، وأخذ معه ما تبقى من أموال الدولة.

إعلان

وأعرب خلف عن أمله بأن تكون هذه اللحظة بداية جديدة لوطن يسع جميع السوريين، “نريد لوطننا أن يكون طبيعياً، يعاني من مشاكل عادية، مع تنظيم انتخابات دورية وتنافس بين الأحزاب، وسلطة تتداول سلمياً.”

### سوريا بعد الاستبداد: الأحلام والتطلعات

في حديثه لشبكة الجزيرة، أضاف خلف أن “سوريا يجب أن تكون بلداً ديمقراطياً ومتعدد الأعراق والأديان، حيث يسود القانون وتحترم الحريات الخاصة، ويكون الاقتصاد حراً ويجري بتعاون طبيعي مع جيرانه ومع العالم.”

الناشر والمترجم سامح الخلف
سامح الخلف: تحتاج الحياة السورية النهوض والتعافي والخروج من نفق الاستبداد المظلم (الجزيرة)

وتناول خلف ممارسات نظام الأسد خلال أكثر من خمسين عاماً، مشيراً إلى أنه “مزّق المجتمع السوري وزرع الفرقة بين الأطياف المختلفة، ما يتطلب من السوريين عملاً شاقاً لإصلاح ما خلفه النظام من دمار.” وأوضح أن “الفساد نهج سائد على جميع الأصعدة في حياة السوريين، وقد زرعه النظام في كل جوانب الحياة.”

### دور المثقفين في بناء سوريا جديدة

وفيما يتعلق بدور المثقفين في المرحلة المقبلة، قال خلف: “تحتاج الحياة السورية إلى النهوض والتعافي، وهذه المسؤولية تقع على عاتق النخب السياسية والثقافية التي لم تتلوث بفساد النظام السابق. ينبغي عليهم إحياء الحياة السياسية والثقافية بإصدار قوانين جديدة للأحزاب والنقابات التي تعاني من سيطرة الحزب الواحد.”

واختتم خلف حديثه بالقول: “تجد سوريا نفسها اليوم أمام تاريخ مليء بالتحديات والآمال العريضة.”

إعلان
المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.