إقتصار دخول الأجانب إلى “الأموي” في دمشق.. في أي إطار وما معناه؟

Photo of author

By العربية الآن



إقتصار دخول الأجانب إلى “الأموي” في دمشق.. في أي إطار وما معناه؟

People wear face masks as they wait in line to enter and attend the Friday prayers, after the government has eased the restrictions amid concerns over the coronavirus disease (COVID-19) outbreak, at Umayyad mosque in Damascus, Syria May 8, 2020. REUTERS/Omar Sanadiki
تعميم أمني سوري بضرورة حصول رجال الدين الأجانب ومن الشيعة خاصة على موافقات رسمية قبل زيارة الجامع الأموي (رويترز)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>دمشق– بالتقرب من “ذكرى عاشوراء” التي يحتفل بها أتباع التيار الشيعي في أماكن مختلفة في العاصمة دمشق وأحيائها القديمة، أصدر مكتب “الأمن الوطني”، الذي يمثل السلطة الأمنية العليا في النظام السوري، تعميمًا يضع قيودًا على دخول “الزوّار الأجانب” إلى الجامع الأموي، في ظل توتر العلاقات بين إيران ونظام الرئيس بشار الأسد.

ووفقًا لتقرير نُشر على موقع “صوت العاصمة” المحلي، نقلا عن مصادر مطلعة على التعميم، فإن الإجراءات الأمنية المتبعة تتطلب من الوفود الدينية السياحية، بشكل خاص، الحصول على موافقات رسمية للدخول إلى المسجد.

كما يُشدد الإجراءات على منع الوفود من ممارسة الطقوس والشعائر الدينية، وإصدار الأصوات التيتمتكن هذه التصرفات من تجاوز احترام المسجد.

أشار الموقع إلى صدور توجيهات من قبل إدارة الجامع الأموي تنص على منع دخول أي “غريب” حتى لو كان زائرًا بغرض سياحي إلا بعد الحصول على إذن أمني.

ضمَّت التوجيهات الدبلوماسيين وعباد الدين من الطائفة الشيعية، والذين عليهم الحصول على موافقات من البعثات الدبلوماسية لبلادهم قبل زيارة الجامع. كما ضمّنت التوجيهات الصحفيين غير السوريين، والمُصوِّرين والسياح الذين يزورون سوريا من مختلف الدول.

رصدت الجزيرة نت الفحص الأمني عند الحواجز المحيطة بالجامع الأموي، حيث طُلب من المارة الكشف عن وجهاتهم قبل عبورهم إلى الطريق التي تؤدي إلى الجامع.

يأتي هذا في ظل توتر بين النظام السوري وإيران نتيجة لمواقف متباينة من الحرب في غزة وتبعاتها، بما في ذلك استهداف إسرائيل لمبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في بداية أبريل.

رسالة وورقة ضغط

يعتبر الباحث والكاتب السوري المختص في الشؤون الإيرانية مصطفى النعيمي أن هذا التوجيه ليس سوى إشارة من إشارات الخطط والسياسات الأمنية الجديدة التي يتبناها النظام السوري تجاه التواجد الإيراني في سوريا، مؤكدًا على عدم قدرة النظام على تطبيق هذه الخطط بفعالية نظرًا إلى “تنامي التواجد الأمني والعسكري الإيراني في سوريا، وسيطرة إيران الشبه الكاملة على ما تبقى من الحكومة السورية”.

يرى النعيمي، في حديث للجزيرة نت، أن النظام لا يمكنه منع المقاتلين التابعين للميليشيات الموالية لإيران في سوريا والذين يحملون الجنسية الإيرانية من دخول الجامع الأموي، خاصة مع تحول النظام إلى “أداة ولاء من أدوات إيران في المنطقة” خلال السنوات السابقة.

بالنسبة لدلالة صدور التوجيهات في هذا التوقيت، يعتبر الباحث أنها قد تكون رسالة تطمين إلى العرب جاءت مع اجتماع رابطة الدول العربية في المنامة بحضور الأسد أمس، وقد تُفهم أيضًا كورقة ضغط سياسي على النظام العربي لإعادة بناء العلاقات مع النظام السوري.

ويضيف بأن مطالب العرب مشروطة بتبني النظام لمشروع “خطوة بخطوة” الذي لم يُطبق، وعلى العكس تبقى العلاقات بين النظام العربي والنظام السوري متوترة، حيث تستمر الاشتباكات على الحدود الأردنية-السورية مع الميليش

استيعاب السخط الشعبي

يتفق الباحث الدمشقي في العلاقات الدولية ميشال خ.- مع النعيمي في تفسير الدلالة السياسية لهذا التوجيه الأمني على مستوى السياسة الخارجية، معتبرًا إياها رسالة إلى الدول المهتمة بدفع إيران جانبًا في سوريا وتقليل تأثيرها.

