النصر المحتمل أو الفشل الكارثي؟!
يستغل نتنياهو كل ظهور له على الشاشة للتلاعب بمشاعر عائلات الأسرى، مُغدِقاً عليهم بوعود لم تعد تنفع. يدرك الجميع أن هذه الوعود قد فقدت قيمتها.
“النصر المطلق” هو ما تصفه حكومة نتنياهو، بما في ذلك وزير الدفاع يوآف غالانت، بأنه مجرد هراء يهدف إلى إضفاء الغموض على الواقع.
منذ عدة أشهر، يفاوض نتنياهو مع حماس بأيدي مُكبلة، دون قدرة حقيقية على مواجهة نقاط الخلاف التي افتعلها بنفسه لتعطيل الصفقة. وعندما يتهمه الجميع بعرقلة الحوار من أجل الإفراج عن الأسرى، يواصل القول إن حماس هي التي تعرقل الوصول إلى اتفاق، وأن الحل الوحيد هو الحل العسكري لتحقيق “النصر المطلق”.
هذا النصر، وفق ما يراه الكثيرون من أعضاء حكومة نتنياهو، ليس سوى ذر للرماد في العيون. فالأهداف المتعارضة للحرب، مثل استعادة الأسرى والقضاء على حماس، لن تتحقق مع استمرار النزاع.
حتى إذا كان الهدفان ليسا متعارضين، كيف يمكن لنتنياهو تكرار نغمة “النصر المطلق” بينما تشير الإحصائيات إلى أن حوالي سبعين رهينة قد لقوا حتفهم بسبب القصف؟ أي نصر يمكن أن يتحقق بينما يتعرض أكثر من نصف الرهائن للقتل؟
إن العناوين في الصحف أصبحت تعبر عن الواقع، كما قالت صحيفة “هآرتس”: “على إسرائيل أن تقبل خسارة الحرب”. لقد أوضح 7 أكتوبر/تشرين الأول هشاشة مفهوم “أقوى جيش في المنطقة”، ويظهر نتنياهو وكأنه يسعى لإطالة أمد النزاع للحفاظ على منصبه بدلاً من محاولة تقليل الخسائر.
نبارك لمدينة غزة هذا الصمود والكرامة، ونعلم أن النصر آتٍ لا محالة.
الأوضاع تزداد تعقيداً بالنسبة للكيان الصهيوني، فغرور نتنياهو يهدد بتحميل الكيان تكاليف اقتصادية وعسكرية باهظة، والتعنت في الموقف قد يؤدي إلى استمرار النزاع الأليم، كما أعلنت صحيفة “معاريف” مؤخراً، مشيرة إلى أن الشتاء قادم وإسرائيل قد تغرق في فوضى غزة.
لا يمكن إنكار المآسي التي يعيشها أهل غزة، والعبارات تعجز عن وصف المعاناة هناك. لكن الشعب في غزة قد اختير ليكون خط الدفاع الأول ضد الاحتلال، وهذا يتطلب تضحيات ضخمة.
نبارك لأهل غزة هذا الصمود الدائم، والذي يمثل درساً في الصبر والعطاء. ونحتفي بالنصر الذي هو مسألة وقت فقط حتى يتجلى.
اختم بالتأكيد أن الوضع في العالم لن يعود كما كان قبل 7 أكتوبر، وأن زوال الاحتلال الصهيوني بدأ بالفعل. وتعتبر حكومة نتنياهو المتطرفة هي الأنسب لقيادة الكيان نحو زواله. فكلما أصر رئيس الوزراء على “النصر المطلق”، تكرر السؤال: هل هو نصر محتمل أم فشل قاسٍ؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
رابط المصدر