وفي هذا السياق، تستمر المفاوضات في القاهرة حول اتفاق مُحتمل لإنهاء العدوان الإسرائيلي، حيث تشير مصادر مقربة من المفاوضات إلى وجود فجوات كبيرة في وجهات النظر.
وفي الضفة الغربية، تتواصل عمليات الاقتحام من قبل جيش الاحتلال لعدد من البلدات الفلسطينية، بينما يُواصل المستوطنون اليهود اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وعلى الحدود مع لبنان، تستمر عمليات التبادل الناري بين حزب الله وجيش الاحتلال، وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي عن تطورات خطيرة على هذه الجبهة.
عملية رفح
استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مناطق في رفح جنوب غزة، وارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع لتصل إلى حوالي 35 ألف.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الاحتلال نفذ 7 مذابح ضد العائلات في جميع أنحاء القطاع، ما أسفر عن وصول 55 شهيدا و200 جريح إلى المستشفيات.
وبذلك، ارتفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع إلى 34 ألف و844 شهيدًا و78 ألف و404 جريح.
وأشارت الوزارة إلى استمرار إغلاق الاحتلال لمعبر رفح البري لليوم الثاني على التوالي، ما حرم آلاف الجرحى والمرضى من حقهم في السفر وتلقي العلاج خارج القطاع، مطالبة الدول الضامنة بالتدخل لإتاحة السفر لهؤلاء.
وأوضح مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال قصفت الطوابق العلوية للمنازل السكنية العالية وسط مدينة رفح.
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها يتصدون بشراسة لقوات الاحتلال الداخلة إلى شرق مدينة رفح.
مفاوضات الهدنة
ناقش رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ويليام بيرنز إمكانية وقف العمليات الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب غزة، مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، وذلك في وقت مستمرت فيه المفاوضات للوصول إلى اتفاق بخصوص الحرب الإسرائيلية على القطاع.
ونقلت صحيفة هآرتس تصريحًا عن مسؤول إسرائيلي بارز، طلب عدم الكشف عن اسمه، قال إن الجانبين ناقشا إمكانية توقف العمليات الإسرائيلية في رفح مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس في غزة.
وفي سياق متصل، أكد البيت الأبيض استمرار المحادثات بخصوص اتفاق محتمل في غزة، مشيرًا إلى أن الفجوة بين الطرفين يمكن تجاوزها، في حين صرح مسؤول إسرائيلي آخر للموقع الإخباري “والا” أن هناك فجوات كبيرة لا تزال قائمة في المفاوضات حول الصفقة الخاصة بالأسرى في غزة، إلا أن الوفد الإسرائيلي سيظل في القاهرة لمحاولة سدها، وسيبذل جهودًا للوصول إلى اتفاق.
الوضع الإنساني
ذكرت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال منعت لليوم الثاني على التوالي إدخالوصلت شاحنات الأدوية والمواد الطبية والمساعدات إلى القطاع، وذلك على خلفية تحذيرات من “موجة تقصير في الطعام” في رفح، وأن كمية الوقود المتوفرة في مرافقها تكفي لمدة 3 أيام فقط.
وأكدت الوزارة أن مستشفياتها في رفح قد خرجت عن الخدمة بسبب التهديدات الإسرائيلية بإجلائها وقصفها بشكل عنيف، مما تسبب في عدم وجود مكان لعلاج المرضى والجرحى، خاصة الحالات الحرجة.
وأوضح إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي، أن “إسرائيل تعيق دخول المساعدات بسبب إغلاقها لمعبر كرم أبو سالم، وسيطرتها على معبر رفح الذي يربط بين قطاع غزة ومصر”.
أحداث الجامعات
بدأت السلطات في العاصمة الأميركية بفك مخيمات المحتجين المؤيدين لفلسطين في حرم جامعة جورج واشنطن، واعتقلت العشرات منهم.
وفي المملكة المتحدة، يواصل الطلاب في جامعة كامبريدج اعتصامهم المستمر لليوم الثالث تضامنا مع فلسطين، وتتواصل الاحتجاجات التي ينظمها طلاب جامعة أوكسفورد احتجاجا مع سكان قطاع غزة.
وفي فرنسا، نظم طلاب جامعة السوربون مظاهرة أمام مقر البلدية في باريس للمطالبة بالإفراج عن 88 طالبا اعتقلتهم الشرطة، بينما شهدت جامعة كوبنهاغن في الدنمارك احتجاجات ضد الحرب على غزة.
