إسرائيل تتعمد إعدام أطفال الضفة الغربية وتمنع إسعافهم

Photo of author

By العربية الآن

إجراءات إسرائيل تعكس إعدام أطفال الضفة الغربية ومنع إسعافهم

جنين- بينما كانت العائلة تودع ابنها الشهيد محمد حمارشة، دفن جسده اليوم في مقبرة بلدة يعبد، حيث وقف والده ربيع حمارشة يدعو له. وأوضح أن الوقت الذي مر بين مغادرة محمد للمنزل وصوت إطلاق النار لم يتجاوز خمس دقائق، وأن المسافة بين منزله ومكان استشهاده لا تتعدى 100 متر.

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على الطفل حمارشة، البالغ من العمر 13 عاماً، أمام منزله خلال اقتحام البلدة ليلة الأحد، حيث استهدفته عن قرب بشكل متعمد. كما أنه أصيب الشاب أحمد زيد (20 عاماً) أثناء محاولته سحب محمد وإسعافه، فسقط شهيداً هو الآخر.

وصف الجيران الحادث بأنه “إعدام بدم بارد” لطفل لا يشكل أي خطر على الجنود المدججين بالسلاح الذين كانوا بداخل جيب عسكري مصفح.

تركوه ينزف

قال أحد الجيران: “كنت في الحي عندما اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، وفجأة سمعنا إطلاق نار كثيف، ثم صراخ. حاولنا التحقق مما يجري، ورأينا الجيب العسكري يقترب من الشهيد حمارشة. كما رأينا إطلاق النار مستمراً، وحاول الشاب أحمد مساعدته لكنهم بدأوا بإطلاق النار عليه، مما أجبرنا على التراجع خوفاً من استهدافنا”.

وواصل جيش الاحتلال إطلاق النار على جثتي الشهيدين، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليهما، حتى تأكد من استشهادهما.

وصف والد محمد الموقف قائلاً: “تفاجأ محمد بوجود الجيش، ولم يُتح له فرصة الكلام أو إيضاح أنه خرج من المنزل للتو”. وأضاف، “سمعت صوت الرصاص، وعندما خرجت كان الجيب العسكري فوق رأس ابني، بينما الإسعاف خلفه، ولم يتحرك الجيب حتى تأكدوا من استشهاد محمد. لقد تركوه ينزف لأكثر من ربع ساعة”.

أحمد زيد
أحمد زيد استشهد أثناء محاولته إسعاف الطفل محمد حمارشة (مواقع التواصل)

عنف مستمر

إعدام الأطفال في الضفة الغربية: صوت يعبد يرتفع

عبّر رئيس بلدية يعبد، أمجد عطاطرة، عن استنكاره لجريمة إعدام الطفل محمد حمارشة، مذكراً بأن حقوق الأطفال يجب أن تحترم وفقاً للمواثيق الدولية. وأشار إلى أنه تم في وقت قريب الاحتفال باليوم العالمي للأطفال، بينما يواجه الأطفال الفلسطينيون الموت والعنف ويحرمون من التعليم والكرامة، مما يعيق طفولتهم الطبيعية كبقية أطفال العالم.

مأساة مستمرة وحياة تحت الحصار

أوضح عطاطرة أن الحادثة التي تعرض لها الطفل حمارشة ليست الأولى، محذراً من تكرارها بسبب صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم الإسرائيلية المستمرة. وأشار إلى أن بلدة يعبد محاصرة بالمستوطنات، مما يعرض الأهالي للاعتداءات اليومية من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، ما يزيد من احتمالية وقوع إصابات بين المدنيين.

طفولة تحت التهديد

قالت منظمة “يونيسيف” في تقريرها الذي صدر في نهاية يوليو/تموز الماضي إن أعداد الأطفال الذين فقدوا أرواحهم بسبب الأعمال العسكرية قد ارتفعت بشكل مقلق في الضفة الغربية. إذ تشير التقارير إلى أن طفلًا فلسطينيًا يُقتل كل يومين، مما يزيد ثلاث مرات ونصف عن الفترة السابقة للحرب على غزة.

كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسيف، أكدت أن الأطفال في الضفة الغربية يتعرضون لعنف شديد ورصدت المنظمة انتشار استهداف الأطفال أثناء عودتهم من المدارس، وطالبت بضرورة وقف هذا العنف على الفور.

تشييع الطفل حمارشة
جانب من تشييع جنازة الطفل الشهيد محمد حمارشة (الجزيرة)

أرقام تثير القلق: عمليات الإعدام تتكرر

شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا في حالات إعدام الأطفال، حيث تم توثيق استشهاد الطفل عبد الله هواش (11 عامًا) برصاص قناص إسرائيلي في نابلس. كما أُعدمت الطفلة جنى عابد في كفر دان، ما يظهر الانتهاكات المستمرة التي تواجه الأطفال الفلسطينيين.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل حوالي 167 طفلاً في الضفة الغربية وحدها، حسب إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية.

غياب المساءلة القانونية

اجتاحت حالات استهداف الأطفال، وفقًا للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، دون تقديم أي جرائم للقضاء. يشير عايد قطيش، مدير برنامج المساءلة في الحركة، إلى أن العجز عن محاسبة الجنود الإسرائيليين يجعلهم يشعرون بالإفلات من العقاب، مما يزيد من عمليات استهداف الأطفال بشكل متكرر.

على مدى السنوات الماضية، لم يتم التحقيق في أي من الحوادث بجدية، مما يزيد من قضية عدم المساءلة التي تؤدي إلى استمرار استهداف الأطفال، وفقًا لتأكيدات قطيش.

نداءات المجتمع الدولي: أفعال دون ردود

ركز قطيش على فشل المجتمع الدولي في محاسبة إسرائيل، رغم إدانات متعددة ناتجة عن لجان التحقيق. كما أشار إلى أن جرائم الاحتلال المستمرة تجاه الأطفال لم تحظ بأي تحرك فعلي من الدول الموقعة على قانون حماية الطفولة، مما يوضح فشلًا كبيرًا في تحقيق العدالة.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.