ومع ذلك، يرى أن التوجيه يستهدف بالأساس الداخل، موضحًا في حديث للجزيرة نت أن النظام يسعى من خلال هذه السياسة الأمنية إلى “استيعاب السخط المتزايد لدى شريحة واسعة من السوريين نتيجة تصاعد النشاط الديني الشيعي في دمشق ودير الزور، الذي قد يؤدي في بعض الأوقات إلى حدوث أعمال عنف تجاه أقسام أخرى من المجتمع السوري”.

وأشار إلى أنه يُمكن في بعض الحالات أن تحدث انتهاكات لأماكن مقدسة لدى الآخرين، وهو ما يسعى النظام السوري لتجنبه قبل اقتراب ذكرى عاشوراء في يوليو المقبل.

وختم الباحث بأنه “بشكل عام، تعكس هذه التدابير الأمنية قلق النظام من تكرار سيناريو مشابه لما”يحدث في السويداء ومناطق أخرى تحت إمتلاكه، حيثُ لا يُريد أن يقدّم مبررات إضافية للخصوم أو للمناصرين للتظاهر رفضًا للحالة الاقتصادية غير المقبولة في الدولة”.

وتنظم شركات سياحة إيرانية وعراقية رحلات دينية لمتابعي العقيدة الشيعية سنويًا إلى دمشق، حيث يزور السائحون عددًا من المواقع والأماكن الدينية مثل مقامي السيدة زينب والسيدة رقية.

تثير تصرفات وعبارات صادرة عن بعض السياح، أثناء قيامهم بتأديت شعائرهم الدينية، غضب السوريين بسبب الدلالات الطائفية التي تحملها.

كما تناقش ممارسات وتصريحات من بعض السياح، خلال أداء طقوس دينية، استياء سكان سوريا بسبب الدلالات الطائفية.

ظهر لقد مُتداول على شبكات التواصل الاجتماعي في يناير/كانون الثاني الماضي، مقطع فيديو قال المتداولون إنه يُظهر هجوم الحجاج على مرقد الصحابي معاوية بن أبي سفيان في مقبرة الباب الصغير في دمشق.

An Iranian flag hangs as smoke rises after what the Iranian media said was an Israeli strike on a building close to the Iranian embassy in Damascus, Syria April 1, 2024. REUTERS/Firas Makdesi
المبنى التابع للقنصلية الإيرانية في دمشق بعد تدميره بهجوم إسرائيلي (رويترز)

انعطاف تاريخي

يرى الكاتب مصطفى النعيمي أن التوتر الذي يرافق العلاقات بين إيران والنظام السوري مؤخرًا يرجع إلى “فقدان الثقة بين الجانبين”، بعدما أصبحت لدى إيران “معلومات مؤكدة حول تورط النظام السوري في تسريب بيانات حول تحركات قادة مليشياتها في اجتماعاتهم ضمن الأقاليم السورية، خصوصًا بعد تنفيذ العديد من عمليات التمويه وفي نقاط عدة”.

وأضاف إلى الجزيرة نت أنه على الرغم من ذلك، كانت الغارات الجوية الإسرائيلية متواجدة واستهدفت هذه الاجتماعات بدقة فائقة، مما يشير إلى إلزامية وجود جهة توصّل إلى تلك المعلومات.

يستنتج النعيمي بأن العلاقات بين إيران والنظام السوري في الوقت الحالي في أدنى مستوياتها نظرًا لتوافر العديد من المعلومات التي تُثبت أن عملية الاغتيال التي طالت محمد رضا زاهدي، قائد الحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، أمام مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق كانت إشارة إلى وجود اختراق كبير وجهة مسربة لتلك المعلومات.

ووفقًا للموقف الإيراني، يرى النعيمي أن “النظام السوري مذنب بشكل كبير وقد نشهد انقلابًا تاريخيًا في العلاقات بين البلدين”.

بخصوص مستقبل العلاقات، يشير الباحث إلى أن الجانبين “بالرغم من تبادل الفعاليات إلا أن هذا التبادل سيظل ضمن إطار الأنشطة العسكرية بدلاً من الأمور الأمنية كما كان الوضع في السابق، وذلك من أجل تحييد أكبر قدر ممكن من الضربات الجوية الإسرائيلية التي تستهدف الوحدات العسكرية التي تتبع إيران”.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.