إسرائيل تعلن جاهزيتها للحرب ضد حزب الله بعد هجمتين بقنابل مزدوجة. إليك ما نعرفه عن الوضع الحالي.

Photo of author

By العربية الآن




سي إن إن
 — 

تعاني لبنان من تداعيات هجمات مميتة استهدفت أعضاء حزب الله، حيث انفجرت أجهزة الإرسال في أنحاء البلاد يوم الثلاثاء، تلاها انفجارات لمعدات الاتصال المحمولة على الظهر يوم الأربعاء.

أصاب الذعر والخوف والحزن البلاد، مع الأسئلة المتزايدة حول كيفية تنفيذ هذه الهجمات، ومن أين جاءت الأجهزة، وما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى صراع إقليمي أوسع في الشرق الأوسط.

توفي 22 شخصاً على الأقل، بينهم أطفال، بسبب الهجمات، بينما اتهم المسؤولون اللبنانيون إسرائيل بالمسؤولية. كما أصيب الآلاف الآخرين، حيث أصيب الكثير منهم بجروح خطيرة بعد انفجار أجهزة الاتصال التي كانت في جيوبهم أو قريبة من وجوههم.

وفي الوقت الذي امتنعت فيه إسرائيل عن التعليق علنياً، حذرت يوم الأربعاء من أن عصر جديد من الحرب قد بدأ، مما بدا أنه اعتراف ضمني بدورها.

إليكم ما نعرفه حتى الآن.

ماذا حدث، متى وأين؟

جاء الهجوم الأول بعد ظهر الثلاثاء عندما انفجرت أجهزة الإرسال في وقت واحد في مناطق عدة من لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت وبلدات متعددة في وادي البقاع، معاقل جماعة حزب الله المدعومة من إيران.

أظهرت مقاطع الفيديو العواقب الدموية في الشوارع والأماكن العامة. في إحدى مقاطع الفيديو من كاميرات المراقبة، كان أحد الرجال يختار الفاكهة في سوبرماركت عندما انفجر واحد منها، مما تركه يتألم على الأرض وهو يمسك بطنه السفلي وسط حالة من الذعر حوله.

تم إغراق المستشفيات اللبنانية بسرعة، حيث كان هناك عدد محدود من الموظفين يهتمون بمئات المرضى المصابين، بعضهم كان مضطراً للتمدد على الأرض في ظل تدفق المزيد من الجرحى.

وقع الهجوم الثاني يوم الأربعاء، حيث انفجرت أجهزة الاتصالات المحمولة في ضواحي بيروت وفي جنوب البلاد.

وصف أحد الشهود الذي لا يمكن الكشف عن هويته لأسباب أمنية رؤية رجل فقد يديه بسبب انفجار جهاز توصيل محمول أثناء حضوره جنازة حزب الله. وقد اندلعت حرائق في العشرات من المنازل والمتاجر والمركبات، حيث أظهرت مقاطع الفيديو الدخان يتصاعد في الشوارع الفوضوية.

رجال الإطفاء يقومون بإطفاء النيران وجميعهم يتجمعون بعد تقرير انفجار في صيدا، لبنان، في 18 سبتمبر 2024.

لماذا تستهدف إسرائيل لبنان الآن؟

لطالما كانت هناك صراعات بين حزب الله وإسرائيل لعقود من الزمن، لكن الهجمات عبر الحدود بين الطرفين تصاعدت منذ أكتوبر الماضي، عندما بدأت الحرب في غزة بعد الهجوم المميت الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل.

يُعتبر حزب الله جزءاً من محور أكبر تقوده إيران يمتد عبر الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن وسوريا وغزة والعراق، وقد انخرط بشكل متزايد في صراع مع إسرائيل وحلفائها في الأشهر العشرة الماضية.

وقد صرّح المحور بأنه سيواصل استهداف الأهداف الإسرائيلية في ظل استمرار الحرب في غزة، مُعيداً تصوير نفسه كـ “جبهة داعمة” للفلسطينيين في القطاع، وفقًا لما وصفه أحد قادة حزب الله.

قد تكون إسرائيل قد اختارت هذا التوقيت للهجمات لأنها تعتقد أن حزب الله اكتشف قدرة أجهزة الإرسال، مما جعلها لحظة “استخدمها أو افقدها”، كما أشار مصدر إسرائيلي مطلع على الأمن القومي.

ربما أيضاً أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعزيز الدعم المحلي، بعد أن أصبحت المسؤولين والسكان في الشمال أكثر صوتاً حول الحاجة إلى العودة إلى منازلهم بعد إجلائهم نتيجة الهجمات، مما زاد الضغط على الحكومة للتحرك ضد تهديد صواريخ حزب الله من جنوب لبنان.