وشهدت جامعات في النرويج وإسبانيا والبرازيل احتجاجات مماثلة، داعية الطلاب في الجامعات الأخرى للانضمام وتعزيز الجهود الطلابية المتضامنة مع قضية فلسطين.
الأونروا
استنكرت الوكالة الأممية لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) احتجاجات اليمين الإسرائيلي المتطرف أمام مقرها في القدس الشرقية، ووصفتها بأنها “عمل تخريب وترهيب”.
وقال الفيليب لازاريني، المفوض العام للوكالة، في تصريح على منصة إكس، إن “هذه الاحتجاجات التي دعا إليها عضو منتخب في بلدية القدس هي إجراءات مزعجة ومخيفة ومدمرة وفجرا لممتلكات الأمم المتحدة”.
وأوضحت الوكالة أن مرافقها في قطاع غزة تعرضت لـ 368 هجوما منذ بدء النزاع، مشيرة إلى استشهاد 429 نازحا وهم يبحثون عن ملجأ في مباني الوكالة منذ بدء النزاع على غزة.
وعبرت الأردن عن استنكاره “بأشد العبارات” للاعتداء الذي نفذه متطرفون إسرائيليون على مقر الأونروا في القدس، معتبرة أن ذلك “تمثل تحدٍ للقانون الدولي الذي يلزم بحماية منشآت الأمم المتحدة”.
مسألة الأسلحة
أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن واشنطن فعلاً علقت على إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل، نظرا لرفضها القوي للعمليات العسكرية الكبيرة في رفح، جنوب قطاع غزة، وتحدث في الوقت نفسه عن الأهداف الحالية لأميركا في المنطقة الشرقية.
وأكد أوستن، خلال جلسة في مجلس الشيوخ حول طلب ميزانية العام المقبل، أن واشنطن كانت واضحة في ضرورة على إسرائيل مراعاة المدنيين في رفح عند النظر في الشن حملات عسكرية.
وفي تصريح لصحيفة معاريف العبرية، قال مسؤول كبير في صناعة الأسلحة الأميركية: “لا يوجد حظر على الأسلحة. وفي اليوم الذي أعلنوا فيه عن تعليق التوريدات الأميركية لإسرائيل، تم شحن شحنات الأسلحة عبر طائرات القوات الجوية الأميركية وتم تفريغها في قاعدة النبطيم”.
الضفة الغربية
أظهر جيش الاحتلال الإسرائيلي موت أحد جنوده نتيجة للجروح التي تلقاها، في عملية طولكرم شمال غرب الأرض المحايدة قبل أيام، في حين هدمت القوات الاحتلالية منزلين بالقرب من بيت لحم، واعتدت على منزل أسير في الخليل قبل تفجيره.
واستمرت قوات الاحتلال في اقتحام مناطق مختلفة في الضفة الغربية خلال الليلة الماضية، حيث اعتقلت 30 مواطنا فلسطينيا، بحسب إعلان نادي الأسير الفلسطيني.
تضمنت الاقتحامات القرية سنجل شمال مدينة رام الله، والمنطقة الغربية من نابلس، وقرية عصيرة، ومخيم نور شمس في طولكرم، ومخيم شعفاط شمال القدس، بالإضافة إلى بيت لحم وبلدة تقوع وبلدة سعير في محافظة الخليل.
وفي السياق نفسه، ما زال المستوطنون يواصلون هجماتهم على الفلاحين الفلسطينيين في قرية قصرة جنوب نابلس، حيث دمروا واستولوا على أراض زراعية شرق القرية.
جبهة لبنان
تكثف إسرائيل هجماتها الجوية على جنوب لبنان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، في حين أعلن حزب الله استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيرة، مؤكدا تسجيل إصابات مباشرة، وأفاد مصدر طبي لبناني لصحيفة الجزيرة بمقتل 3 أشخاص في ضربة جوية إسرائيلية على بلدة الخيام جنوب لبنان.
وقد نفذت طائرات الاحتلال سلسلة من الضربات الجوية على محيط بلدات بليدا والعديسة وعيتا الشعب وراميا ويارون وكفركلا ومنطقتي جبل بلاط وجبل الريحان، كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط بلدات حدودية متعددة.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن “المهمة على جبهة الشمال لم تكتمل، وهناك صيف قد يكون عنيف”، مضيفا أن مهمة الجيش هي إعادة الاستيطانيين إلى الشمال.