الجيش الإسرائيلي يعبر عن أسفه لمقتل ناشطة أمريكية
رام الله، الضفة الغربية (أسوشيتد برس) — أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء أن الناشطة الأمريكية التي قُتلت في الضفة الغربية الأسبوع الماضي، يُحتمل أنها أُصيبت “بطريقة غير مباشرة وغير مقصودة” من قِبل القوات الإسرائيلية التي كانت تستهدف شخصاً آخر.
تفاصيل الحادثة
أيسينور إزجي إيغى، الناشطة البالغة من العمر 26 عاماً من سياتل، وتحمل أيضاً الجنسية التركية، قُتلت يوم الجمعة خلال مظاهرة ضد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً لجوثان بولاك، أحد المتظاهرين الإسرائيليين الذين شهدوا الواقعة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه “يُعبر عن أسفه العميق” بعد أن “كشفت تحقيقاته أنه من المحتمل جداً أن تكون قد أُصيبت بشكل غير مباشر وغير مقصود من نيران (الجيش الإسرائيلي) التي لم تكن موجهة إليها، بل كانت تستهدف المحرض الرئيسي على الشغب.” وأفاد بولاك بأن إطلاق النار حدث بعد حوالي نصف ساعة من انتهاء الاشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
الدعوات للتغيير والإحباط الدولي
جاءت هذه الحادثة وسط تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية منذ بداية حرب إسرائيل وغزة في أكتوبر، مع زيادة الغارات الإسرائيلية، والهجمات من قبل militants فلسطينيين على الإسرائيليين، وهجمات من مستوطنين إسرائيليين على فلسطينيين، وتكثيف الضغوط العسكرية على احتجاجات الفلسطينيين. أفاد المسؤولون الطبيون الفلسطينيون بمقتل أكثر من 690 فلسطينياً حتى الآن.
وعبّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن إدانته لهذا القتل واصفاً إياه بأنه “غير مبرر وغير مقبول” خلال مؤتمر صحفي في لندن.
وقال بلينكن: “لا ينبغي لأحد أن يُطلق عليه النار بينما يحضر احتجاجاً. في تقديرنا، تحتاج قوات الأمن الإسرائيلية إلى إجراء تغييرات أساسية في طريقة عملها في الضفة الغربية.”
مراسم الجنازة والتفاعل التركي
نظمت السلطة الفلسطينية مراسم جنازة لإيغى في مدينة نابلس يوم الاثنين. وعملت السلطات التركية على إعادة جثمانها إلى تركيا لدفنها في بلدة ديديما المطلة على بحر إيجه، بحسب رغبة عائلتها.
المسؤولية عن قتل مواطنين أمريكيين
إن حالات قتل المواطنين الأمريكيين في الضفة الغربية لفتت الانتباه الدولي، مثل القتل المأساوي للصحفية الفلسطينية-الأمريكية شيرين أبو عاقلة في 2022 في مخيم جنين للاجئين.
تحديدت عدة تحقيقات مستقلة وتقارير من أسوشيتد برس بعد القتل أن أبا عاقلة قُتلت على الأرجح بنيران إسرائيلية. وفي وقت لاحق، قال الجيش أنه “هناك احتمال كبير” أن أحد جنوده قد أخطأ وقتلها، لكنه أضاف أنه لن يتم معاقبة أي شخص.
مسألة المحاسبة على الانتهاكات
على الرغم من التحقيقات، تشير مجموعات حقوق الإنسان إلى أن إسرائيل نادراً ما تحاسب الجنود على قتل الفلسطينيين، وأن أي تحقيقات عسكرية غالباً ما تعكس نمطاً من الإفلات من العقاب. ويبدو أن هذه القضية تثير استياءً كبيراً، مع قيام منظمة بتسليم، وهي منظمة إسرائيلية رائدة في حقوق الإنسان، بإيقاف مشاركتها في التحقيقات في عام 2016، واصفةً إياها بأنها مجرد غسيل للأموال.
لحماية الجنود، تصرح القوات العسكرية دائماً بأنها تحقق بشمولية في الاتهامات بقتل المدنيين وتحمّل قواتها المسؤولية. لكنها ترفض على الدوام الشهادات المقدمة من الضحايا وعائلاتهم، حتى في أكثر القضايا صدمة.
أحكام القانون والآفاق المستقبلية
في حالات سابقة، أصدرت المحاكم الإسرائيلية أحكاماً مخففة جداً بحق جنود متهمين، رغم وجود أدلة بالفيديو تثبت قيامهم بإطلاق النار بطريقة غير مبررة.
على سبيل المثال، في 2017، حُكم على الجندي الإسرائيلي إلور أزاريا بتهمة القتل غير العمد وسُجن لمدة تسعة أشهر بعد قتله لمهاجم فلسطيني مصاب حيث كان غير قادر على الحركة في مدينة الخليل. وقد قوبل هذا الحكم باعتراضات من بعض الأوساط الإسرائيلية، مما يعكس الانقسام الواسع داخل المجتمع الإسرائيلي حول كيفية معالجة هذه القضايا.