إلى أين تتجه الأزمة الكورية الجنوبية بعد فشل إيقاف الرئيس المعزول؟

Photo of author

By العربية الآن

تصاعد الأزمة في كوريا الجنوبية بعد فشل توقيف الرئيس المعزول

من المتوقع أن يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى سيول يوم الاثنين، في ظل تصاعد الأزمة السياسية السابقة التي تعاني منها كوريا الجنوبية، التي تُعتبر حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في المنطقة.

رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يلقي خطاباً بالمكتب الرئاسي في سيول

الرئيس المعزول لا يزال محميًا

علّق المحققون في كوريا الجنوبية تنفيذ مذكرة توقيف أصدرتها السلطة القضائية بحق الرئيس المعزول يون سوك يول، وذلك للاستجواب حول محاولته الفاشلة لفرض الأحكام العرفية قبل شهر. وقد تم منع المحققين من دخول مكانه من قبل الأمن الرئاسي.

وقال “مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين” في بيان له إن “تنفيذ مذكرة التوقيف كان مستحيلاً بسبب المواجهة المستمرة مع الأمن، مما أدى للاعتبار أن سلامة الموظفين تستدعي وقف التنفيذ”.

شرطة ومحققو مكافحة الفساد يصلون لمقر الرئيس المعزول

التوتر يتصاعد مع وصول بلينكن

وفي وقت سابق، أعلن المكتب التنفيذي أن “تنفيذ مذكرة التوقيف بحق الرئيس يون سوك يول بدأ”، لكن سرعان ما أفادت وكالة “يونهاب” بأن المحققين لم يتمكنوا من توقيفه بسبب تصدي وحدة عسكرية لهم.

تحمل الأزمة في كوريا الجنوبية تداعيات محتملة على المستوى الإقليمي، حيث تثير المخاوف من الموقف الكوري الشمالي. حتى الآن، لم ترد بيونغ يانغ على هذه التطورات، ولكن وسائل الإعلام الحكومية هناك أشارت إلى “فوضى اجتماعية وسياسية”.

السيناريوهات المستقبلية للأزمة السياسية

محاولة جديدة من مكتب التحقيق

قد يسعى “مكتب التحقيق بفساد كبار المسؤولين” مرة أخرى إلى تنفيذ مذكرة التوقيف قبل انتهاء مهلتها. وفي حال تم توقيف يون قبل الأسبوع الأول من يناير، فإنه سيكون أمام المكتب 48 ساعة لطلب مذكرة جديدة، أو الإفراج عنه.

محامو يون يصرون على أن مذكرة التوقيف “غير قانونية”، متعهدين باتخاذ إجراءات قانونية في هذا السياق. كما اعتبرت الوحدة الأمنية للرئاسة أن المحققين “تطفلوا بشكل غير قانوني” على مقر إقامة الرئيس.

مذكرة جديدة قد تكون أكثر صرامة

خبراء القانون يقترحون أن القضاء الكوري الجنوبي قد يصدر مذكرة جديدة أكثر تشددًا في حالة عدم تعاون يون مع التحقيقات. ووفقًا للمحلل السياسي بارك-سانغ بيونغ، فإن مثل هذه المذكرات تُصدر عادة عندما يُرفض التعاون من قبل المشتبه به.

لكن إذا استمر يون في عدم مغادرة مكان إقامته، فقد تبقى المذكرة الجديدة دون جدوى، في ظل وجود وحدة الحماية.

الجدل حول التعاون مع الأمن

الأزمة المستمرة دفعت مكتب التحقيق و الحزب الديمقراطي المعارض إلى طلب تعاون جهاز الأمن الرئاسي. وقال مسؤول من مكتب التحقيق إن نحو 20 محققًا و80 شرطيًا شاركوا في العملية، ولكنهم واجهوا تصديًا من حوالي 200 جندي وعناصر من الأمن الرئاسي.

تشير الأدلة إلى أن تعاون جهاز الأمن قد يعزز فرص تنفيذ مذكرة التوقيف، إلا أن تشوي سانغ-موك، الرئيس بالوكالة، الذي ينتمي لحزب “قوة الشعب”، لم يُدلي بأي تعليق بعد.

متظاهر يطالب باعتقال الرئيس المعزول

التداعيات القانونية والسياسية

تعقد الوضع أيضًا بسبب تعيين تشوي لقاضيين في المحكمة الدستورية، مما قد يؤدي إلى تعزيز حظوظ المحكمة في مصادقة قرار البرلمان بعزل يون. وفي السياق، يثير الوضع التساؤلات حول إمكانية تعاون تشوي مع طلبات مكتب التحقيق بشأن جهاز الأمن الرئاسي.

يتوقع أن تستمر الأحداث في التصاعد في الأيام المقبلة، حيث تظل الموقف في كوريا الجنوبية مرتبطًا بتطورات سياسة التحقيقيات ونوايا الرئيس المعزول.1736048325 55 إلى أين تتجه الأزمة الكورية الجنوبية بعد فشل إيقاف الرئيس الأزمة الكورية الجنوبية الأزمة الكورية الجنوبية

أعضاء اتحاد النقابات العمالية الكوري يتواجهون مع الشرطة أثناء مظاهرة ضد الرئيس المعزول بالقرب من المقر الرئاسي في سيول (إ.ب.أ)
انتظار قرار المحكمة

بعد عزل الرئيس يون، تم أيضاً عزل هان داك-سو، الذي تولى الرئاسة بالوكالة، بسبب عدم تعيينه لأعضاء في المحكمة الدستورية. اعتبرت المعارضة أن هذا العزل قد يعزز فرص القضاء في تأييد القرار ضد الرئيس المعزول.

للمحكمة الدستورية مهلة تصل إلى 180 يوماً للبت في قرار العزل، وفي أثناء ذلك يظل يون رئيساً للجمهورية رسمياً، إلا أنه لا يمارس صلاحياته.

يرى بعض الخبراء أن إزالة صفة الرئاسة عن يون قد تساعد المحققين في متابعة قضيته واعتقاله بشكل رسمي.

1736048325 463 إلى أين تتجه الأزمة الكورية الجنوبية بعد فشل إيقاف الرئيس الأزمة الكورية الجنوبية الأزمة الكورية الجنوبية

عشرات الآلاف من المحتجين يطالبون باستقالة الرئيس يون سوك يول في سيول (د.ب.أ)
يمكن أن تؤدي فترة الانتظار الطويلة أمام المحكمة إلى تأخير الإجراءات، لكن المحكمة أكدت أنها ستنظر في القضية بشكل سريع بسبب أهميتها.

من جانبهم، يشدد محامو الدفاع عن يون على ضرورة دراسة المحكمة لكافة الجوانب القانونية كافة حتى انتهاء المدة المحددة، وخاصة “الأسباب التي أدت إلى إعلان فرض الأحكام العرفية”.

متظاهرون مؤيدون ليون يحملون علمي كوريا الجنوبية والولايات المتحدة خلال تجمع لدعم الرئيس الكوري الجنوبي المعزول في سيول (رويترز)

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.