التقاط أول صورة مباشرة عالية الدقة لأكبر هيكل بالكون المرئي
![تُظهر الصورة الغاز المنتشر (الأصفر إلى الأرجواني) الموجود داخل الخيط الكوني الذي يربط بين مجرتين (ديفيد تورنوتي)](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/02/أول-صورة-فورية-بدقة-عالية-لأكبر-هيكل-في-الكون-المرئي.jpg)
حينما يستخدم العلماء تلسكوباتهم لفهم توزيع المجرات في الكون من خلال مسح سماوي شامل، يرون أن المجرات لا تتوزع بانتظام، بل تأخذ شكل خيوط مترابطة تتخللها فراغات شبه خالية من المجرات.
يشبه هذا المشهد قطع الإسفنج أو قطعة الجبن الشهيرة في أفلام “توم وجيري”، حيث تتقاطع هذه الخيوط عند نقاط تكون فيها تجمعات مجرية كثيفة تحتوي على آلاف المجرات. هذا ما يعرف بالشبكة الكونية، أكبر هياكل الكون المرئية.
يمكن تقسيم بنية الكون إلى نوعين: الفراغات، وهي مناطق واسعة كروية تحتوي على عدد قليل جداً من المجرات، والجدران، وهي مناطق تتركز فيها المجرات والمادة.
![تصور العلماء للشبكة الكونية (أليخاندرو بينيتيز)](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/02/أول-صورة-فورية-بدقة-عالية-لأكبر-هيكل-في-الكون-المرئي.webp.jpeg)
سر الشبكة الكونية
بفضل مئات الساعات من الرصد الفلكي، تمكّن فريق دولي من الباحثين من الحصول على صورة عالية الدقة للخيوط الكونية التي تربط بين مجرتين نشطتين. يعود تاريخ هذا الهيكل إلى فترة كان الكون فيها بعمر ملياري سنة.
يعتقد العلماء أن المادة المظلمة، التي تمثل 85% من المادة في الكون، تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل هذه الشبكة الكونية المعقدة. تحت تأثير الجاذبية، تشكل المادة المظلمة شبكة من الخيوط، تُشكل عند تقاطعها ألمع المجرات.
تعمل الشبكة الكونية كسقالة، حيث يتدفق الغاز داخل الخيوط لتغذية تكوين النجوم في المجرات.
![الصورة التي التقطها العلماء لامتداد خطوط الغاز بين مجرتين (جوزيف دي باسكال)](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2025/02/1739000403_767_أول-صورة-فورية-بدقة-عالية-لأكبر-هيكل-في-الكون-المرئي.webp.jpeg)
صورة غير مسبوقة
تشكل دراسة الغاز في الشبكة الكونية تحدياً لعلماء الفلك منذ عقود. إذ تم اكتشاف الغاز بين المجرات سابقًا من خلال امتصاصه للضوء بشكل غير مباشر، لكن هذه الأرصاد لم توفر رؤية واضحة لتوزيع الغاز.
في الدراسة الجديدة التي نُشرت في دورية “نيتشر أسترونومي”، تمكن فريق دولي من الحصول على أول صورة فورية عالية الدقة لأحد الخيوط الكونية، وذلك باستخدام أداة “ميوز”، وهو مطياف حديث مثبت على التلسكوب الكبير جداً في المرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي.
استعانت الدراسة ببيانات “ميوز” شديدة الحساسية لإنتاج أوضح الصور التي تم التقاطها للخيوط الكونية، والتي تمتد على مسافة 3 ملايين سنة ضوئية وتربط بين مجرتين، كل منهما تحتوي على ثقب أسود ضخم نشط.
يعتبر هذا الاكتشاف جوهرياً لفهم البيئة الغازية الدقيقة المحيطة بالمجرات ويفتح آفاقاً جديدة لتحديد مصادر الطاقة للمجرات.