إلى التمرد يا أمة البلايين؟

Photo of author

By العربية الآن



إلى التمرد يا أمة البلايين؟

%D8%A7%D8%A7%D8%A7%D8%A7 1 1714910413
طلاب أميركا في مظاهرة مؤيدة للقضية الفلسطينية خلال حفل تخرج لجامعة ميشيغان (الفرنسية)
انجزت المقاومة الشجاعة والصمود الأسطوري في مواجهة حرب الإبادة الجماعية الصهيو-أمريكية على قطاع غزة، الشهر السابع، والشعوب العربية والإسلامية بجميع تصنيفاتها تراقب المعركة على الشاشات، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وقامت بأقصى ما استطاعت لدعم غزة والدفاع عن كرامتهم وعزتهم، وتأكيد انتمائهم وصدق إيمانهم؛ بالدعاء والمسيرات الشعبية، باستثناء المشاركات القائمة في الجبهة الشمالية مع لبنان، وبالإضافة لبعض المشاركات من النظام الحوثي في اليمن والتنظيمات الإسلامية في العراق وسوريا. فماذاهُل تنتظرون، يا أبناء العرب؟ هل هذا هو الجماعي الذي تَملكونه أمّة المليار؟ بالطبع لا! هُناك الكثير والكثير مِمّا بإمكانكم فعله دون الإصطدام بالأنظمة السياسية ودون أن تُهزّ استقرارها.

ما الَّذي ألمّ بكم يا أمّة المليار حتى تَهاونوا، وأمامكم الكثير مما يمكنكم القيام به؟ وماذا سيقول عنكم أبناؤكم وأحفادكم وأبناء أبنائهم، حينما يَقرؤون عن تَقاعُسكم في دعم غزة؟ وكيف سيعبّرون عن ملامحهم حين يعلمون بأن بينكم من تواطأ على قتلهم وتدميرهم ودعم أعدائهم؟

ما ذا دهاكم؟

وقد وُجّهت في مقال الأسبوع السابق بهذه الزاوية؛ نداءٌ مفتوحٌ لنشطاء العالم بالانتقال من المسيرات الاحتجاجية إلى الاعتصام المدني، لممارسة الضغط على حكوماتهم والقوى المعنية من أجل وقف هذه الحروب الظالمة على أهلنا في قطاع غزة، ودعم مطالب الشعب الفلسطيني، وعرض المبررات القوية للتحريض على ذلك، وتأكيد ضرورة التوقف عن المسيرات الاحتجاجية والانتقال إلى العصيان المدني؛ حيث تُعَدُّ هذه المسيرات هديةً قيِّمة تقدمها الشعوب للسلطات السياسية، من خلال تَفّيضها بالشحنات العاطفية والانفعالية التي تثيرها مشاهد القتل والدمار المتواصل في غزة، وقد شهدنا ما أحدثته الاعتصامات الطلابية في عدد من جامعات الولايات المتّحدة الأمريكية والدول الغربية؛ حيث أثارت استياء حكوماتهم وبرلماناتهم وأساتذة جامعاتهم ومنظمات المجتمع المدني، فما بالنا إذا تحوّل الحراك الشعبي من مرحلة الاعتصام إلى العصيان المدني؟

منذ سبعة أشهر يَتحدث العالم عن غزة المقاومة التي تتصدّى للعدوان الإجرامي الصهيو-أميركي، قدمت العديد من الشهداء والجرحى في سبيل الدفاع عن وطنها، وتعرَّضت لأشكال متعددة من الإبادة التي يعلمكم بها التاريخ جيداً، فقد دُمّرت مؤسساتها وأماكن تعليمها ومستشفياتها ومساجدها وأسواقها ووسائل نقلها ومخابزها، ورغم كل هذا، ما زالت غزة صامدة دون استسلام، تتحدي قادة العدوان بكل فخر وكرامة.