يوم الثلاثاء، جعلت إسرائيل من الهدف الجديد في الحرب إعادة سكانها في الشمال إلى منازلهم بالقرب من الحدود، وهو ما يُفهم منذ فترة طويلة على أنه ضرورة سياسية.

يجتمع الناس خارج مركز الجامعة الأمريكية في بيروت بعد أن أصيب أكثر من 1000 شخص عندما انفجرت أجهزة الإرسال التي يستخدمونها للتواصل في بيروت، لبنان، في 17 سبتمبر.

كيف حدث ذلك؟

لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول كيفية تنفيذ إسرائيل لهجماتها هذا الأسبوع، ومن أين جاءت الأجهزة التي انفجرت.

يتمتع حزب الله بسرية عالية، وقد حث زعيمه سابقاً العائلات على التخلص من هواتفهم المحمولة لتفادي التجسس من برمجيات التجسس الإسرائيلية والأمريكية. لذلك، يعتمد العديد من أعضاء حزب الله وعائلاتهم بدلاً من ذلك على أجهزة الاتصال منخفضة التقنية مثل أجهزة الإرسال.

الأجهزة التي انفجرت كانت جديدة وتم شراؤها من قبل حزب الله في الأشهر الأخيرة، وفقًا لمصدر أمني لبناني تحدث إلى سي إن إن. وقد أفادت نيويورك تايمز بأن إسرائيل زودت الأجهزة بالمتفجرات بجوار البطارية، بالإضافة إلى مفتاح للتفجير عن بُعد، حسبما أفاد مسؤولون أمريكيون وآخرون.

عندما حاولت سي إن إن تتبع مصدر أجهزة الإرسال، وجدت سلسلة توريد غامضة تمتد من آسيا إلى أوروبا.

وقد حملت أجهزة الإرسال التالفة في لبنان اسم مصنع تايواني، لكن الشركة قالت إن الأجهزة صنعت وبيعت من قبل شركة هنغارية في بودابست.

ومع ذلك، نفت السلطات الهنغارية ذلك، قائلة إن الشركة في بودابست كانت “وسيط تجاري” وليس لديها مواقع تصنيع في البلاد.

حاولت سي إن إن الاتصال بالشركة ومديرها التنفيذي، لكنها لم تتلق أي رد. ومع ذلك، أفادت قناة إن بي سي نيوز أن المدير التنفيذي أكدت في مكالمة هاتفية أن شركتها تعاونت مع الشركة التايوانية، لكنها نفت صناعة أجهزة الإرسال، وادعت أنها كانت “الوسيط فقط”. لم تتمكن سي إن إن من تأكيد تصريحها.

مما زاد من غرابة الأمر، فإن عنوان مكتب الشركة يقع في منطقة سكنية، حيث قال الآخرون في المبنى إنهم بالكاد رأوا أشخاصًا يذهبون للعمل، وأن الشركة الهنغارية لم تكن حاضرة فعليًا في المبنى.

وفي الوقت نفسه، ذكرت لبنان أن أجهزة الاتصالات المحمولة التي انفجرت كانت نموذجاً قد تم التخلي عنه صنعته الشركة اليابانية ICOM.

وفقًا للسلطات اللبنانية، لم تُقدم الأجهزة من قبل وكيل معترف به، ولم تكن مرخصة رسميًا، ولم يتم تقييمها من قبل أجهزة الأمن. وقالت ICOM إن النموذج قد تم التخلي عنه قبل عقد من الزمن، ولم تتمكن من تحديد ما إذا كانت الأجهزة المستخدمة في لبنان مزيفة أو شحنت من قِبلها.

كيف كانت ردود فعل حزب الله وإسرائيل والعالم؟

تعهد حزب الله بالانتقام، محذرًا يوم الثلاثاء أن إسرائيل سوف “تتلقى بلا شك عقابًا عادلًا لهذا الهجوم الخطير، بالطريقة المتوقعة وغير المتوقعة”.

كما أدانت الحكومة اللبنانية الهجوم باعتباره “عدوانًا إسرائيليًا إجراميًا” وانتهاكاً لسيادتها الوطنية.

قال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب لسي إن إن يوم الأربعاء إنه يخشى أن تشير الهجمات المتتالية في لبنان إلى “مقدمة للحرب”، داعياً مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة لمساعدة في استعادة السلام على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ساهم روب بيشيتا، تمارة قيبلاوي، كريستيان إدواردز، ميك كريفر، وين تشانغ، إيريك تشيونغ، نكتار جان، بالينت باردي، كارّا فوكس، أورن ليبرمان وكايلي أتوود في كتابة التقارير.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.