ازدياد طلب الأهالي على العلاج العظمي للأطفال في فرنسا
تتواجد نصائح على جدران أقسام الولادة داخل المستشفيات الفرنسية، تدعو الآباء الجدد لأخذ أطفالهم المولودين حديثاً إلى معالج عظام حال مواجهتهم بعض الأعراض. ومع ذلك، يعبّر العديد من المهنيين في القطاع الصحي عن قلقهم تجاه هذه الممارسات، معتبرين إياها غير مفيدة بل وقد تكون خطيرة، كما ورد في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
الأعراض شائعة ولا تتطلب استشارات
يستند الأهالي لاستشارة معالجي عظام الأطفال لأسباب متعددة مثل الإمساك والمغص وصعوبات الرضاعة. لكنّ تجمعات طبية تؤكد أن هذه الأعراض طبيعية، وخصوصاً بين الأطفال حديثي الولادة، حيث أوضحت طبيبة الأطفال والممثلة الرسمية لجمعية “طب الأطفال الفرنسية” كريستيل غرا لو غين أن جميع هذه الأعراض ستزول بشكل طبيعي بعد أربعة أشهر.
في حين تُظهر مقاطع الفيديو الخاصة بمعالجي العظام تفاعلات إيجابية على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحظى بمشاهدات عالية، يظل الكثيرون يتساءلون حول جدوى هذه الاستشارات.
العلاج العظمي: بين المجازفة والواقعية
في فرنسا، لا يُعتبر معالجو العظام أطباء مختصين في الصحة، وبالتالي فإن التأمين الصحي لا يغطي تكاليف استشاراتهم، رغم أن بعض المؤسسات قد تقدم تغطية جزئية.
بخصوص الأطفال الرضع، هناك محاذير قانونية واضحة، حيث يُمنع تمامًا المساس بالجمجمة أو الوجه أو العمود الفقري دون شهادة طبية تفيد بعدم وجود موانع. ولكن، ورغم ذلك، فإن الأهل يجدون أنفسهم يلجؤون إلى هؤلاء المعالجين بسبب الضغوط النفسية والقلق.
الآثار الجانبية وتوصيات
أشارت كريستيل غرا لو غين إلى أن بعض الممارسات العظمية يمكن أن تكون ضارة، حيث تم تسجيل حالات صحية سلبية بعد الجلسات. علاوة على ذلك، طالبت المفتشية العامة للشؤون الاجتماعية بإنشاء سجل لحوادث ضارة ناتجة عن هذه الممارسات.
بينما يدّعي بعض المعالجين قدرتهم على علاج حالات مثل “متلازمة Kiss”، أكدت كريستيل غرا لو غين أن هذه المتلازمة ليست موجودة في الطب، بل هي مجرد أعراض عادية.
الأدوية الوهمية
في ظل هذه الممارسات، أصدرت الأكاديمية الفرنسية للطب تحذيراً، مُشيرةً إلى أن العلاج العظمي لا يستند على أي أساس علمي. ونبّهت إلى أن الإجراءات اللاحقة لهذا النوع من العلاج لا تجدي نفعاً بل تُشبه تأثير الأدوية الوهمية.
رغم عدم تأكيد فعالية هذا النوع من العلاج، يستمر الإقبال عليه، حيث تقدر أعداد الممارسين بـ 15 ألف ممارس في فرنسا، مقارنة بـ 6 آلاف فقط في المملكة المتحدة، وهذا يعد دليلاً على تزايد ثقة الأهالي. لكن، تبقى الحاجة قائمة إلى تعزيز التوعية الطبية حول أهمية اللجوء إلى المتخصصين الصحيين.