لماذا تتراجعون يا أمة المليار؟ هل هناك عذرٌ أقوى من دعم غزة؟ هل تستطيعون أن تثبتوا للعالم قدرتكم على تشويش حساباتهم وعرقلة مصالحهم في المستوى العالمي إذا قمتم بالعصيان المدني لأسبوع أو اسبوعين أو شهر؟

لقد أجبرتكم جائحة كورونا على الانقطاع والعزل المنزلي وتقييد السفر والتجارة والتواصل لفترة زمنية طويلة، هل تتجمّعون لدعم غزة بعد أسبوع أو اسبوعين لتظهروا تضامنكم؟

بداية الخيط

لا زال هناك وقت كافٍ لتحريك دعم حكيم وفعّال وموجِه للتأثير على تحالف العدوان الصهيو-أميركي لوقف هجماته الوحشية على غزة، بعيدًا عن المسيرات والاعتصامات، فلقد جربتم سلاح المقاطعة وتأثيره على الشركات المؤيدة للكيان الصهيوني.

أقترح من هذا المنبر القيام بالتالي:

  • إعلان ذكرى احتلال فلسطين عام ١٩٤٨، في الأربعاء القادم الموافق ١٥ مايو؛ ليصبح ذلك يوم بداية الاعتصام المدني في الوطن العربي والإسلامي لأسبوع قابل للتمديد حتى وقف النيران وانسحاب الاحتلال الصهيوني من غزة.
  • تشجيع علماء الإسلام فرادى ومنظمات واتحادات على إصدار بيانات داعمة، والتأكيد عليها في خطبة الجمعة القادمة في ١٠ مايو.
  • تعاون الكتاب ووسائل الإعلام على تسليط الضوء ودعم النداء له.
  • البدء في التصعيد بتوجيه الضربات الاقتصادية إلى القطاعات التي ستؤثر بشكل كبير على مصالح الدول المؤيدة للكيان الصهيوني، وبالأخص الولايات المتحدة، مع التركيز على الطيران والمواصلات والتجارة والبنوك والسياحة والأسواق.
  • على النخب العربية والإسلامية من الأكاديميين ورجال الأعمال والفنانين والنشطاء والشخصيات البارزة تحمل المسؤولية في هذا الحراك عبر دعمهم للعصيان المدني وتحفيزه، والقيام بالتصرفات التي تُثبت إنتمائهم وتدعُمه
  • بتأثيرهم.
  • داعوا الشعوب العربية والإسلامية وأنصار غزة في دول العالم إلى الاحتجاج في منازلهم، طوال هذا الأسبوع، وعدم حضور مدارسهم أو جامعاتهم أو أعمالهم، وعدم التسوق.
  • حثوا الحكومات العربية والإسلامية وغيرها من دول العالم على تسهيل تنفيذ هذا الاحتجاج، ودعمه في تحقيق أهدافه التي لم تتحقق بواسطة السياسة والدبلوماسية أمام التطرف الصهيوني.

تقترب الجمعة القادمة، وتذكير بالنكبة في الأيام القادمة، هل تفكرون في التحرك؟

إن هذا الاحتجاج سيعطل حركة هذه القطاعات محليا وإقليميا وعالميا، وسيعرقل مصالح شركاتها ومستثمريها وبضائعها ومستهلكيها، وسيوجه رسالة للتحالف الصهيو-أميركي والدول الغربية المدعمة له بأن العالم العربي والإسلامي يدعم غزة ويساند مطالب الشعب الفلسطيني، ولن يبقى صامتا أمام انتهاكات وعبث وعدوان الاحتلال الصهيوني في غزة والضفة الغربية.

وسيسمح هذا الاحتجاج لأمة المليارين بالتحرك وأداء دورها في دعم أبناءها في قطاع غزة، وليس فقط بالاحتشاد والمسيرات الشعبية.

أما كيفية التحرك، ومن أين تبدأون، وكيفية تنظيم احتجاجكم، فهو مسؤوليتكم، كل شخص حسب ظروفه وامكانياته.

لقد حثتم جائحة كورونا على الاحتجاج المدني والابتعاد في المنازل ووقف السفر والتجارة والتواصل لمدة عام كامل، فهل تتكرمون بدعم غزة لمدة أسبوع أو أسبوعين بقدر إمكاناتكم؟

تقترب الجمعة القادمة، وتذكير بالنكبة في الأيام القادمة، هل تفكرون في التحرك؟

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن موقف قناة الجزيرة التحريري.



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.