إغلاق مستشفيات لبنان نتيجة قصف إسرائيلي على المرافق الصحية

Photo of author

By العربية الآن

مستشفيات لبنان تغلق أبوابها بسبب غارات إسرائيلية تطال المنشآت الصحية

صور لوكالات الأنباء: سيارة إسعاف عند شقة تعرضت لقصف إسرائيلي في بيروت.
صور لوكالات الأنباء

أعلنت أربعة مستشفيات في لبنان يوم الجمعة عن إيقاف العمل بسبب الغارات الإسرائيلية، بينما أفادت منظمة صحية مرتبطة بحزب الله أن 11 مسعفًا قد لقوا حتفهم في الـ 24 ساعة الماضية.

تتويجًا لأسابيع من القصف الإسرائيلي، أغلقت هذه المستشفيات أبوابها في ظل تصاعد الاعتداءات، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية بأن 37 منشأة طبية قد أغلقت، ما أسفر عن مقتل العشرات من العاملين في المجال الصحي.

في وقت متأخر من ليلة الجمعة، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا اتهم فيه حزب الله باستخدام المركبات الطبية لنقل المقاتلين والأسلحة، محذرًا من أنه سيستهدف أي مركبة يشتبه باستخدامها لأغراض عسكرية.

أخبر موظفو المستشفيات في جنوب لبنان بي بي سي أن المنشآت الصحية التي تعالج المدنيين الجرحى تعرضت لضربات مباشرة من الطيران الإسرائيلي.

قال الدكتور مونس كلاكش، مدير المستشفى الحكومي في مرجعيون، إن المستشفى لم يكن أمامه خيار سوى إغلاق أبوابه بعد أن استهدفت غارة جوية سيارتين إسعاف عند مدخل المستشفى، مما أسفر عن مقتل سبعة مسعفين.

وأشار إلى أن “الممرضات والأطباء كانوا في حالة ذعر”، مضيفًا أنه “حاولنا تهدئتهم وممارسة العمل، لكن لم يكن ذلك ممكنًا”.

قالت الطبيبة شوشانا مزرعاني، مديرة الطوارئ في المستشفى، إنها كانت جالسة أمام المبنى عندما حدث الهجوم، وسمعت صرخات المسعفين المصابين وركضت نحو سيارات الإسعاف المتضررة، لكنها حذرت من الاقتراب من زملائها خوفًا من غارة أخرى.

كان مستشفى مرجعيون يعاني بالفعل بموارد محدودة، حيث ظل لديه 20 طبيبًا فقط من إجمالي 120 موظفًا عادةً.

ووصفت ذلك بأنه “مأساة للمنطقة”، مشيرة إلى أن “المستشفى كان يخدم عددًا كبيرًا من السكان والكثير من القرى”، حيث كان لديهم 45 سريراً في قسم المرضى، جميعها فارغة الآن. كانوا المستشفى الوحيد الذي يقدم غسيل الكلى في المنطقة، مما اضطرهم لرفض الحالات الطارئة وإخبار البعض بمغادرة المستشفى.

بدورها، أكدت ريتا سليمان، مديرة التمريض في مستشفى سانت تيريز، قرب ضواحي بيروت، أن المستشفى قد عانى أيضًا بعد أن تعرض لأضرار جسيمة بسبب قصف يوم الجمعة، ولكن بعد ذلك اضطر لإيقاف جميع الخدمات.

في حين واصلت مستشفيات أخرى عملها مع خدمات محدودة للغاية، قال الدكتور محمد حماده، مدير مستشفى تبنين، إن الضربة القريبة كانت قوية.

وذكر “كان الانفجار قريبًا جدًا. لا زلنا نحاول العمل ولكن لا نستطيع مغادرة حدود المستشفى لأن الوضع خطر جدًا”.

إغلاق مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل

أعلنت مستشفى صلاح غندور في بنت جبيل، في وقت متأخر من مساء الجمعة، إغلاق أبوابها بعد أن تعرضت “لقصف عنيف”، وذلك بعد أمر من الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفى.

قصف موجه للمساجد

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه كان يستهدف مسجداً مجاورًا للمستشفى، زاعمًا أنه يُستخدم من قبل مقاتلي حزب الله.

الهجمات على المنشآت الصحية

لم تقتصر الهجمات على منشآت الرعاية الصحية على جنوب لبنان فقط، حيث تعرض مركز طبي في وسط بيروت، تابع لمنظمة الصحة الإسلامية المرتبطة بحزب الله، للقصف يوم الخميس، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أربعة عشر آخرين. وصرح الجيش الإسرائيلي بأن الضربة استهدفت “أصول إرهابية”.

إصابات في فريق الصليب الأحمر اللبناني

قال الصليب الأحمر اللبناني يوم الخميس إن أربعة من مسعفيه أصيبوا أثناء هجوم على قافلة كانت تقوم بإجلاء المرضى، رغم تنسيقهم مع الجيش الإسرائيلي.

مناشدة لحماية فرق الإغاثة

أوضح غابرييل كارلسون، مدير الصليب الأحمر البريطاني في بيروت، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): “يجب أن تتمكن فرق الصحة والإغاثة من مساعدة المحتاجين دون القلق على سلامتها. فرق الصليب الأحمر والهلال الأحمر تمثل شريان الحياة، وهي تدعم المجتمعات بلا كلل – ويجب حمايتها”.

ارتفاع عدد القتلى بين العاملين في مجال الصحة

ذكّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم الخميس أن 28 من العاملين في مجال الصحة لقوا حتفهم في لبنان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وأن العديد من العاملين في القطاع الصحي قد توقفوا عن الذهاب إلى العمل بسبب الهجمات.

حالة المستشفيات في لبنان

قال الدكتور كلاكيش، مدير مستشفى مرجعيون، إن المستشفى كان يعمل قبل الهجوم الذي تم خلاله إغلاقه، دون طبيب تخدير أو متخصصين آخرين.

حصيلة القتلى بين عمال الإنقاذ

كشف وزير الصحة اللبناني، فراس أبيض، يوم الخميس، أن 97 من عمال الإنقاذ لقوا حتفهم منذ بدء الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر الماضي، مشيرًا إلى أن أكثر من 40 منهم – من المسعفين ورجال الإطفاء – كانوا في ثلاثة أيام فقط من الأسبوع الماضي.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.