تحقيق في تسريبات وثائق مزورة
بدأ الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق داخلي حول تسريب وثائق مزورة، أو تم التلاعب بها، إلى وسائل الإعلام الأجنبية، في خطوة يُشتبه أنها تهدف إلى التأثير على الرأي العام حول المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار والمحتجزين في قطاع غزة.
وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن الجيش يعمل على كشف تسريبات زُعم أنها تعود لحركة «حماس»، حيث نُشرت في وسائل إعلام دولية بشكل يتماشى مع ما يروج له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول محور فيلادلفيا وصفقة تبادل مُحتملة، مما يُعزز فرضية التأثير على نزعة الرأي العام في إسرائيل.
محتويات الوثائق المسربة
نُشرت تقارير حديثة في كل من صحيفة «بيلد» الألمانية و«جويش كرونيكل» البريطانية تتعلق بوثيقتين منسوبتين لزعيم حركة «حماس» يحيى السنوار، حيث أظهرت الوثيقة الأولى محتوىَ زعم أنه يعود للسنوار، بينما لم تكن له علاقة بها. أما الوثيقة الثانية، فقالت إنها تتعلق بخطط للسنوار للهرب من غزة مع المحتجزين، الأمر الذي تم دحضه أيضاً.
ويسعى الجيش إلى تحديد من يتلاعب بالوثائق السرية لـ«حماس» التي تم الاستحواذ عليها في غزة، وكيف تصل إلى وسائل الإعلام الدولية.
بدورها، أفادت صحيفة «بيلد» أن وثيقة على جهاز حاسوب السنوار عُثرت عليها، تُظهر استراتيجيات الحركة لممارسة الضغط على إسرائيل وتأخير المحادثات حول المحتجزين.
مطابقة الافتراضات مع تصريحات نتنياهو
تماثلت محتويات الوثيقة مع تصريحات نتنياهو، التي تشير إلى سعي «حماس» لإحداث انقسامات في الرأي العام الإسرائيلي، وهو ما قد يعكس محاولاته للتأثير على المشهد العام. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الوثيقة، التي تم الإشارة إليها في صحيفة «بيلد»، ظهرت قبل نحو خمسة أشهر في غزة ولم يكتبها السنوار، بل كانت عبارة عن ورقة توصية من ضابط متوسط في «حماس»، مؤكدين أن المعلومات الواردة فيها غير جديدة.
الجيش ينفي صحة الوثيقة
رداً على تقرير صحيفة «جويش كرونيكل»، نفى الجيش الإسرائيلي معرفته بوجود وثيقة من هذا القبيل. وخلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، ذكر نتنياهو تفاصيل مقالة «بيلد» وطلب من الإسرائيليين التوحد أمام ما وصمه بمساعي السنوار لتقسيمهم.
أضاف نتنياهو أن الصحيفة الألمانية نشرت وثيقة رسمية من «حماس» تتعلق بخطط تستهدف زرع التفرقة وزعزعة الاستقرار في المجتمع الإسرائيلي، مؤكداً أهمية الحفاظ على السيطرة على محور فيلادلفيا كعنصر حاسم لمستقبل إسرائيل.
اتهامات لنتنياهو
بالتوازي، يُتهم نتنياهو من قبل قيادة الجيش والأجهزة الأمنية بتعطيل صفقة محتملة في غزة. وذكرت «تايمز أوف إسرائيل» أن وزير الدفاع يوآف غالانت ورؤساء الأجهزة الأمنية أشاروا إلى إمكانية إيجاد بدائل للتحكم في الحدود مع مصر، معربين عن مخاوفهم من أن نتنياهو يعرقل العملية من أجل إرضاء شركائه في الائتلاف اليميني المتشدد.
