تعاون إقليمي مع «طالبان»
تستمر حركة «طالبان» الأفغانية في الحكم لمدة ثلاث سنوات، حيث اعتمدت العديد من الحكومات الإقليمية، مثل روسيا والصين وإيران، على الحركة لمواجهة الجماعات الإرهابية مثل «داعش»، التي تهدد استقرار المنطقة. هذا التعاون أدى إلى قبول الصين لوفد من «طالبان» في بكين، وإرسال ممثل لها إلى كابل، في وقت تعمل فيه الصين على استخراج الموارد المعدنية والطبيعية من شمال أفغانستان.
مواجهة الجماعات الإرهابية
أبدت حركة «طالبان» استعداداً للتعاون مع الدول المجاورة للحد من أنشطة «داعش»، حيث تعاملت الحكومة بقوة مع العناصر المتطرفة، مما أسفر عن مقتل واعتقال المئات من مقاتلي «داعش» من خلال عمليات عسكرية في المناطق القبلية وأرجاء أفغانستان. هذه الاستراتيجية تعززت مع سيطرة «طالبان» على العاصمة كابل في 15 أغسطس 2021 بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.
تحديات حقوق المرأة
ومع ذلك، لا تزال «طالبان» تواجه تحديات داخلية كبيرة حيث لم تعترف أي دولة حكومتها رسمياً، وذلك بسبب سياستها المتشددة تجاه النساء، التي وصفتها الأمم المتحدة بـ«الفصل العنصري بين الجنسين». يتعرض تعليم النساء للحرمان، حيث تم إغلاق المدارس الثانوية والجامعات أمامهن، كما منعت الحكومة النساء من دخول المتنزهات وصالات الرياضة، مما أدى إلى تعزيز انتقادات المجتمع الدولي.
الوضع الإنساني والاعتراف الدولي
تشير التقارير إلى أن الحركة تمر بوقت عصيب داخل أفغانستان حيث يعاني المجتمع من أزمات إنسانية متكررة. وتعتمد الحركة على المساعدات الأجنبية لتأمين الاحتياجات الأساسية لمواطنيها، مما يشير إلى ضعف إدارتها. منذ أغسطس 2021، قدمت الولايات المتحدة مساعدات إنسانية تجاوزت ملياري دولار لأفغانستان، وهو ما يعكس عدم قدرة الحكومة الحالية على تلبية احتياجات شعبها.
العنف ضد النساء
وبحسب مشروع «الشاهد الأفغاني»، تم توثيق أكثر من 300 حالة قتل لنساء على يد رجال منذ استيلاء «طالبان» على السلطة. وتعتبر الأمم المتحدة وضع الأفغانيات تحت حكم «طالبان» من أسوأ الأوضاع في العالم، محذرة من استمرار السياسات التمييزية ضد النساء.
تفاعلات إقليمية
تستمر «طالبان» في العمل بشكل مقلق تجاه الحدود مع باكستان، حيث ترفض الاعتراف بخط دوراند الفاصل بين البلدين. كما توفر ملاذات آمنة لقادة «طالبان» الباكستانية، وهو ما أثار توترات مع الحكومة الباكستانية، خاصة بعد إطلاق سراح العديد من المعتقلين عند تولي الحركة السلطة.
### تزايد الهجمات الإرهابية في باكستان
على الرغم من الاستقرار النسبي الذي شهدته باكستان على مدى السنوات الست الماضية، فقد سجل عام 2021 زيادة ملحوظة في عدد الهجمات الإرهابية، حيث ارتفعت بنسبة 56 في المائة. وقد تم تسجيل 294 هجوماً أسفر عن مقتل 395 شخصاً.
### تعزيز الأمن في قندهار
في نفس السياق، تم تعزيز الإجراءات الأمنية في مدينة قندهار، معقل حركة «طالبان» وموطن زعيمها هبة الله أخوند زاده، الذي يعيش في عزلته ويصدر الفتاوى الدينية التي تحكم البلاد.
### الأوضاع الأمنية والاقتصادية في أفغانستان
تعتبر مسألة الأمن من أولويات سلطات «طالبان»، وقد أعرب العديد من الأفغان عن شعورهم بالراحة بعد أربعين عاماً من الصراعات المتوالية. ومع ذلك، لا تزال البلاد تعاني من أزمة إنسانية متفاقمة وركود اقتصادي.
### تحليل الوضع في أفغانستان
بحسب مركز دراسات الصراع والأمن في إسلام آباد، فإن هذه الهجمات تزامنت مع الهجوم العسكري الذي شنته حركة «طالبان» ابتداءً من مايو 2021 والذي بلغ ذروته عندما استولت الحركة على كابل في أغسطس من نفس العام.
### فشل السياسة الباكستانية تجاه طالبان
يشير الخبراء إلى أن فشل السياسة الباكستانية تجاه أفغانستان أصبح واضحاً بشكل متزايد، حيث لم تحقق الاستثمارات الباكستانية في حركة «طالبان» النتائج المرجوة. وكانت القوات الأمنية الباكستانية تدعم الحركة على أمل أن تثبت ولاءها لباكستان.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}