CNN
—
آفاق الهدنة بين حزب الله وإسرائيل
مع قرب حدوث هدنة بين حزب الله وإسرائيل، عادت دعوة قديمة من الأمم المتحدة إلى الواجهة كخارطة طريق لإنهاء النزاع.
من المقرر أن يصوت مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم الثلاثاء على اتفاق الهدنة، حيث أفاد متحدث باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لشبكة CNN، بأن الاتفاق من المتوقع أن يحظى بالموافقة.
تهدف الهدنة التي تستمر 60 يومًا إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، على أمل أن تشكل أساسًا لتهدئة دائمة.
تم اعتماد القرار 1701 لإنهاء حرب استمرت 34 يومًا بين إسرائيل ولبنان في عام 2006، ونجح في الحفاظ على هدوء نسبي في المنطقة لمدة تقارب العقدين. لكن هذا السلام لم يستمر بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي، حيث رد حزب الله بدعمه، مما أطلق أكثر من عام من الصراع.
نص القرار على أنه يجب على إسرائيل سحب جميع قواتها من جنوب لبنان، وأن تستثني الجماعات المسلحة الوحيدة في جنوب نهر الليطاني هي الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
دور الولايات المتحدة
تعتقد الولايات المتحدة، التي تتوسط بين إسرائيل ولبنان في النزاع الحالي، أن العودة إلى مبادئ القرار يصب في مصلحة كلا الطرفين، لكنها أصرت على وجود آلية لتطبيقه بشكل أكثر صرامة. بينما جادلت إسرائيل بأن حزب الله انتهك القرار عدة مرات من خلال العمل قرب حدودها. ومن جهتها، تقول لبنان إن إسرائيل انتهكت الاتفاق بانتظام على مدى العقدين الماضيين من خلال إرسال مقاتلات إلى مجالها الجوي.
نظرة تاريخية سريعة
غزت إسرائيل لبنان في عام 1982، حيث أرسلت دباباتها إلى العاصمة بيروت بعد تعرضها لهجمات من مسلحين فلسطينيين في البلاد.
ظلت إسرائيل تحتل جنوب لبنان لمدة تقارب العقدين حتى عام 2000، عندما طُردت على يد حزب الله، الذي جرى تشكيله بدعم من إيران لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي عام 2000، أنشأت الأمم المتحدة ما يسمى بخط الأزرق، وهو “خط انسحاب” للقوات الإسرائيلية من لبنان. ويعتبر هذا الحد اليوم الحدود الفعلية بين البلدين.
ومع ذلك، تتمسك لبنان بأن إسرائيل لم تكمل انسحابها من البلاد، حيث تواصل احتلال مزارع شبعا، وهي منطقة تبلغ مساحتها 15 ميلاً مربعاً (39 كيلومتراً مربعاً) ظلت إسرائيل تحتلها منذ عام 1967.
تزعم إسرائيل أن منطقة مزارع شبعا هي جزء من هضبة الجولان، التي احتلتها من سوريا ثم ضمتها لاحقًا. بينما تعتبر المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، أن هضبة الجولان هي أراض محتلة تعود لسوريا.
القرار 1701
**العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006**
غزت إسرائيل لبنان مرة أخرى في عام 2006 بعد مقتل ثلاثة جنود واختطاف جنديين آخرين على يد حزب الله، في محاولة لإجبار الحكومة اللبنانية على الإفراج عن الأسرى اللبنانيين. استمرت الحرب أكثر من شهر، وأسفرت عن مقتل أكثر من 1000 لبناني، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى 170 إسرائيليًا، معظمهم من الجنود.
**قرار الأمم المتحدة بتعليق الأعمال العدائية**
في 11 أغسطس 2006، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار 1701 الذي دعا إلى “وقف كامل للأعمال العدائية” من قبل حزب الله وإسرائيل. وطالب القرار إسرائيل بسحب جميع قواتها من جنوب لبنان، ومطالبة الحكومة اللبنانية وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) بنشر قواتهما معًا في جميع أنحاء المنطقة الجنوبية. كما حظرت اللجنة أي وجود مسلح آخر في المنطقة.
**دعوات لسيادة لبنان**
دعت اللجنة أيضًا الحكومة اللبنانية إلى “ممارسة سيادتها الكاملة، بحيث لا توجد أسلحة دون موافقة حكومة لبنان، ولا توجد سلطة أخرى غير سلطة الحكومة اللبنانية.” وتعتبر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) والتي تتكون من 10,000 جندي هي الجهة الرئيسية المسؤولة عن تنفيذ القرار 1701 على الأرض.
**تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله**
في عام 2008، شهدت وساطة الأمم المتحدة تبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله، حيث تم استعادة رفات جنديين إسرائيليين تم أسره في عام 2006 مقابل خمسة أسرى لبنانيين. كما أطلقت إسرائيل لاحقاً جثث حوالي 200 عربي.
**تصعيد الأحداث منذ 8 أكتوبر**
بدأ حزب الله بإطلاق النار على مزارع شبعا التي تحتلها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، في ما قال إنه تضامن مع الفلسطينيين في غزة، وذلك بعد يوم من هجوم كبير شنته حماس انطلاقا من غزة على إسرائيل الجنوبية، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر 251 آخرين. ردت إسرائيل من جانبها على القصف.
**تطورات تبادل النيران على الحدود**
بين 8 أكتوبر 2023 ونهاية يونيو، رصدت اليونيفيل 15,101 مسار عبور حدودي، حيث كانت 12,459 منها من إسرائيل إلى لبنان، و2,642 من لبنان إلى إسرائيل. وذكرت الأمم المتحدة في 1 أكتوبر أن معظم تبادلات النيران كانت محصورة ضمن بضعة كيلومترات من كلا الجانبين للخط الأزرق، لكن بعض الضربات وصلت إلى مسافة تصل إلى 130 كيلومترًا داخل لبنان و30 كيلومترًا في إسرائيل.
**استمرار المناوشات على الحدود**
منذ ذلك الحين، استمرت الاشتباكات عبر الحدود ولكنها كانت محصورة على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، حتى سبتمبر من هذا العام، عندما وسعت إسرائيل أهداف حربها لتشمل العودة إلى الوطن للسكان في الشمال الذين نزحوا بسبب الهجمات الحدودية من حزب الله، الذي قال إنه لن يتوقف عن الهجمات ضد إسرائيل حتى يتم الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. تلا ذلك قصف جوي مكثف على لبنان، والقيام بغزو بري في 1 أكتوبر.
**مواقف الأطراف من القرار 1701**### الولايات المتحدة تقدم مقترحاً للبنان
أفاد مسؤول لبناني لشبكة CNN بأن الولايات المتحدة قد نقلت للبنان مقترحاً يندرج ضمن إطار قرار الأمم المتحدة 1701، يهدف إلى تحقيق وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوماً.
### التركيز على آليات أكثر صرامة
وأكد المسؤول أن المقترح يركز على تحسين آليات تنفيذ قرار 1701 في جنوب البلاد، بالإضافة إلى دور الجيش اللبناني في ذلك، كما يتناول المسارات المستخدمة للتهريب عبر الحدود الدولية للبنان.
### انسحاب القوات الإسرائيلية
يتطلب المقترح أيضاً انسحاب القوات الإسرائيلية البرية التي تعمل في جنوب لبنان منذ أكتوبر.
### المخاوف الإسرائيلية
من جانبهم، قال بعض المسؤولين في إسرائيل إن العودة إلى القرار 1701 وحده غير كافية، مطالبين بأن تحتفظ إسرائيل بحقها في توجيه ضربات ضد أهداف حزب الله في لبنان في حال حدوث انتهاكات بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
### حرية عملياتية غير قابلة للتفاوض
قال بزاليل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلي من اليمين المتطرف، إن “حرية العمليات الكاملة” للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان هي “شرط غير قابل للتفاوض”. وصرح: “نحن نغير مفهوم الأمن ولن نعود إلى عقود من المفاهيم التي تتعلق بالاحتواء والتهديدات غير المستجيبة. هذا لن يحدث مرة أخرى”.
### ردود الفعل اللبنانية
نفى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التقارير حول المطالب بتمكين الجيش الإسرائيلي من حرية العمليات في جنوب لبنان، واصفاً إياها بـ”التكهنات”، مشيراً إلى أنه لم يرَ مثل هذا البند في المقترح.
وفي السياق نفسه، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي يقود حزب أمل المتحالف مع حزب الله ويشارك في المفاوضات مع الحزب، إن المقترح الأميركي الذي تلقاه لا يشير إلى حرية العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، مضيفاً أن طلباً كهذا سيكون “غير مقبول”.
### تأكيد من وزارة الخارجية الأمريكية
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن “هناك تبادلاً للأفكار المختلفة حول كيفية رؤية ما نعتقد أنه في مصلحة الجميع، وهو التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”.
### المساهمة الصحفية
ساهم عباس اللواتي من CNN في إعداد هذا التقرير.
[رابط المصدر](https://edition.cnn.com/2024/11/26/middleeast/israel-lebanon-ceasefire-un-resolution-1701-explained-intl/index.html)